تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

(حديث الفار والحمامة وهو مثل لمعاونة الاخوان في نوائب الزمان)

روى اولو الاخبار وناقلوا الآثار

عن سرب طير سارب من الحمام الراعبي

بكر يوماً سحرا وسار حتى اسحرا

في طلب المعاش وهو ربيط الجاش

فابصروا على الثرا حبا منقا منثرا

فاحمدوا الصباحا واستيقنوا النجاحا

واسرعوا اليه وأقبلوا عليه حتى اذا ما اصطفوا

حذاءه اصفوا فصاح منهم حازم لنصحهم ملازم

مهلا فكم من عجلة ادنت لحي اجله

تمهلوا لا تقعوا وانصتوا لي واسمعوا

اليّة بالرب ما نثر هذا الحب

في هذه الفلات الا لأمر عاتي

اني ارى حبالا قد ضمنت وبالا

وهذه الشباك في ضمنها الهلاك

فكابدوا المجاعة وأنظروني ساعة

حتى ارى واختبروالفوز حق المصطبر فاعرضوا

عن قوله واستضحكوا من هوله قالوا

وقد غطى القدر السمع منهم والبصر

ليس على الحق مرا حب معدي للقرا

القي في التراب للأجر والثواب

ما فيه من محذور لجائع مضرور ا

غدوا على الغذاء فالجوع شر داء

فسقطوا جميعا للقطه سريعا

وما دروا ان الردى اكمن في ذاك الغذا

فوقعوا في الشبكة وايقنوا بالهلكة

وندموا وما الندم مجد وقد زلّ القدم

فأخذوا في الخبط لحل ذاك الربط

فالتوت الشباك والتفت الأشراك

فصاح ذاك الناصح ما كل سعي ناجح

هذا جزاء من عصى نصيحة وانتقصا

للحرص طعم مر وشره شمّر

وكم غدت امنية جالبة منية

وكم شقا في نعم ونقم في لقم

فقالت الجماعة دع الملام الساعة

ان اقبل القناص فما لنا مناص

والفرك في الفكاك من ورطة الهلاك

اولى من الملام وكثرة الكلام

وما يفيد اللاحي في القدر المتاح

فاحتل على الخلاص كحيلة ابن العاص

فقال ذاك الحازم طوع النصيح لازم

فان اطعتم نصحي ظفرتم بالنجح

وان عصيتم امري خاطرتم بالعمر

فقال كل هات فكرك في النجاة

جميعنا مطيع لما ترى سريع

وليس كل وقت يضل عقل الثبت

فقال لا ترتبكوا فتستمرم الشبك

واتفقوا في الهمة لهذه الملمة

حتى تطيروا بالشرك وتأمنوا من الدرك

ثم الخلاص بعد لكم علي وعد فقبلوا

مقاله وامتثلوا ما قاله واجتمعوا

في الحركة وارتفعوا بالشبكة

فقال سيروا عجلا سيراً يفوت الأجلا

ولا تملوا فالملل يعوق والخطب جلل

فأمهم وراحوا كأنهم رياح

واقبل الحبال في مشيه يختال

يحسب ان البركة قد وقعت في الشبكة

فأبصر الحماما قد حلقت اماما

وفلّت الحبالة واوقعت خياله

فعض غيضاً كفه على ذهاب الكفه

فراح يعدو خلفها يرجو اللحاق سفها

حتى اذا ما يئسا عادلها مبتئسا

واقبل الحمام كأنه غمام

على فلاة قفر من الأنام صفر

فقالت الحمامة بشراكم السلامة

هذا مقام الأمن من كل خوف يغني

وان اردتم فقعوا لا يعتريكم

فزع فهذه المومات لنا بها النجات

ولي بها خليل احسانه جزيل

ينعم بالفكاك من ربقة الشباك

فلجأوا اليها ووقعوا عليها

فنادت الحمامة اقبل ابا امامة

فأقبلت فويرة كانها نويرة

تقول من ينادي ابي بهذا الوادي

قال لها المطوق انا الخليل الشيق

قولي له فليخرج واذنيه بالمجي

فرجعت واقبلا فار يهد الجبلا

فأبطر المطوقا فضمه واعتنقا

فقال اهلا بالفتى ومرحبا بمن اتى

قدمت خير مقدم على الصديق الأعظم

فادخل بيمن داري وشرفن مقداري

وانزل برحب ودعة وجفنة مدعدعة

واشف جوى القلوب بوصلك المحبوب

فالشوق للتلاق قد بلغ التراقي

فقال كيف انعم ام كيف يهني المنعم

وهل يطيب عيش ام هل يقرّ طيش

واسرتي في الأسر يشكون كل عسر

اعناقهم في غل وكلهم في ذل

فقال مرني ائتمر عداك نحس مستمر

قال اقرض الحباله قرضا بلا ملالة

وخلص الأصحابا واغتنم الثوابا

وحل قيد اسرهم وفكهم من اسرهم

قال امرت طائعا وعبد ودّ سامعا

فقرض الشباكا وقطع الاشراكا

وخلص الحماما وقد رءا الحماما

فاعلنوا بحمده واعترفوا بمجده

فقال قروا عينا ولا شكوتم اينا

وقدم الحبوبا للأكل والمشروبا

وقام بالضيافة بالبشر واللطافة

اضافهم ثلاثا من بعد ما اغاثا

فقال ذاك الخل الخير لا يمل

فقت ابا امامه جودا على ابن مامة

وجيت بالصداقة بالصدق فوق الطاقة

البستنا اطواقا وزدتنا اطواقا

من فضلك الجميل وفعلك الجزيل

مثلك من يدخر لريب دهر

يحذر وترتجيه الصحب ان عز يوم خطب

فاذن بالإنصراف لنا بلا تجافي

دام لك الانعام ما غرد الحمام

ودمت مشكور النعم مارن شاد بنغم

فقال ذاك الفار جفا الصديق عار

ولست ارضى بعدكم لا ذقت يوماً فقدكم

ولا ارى خلافكم ان رمتم انصرافكم

عمتكم السلامة في الظعن والإقامة

فودعوا وانصرفوا والدمع منهم يذرف

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير