تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وافترى بهتاً وكذبا منكرا

لي عادة مستحسنة افعلها كل سنة

اطبخ للحجاج من لحم الدجاج

في فرد قدر نزلا يكفي الجميع اكلا

فحار ذلك الفتى من قوله وبهتا

وقال ليت شعري ما قدر هذا القدر

هل هي بين زمزم ام هي بحر القلزم

ام هي في الفضاء بادية الدهناء

فغضب الأمير وغاضه النكير

فقال ردوا صلته

منه وقدوا خلعته

واخرجوه الآنا عنا فلا يرانا

فندم الأديب وساءه التكذيب

وعاود النديما لعذره مقيما

وقال منذ دهري لم اشتعل بسكر

فغالني الشراب وحاق بي العذاب

وقلت ما لا اعقل والهفو قد يحتمل

فسل لي الاغضاءوالعفو والرضاء

قال النديم اني ارضيه بالتأني

بشرط ان تنيبا وتترك التكذيبا

فراجع الأميرا واستوهب التقصيرا

واستأنف الانعاما عليه والاكراما

فعاد للمنادمة باللطف والملائمة

فكان كلما كذب وقال افكا وانتذب

صدقه واقسما بكونه مسلما

حتى جرى في خبر ذكر كلاب عبقر

ووصفها بالصغر وخلقها المختصر

قال الأمير وابتكر ليس العيان كالخبر

قد كان منذ مدة لدي منها عدة

اضعها في مكحلة للهزل والخزعبلة

وكان عندي مسخرة اكحل منها بصره

فكانت الكلاب في عينه تنساب

وهي على مجونه تنبح في جفونه

فقام ذلك الفتى يقول لا عشت متى

صدقت هذا الكذبا شاء الأمير او ابى

ورد ما كساه به وما حباه

وراح يعدو عاريا من البلاء ناجيا


(فصل في التحذير من صحبة الاشرار)

وصحبة الأشرار اعظم في الأضرار
من خدعة الأعداء ومن عضال الداء
يقبحون الحسنا ودأبهم قول الخنا
شأنهم النميمة والشيم الذميمة
اذا أردت تصنع خيراً بشخص منعوا
الغل فيهم والحسد والشر حبل
من مسد ان منعوا ما طلبوا تنمروا
وكلبوا واعرضوا إعراضا ومزقوا الأعراضا
ليس لهم صلاح حرامهم مباح
لا يتقون قبحا ولا يعون نصحا
يغرون بالقبيح والضرو التبريح
كلامهم افحاش وأنفسهم ايحاش
الخير منهم وان والشرّ منهم
دان شيطانهم مطاع ودينهم مضاع
لا يرقبون الا ولا يرون خلا
اخلاصهم مداهنة وودهم مشاحنة
صلاحهم فساد رواجهم كساد
عزيزهم ذليل صحيحهم
عليل ضياؤهم ظلام وعذرهم
ملام تقريبهم تبعيد ووعدهم وعيد
اذا سألت ضنوا او منحوك منوا
وان عدلت مالوا وان سألت قالوا
ربحهم خسران وشكرهم كفران
شرابهم سراب وعذبهم عذاب
وفاقهم نفاق انجاحهم اخفاق
وفاؤهم محال وخصبهم امحال
ودادهم خداع وسرهم مذاع
اذعانهم لجاج معينهم اجاج
وليس فيهم عار من ادراع العار
البعد عنهم خير والقرب منهم
ضير فاحذرهم كل الحذر
لحاك لاح او عذر واسمع مقال الناصح
سمع اللبيب الراجح
وقال ارباب الحكم العالمين بالأمم
ان شئت ان تصاحبا من الأنام صاحبا
من حالة تريدها او حاجة تفيدها
فان اشار ناصحا بالخير كان صالحا
فأوله الصداقة ولا تخف شقاقه
فالخير فيه طبع واصله والفرع
وان اشار مغريا بالشر كان مغويا
فاجتنب اصطحابه واوجب اجتنابه
فالشيم الردية اضحت له سجية
هذا وقد تم الرجز بعون ربي ونجز
وهاكها احكاما احكمتها احكاما
كدرر البحور عى نحور الحور
تشنف المسامعا وتطرب المجامعا
تفحم كل ناظم وصادع وباغم
والحمد لله على ابلاغه المؤملا
ثم الصلاة ابدا على النبي احمدا
وآله الأطهار وصحبه الأبرار
ماطار طير وشذى ولاح فجر وبدى
يقول راجي الصمد علي بن احمد
حمداً لمن هداني بالنطق والبيان
واشرف الصلاة من واهب الصلاة
على النبي الهادي وآله الأمجاد
وبعد فالكلام لحسنه اقسام
والقول ذوفنون في الجد والمحبون
وروضة الاريضي السجع والقريض
والشعر ديوان العرب وكم انال من ارب
فاقبل اذا رمت الأدب اليه من كل حدب
رواية الأشعار تكسو الأديب العاري
وترفع الوضيعا وتكرم الشفيعا
وتطرب الاخوانا وتذهب الأحزانا
وتنعش العشاقا وتونس المشتاقا
وتنسخ الأحقادا وتثبت الودادا
وتقدم الجبانا وتعطف الغضبانا
وتنعت الحبيبا والرشأ المريبا
وخيره ما أطربا مستمعاً وأعجبا
وهذه الأرجوزة في فنها وجيزة
بديعة الألفاظ تسهل للحفاظ
تطرب كل سامع بحسن لفظ جامع
ابياتها قصير ما شأنها قصور
ضمنتها معاني في عشرة الإخوان
تشرح للألباب محاسن الآداب
فان حسن العشرة ما حاز قوم عشرة
واكثر الإخوان في العصر والأوان
صحبتهم نفاق ما زانها وفاق
يلقي الخليل خله بظا اتى محله
بظاهر مموه وباطن مشوه
يظهر من صداقته ما هو فوق طاقته
والقلب منه خالي كفارغ المخالي حتى اذا ما انصرفا اعرض عن ذاك الصفا
وان يكن ثم حسد انشب انشاب الاسد
¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير