[هل تعرفون يوم .... الوشاح؟]
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[05 - 12 - 07, 10:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قد يتعرض الإنسان للظلم وقد يرى الهلاك ويكون في ذلك نجاته ..
وقد تحدث له أموراعظاما يرى أن جميع الحلقات أطبقت عليه ولكنها في لحظة تنفرج تلك الحلقات بإذن الله
وقد يتصور أنه لن يستطيع الخروج من موقف ما وفجأة يجد يدا حانية تمسك به ...
- -
وقد ... يحزن الإنسان ويتألم أنه تعرض لذلك المصاب ويتلقى الوان الهوان والعذاب ولكن، قد تكون تلك المصائب بداية السعادة ...
- -
قد تتسألون كيف ... ؟؟
- -
إذا دعونا نتخيل هذا المشهد وتلك القصة العجيبة:
والآن لنذهب معا ونعود قليلا الى الماضي البعيد .. في تلك البقعة من الأرض الطاهرة (مكة) كان يعيش هناك حي من العرب، وكان لديهم جارية سوداء تقوم على خدمتهم وكانو قد أعتقوها، فبقيت عندهم لأنه لاحول لها ولاقوة، وفي يوم من الأيام خرجت صبية لهم الى مغتسل لها وعليها وشاح أحمر ووضعته خارج المغتسل ثم مرت حدياة فحسبته لحما فألتقطتة فلما خرجت الصبية فقدته ولم تجده وشاحها فصاحت بأهلها فبحثوا عنه ولم يجدوه، واتهموا تلك الجارية بسرقته، و قاموا بتفتيشها وتهديدها وتعذيبها والبحث عن الوشاح بين خبايا ملابسها،،
وكانت ساعة كرب وشدة أحست فيها بالمهانة والظلم، وضاقت بها الحيل، فليست ذات نسب تعتزي بنسبها، ولا ذات قرابة تستنصر قرابتها، وليس بها قوة فتدفع عن نفسها.
فلم تجد نصيراً تستنصره، ومغيثاً تستغيث به إلا ربها الذي خلقها، ونسيت آلهة قومها وأصنامهم، وتوجهت إلى الله تعالى بأشد ما يكون الاضطرار تدعوه أن يظهر براءتها ويخلصها من كربها. فأجابها الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء، جاء الفرج أسرع مما أملت وألطف مما قدرت.
إذ بحدياة تلقى الوشاح عليهم، وهكذا ظهرت براءتها،فأخذوا وشاح إبنتهم ........ و قالت إتهمتموني به وهاهو ذا أمامكم، وهنا قررت الهجرة من مكة بعد أن اثر فيها هذا الموقف، ولكن أين تذهب،،
- -
ما في المُقام لذي عقل وذي أدب،،،،* من راحة فدع الأوطان واغترب
سافر تجد عوضا عمن تفارقه،،،،* وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
ما في المقام لذي لب وذي أدب،،،،* معزة فاترك الأوطان واغترب
إني رأيت وقوف الماء يفسده،،،،* إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والبدر لولا أفول منه ما نظََرت،،،،* إليه في كل حين عين مرتقب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة،،،،* لملّها الناس من عُجم و عَرب
والاُسد لولا فراق الغاب مااقتنصت،،،،* والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والتبر كالتبر ملقى في معادنه،،،،* والعود في أرضه نوع من الحطب
فإن تغرب هذا عز مطلبه،،،،* وإن أقام فلا يعلو إلى الرتب
- -
فإتجهت صوب المدينة الى طابة طيبة الطيبة وهناك ذهبت الى النبي صلى الله عليه وسلم وأعلنت إسلامها وسكنت في خباء لها في المسجد فكانت
تنشد بهذة الأبيات
- -
يَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا
..................... أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي
- -
وقد وردت هذه القصة في صحيح البخاري / ج 2
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّ وَلِيدَةً كَانَتْ سَوْدَاءَ لِحَيٍّ مِنْ الْعَرَبِ فَأَعْتَقُوهَا فَكَانَتْ مَعَهُمْ قَالَتْ فَخَرَجَتْ صَبِيَّةٌ لَهُمْ عَلَيْهَا وِشَاحٌ أَحْمَرُ مِنْ سُيُورٍ قَالَتْ فَوَضَعَتْهُ أَوْ وَقَعَ مِنْهَا فَمَرَّتْ بِهِ حُدَيَّاةٌ وَهُوَ مُلْقًى فَحَسِبَتْهُ لَحْمًا فَخَطِفَتْهُ قَالَتْ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ قَالَتْ فَاتَّهَمُونِي بِهِ قَالَتْ فَطَفِقُوا يُفَتِّشُونَ حَتَّى فَتَّشُوا قُبُلَهَا قَالَتْ وَاللَّهِ إِنِّي لَقَائِمَةٌ مَعَهُمْ إِذْ مَرَّتْ الْحُدَيَّاةُ فَأَلْقَتْهُ قَالَتْ فَوَقَعَ بَيْنَهُمْ قَالَتْ فَقُلْتُ هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ زَعَمْتُمْ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ وَهُوَ ذَا هُوَ قَالَتْ فَجَاءَتْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَسْلَمَتْ قَالَتْ عَائِشَةُ فَكَانَ لَهَا خِبَاءٌ فِي الْمَسْجِدِ أَوْ حِفْشٌ قَالَتْ فَكَانَتْ تَأْتِينِي فَتَحَدَّثُ
¥