عِنْدِي قَالَتْ فَلَا تَجْلِسُ عِنْدِي مَجْلِسًا إِلَّا قَالَتْ
وَيَوْمَ الْوِشَاحِ مِنْ أَعَاجِيبِ رَبِّنَا
أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي
قَالَتْ عَائِشَةُ فَقُلْتُ لَهَا مَا شَأْنُكِ لَا تَقْعُدِينَ مَعِي مَقْعَدًا إِلَّا قُلْتِ هَذَا قَالَتْ فَحَدَّثَتْنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ
- -
وبلفظ أخر في البخاري / ج 12
حَدَّثَنِي فَرْوَةُ بْنُ أَبِي الْمَغْرَاءِ أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
أَسْلَمَتْ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ لِبَعْضِ الْعَرَبِ وَكَانَ لَهَا حِفْشٌ فِي الْمَسْجِدِ قَالَتْ فَكَانَتْ تَأْتِينَا فَتَحَدَّثُ عِنْدَنَا فَإِذَا فَرَغَتْ مِنْ حَدِيثِهَا قَالَتْ وَيَوْمُ الْوِشَاحِ مِنْ تَعَاجِيبِ رَبِّنَا
أَلَا إِنَّهُ مِنْ بَلْدَةِ الْكُفْرِ أَنْجَانِي
فَلَمَّا أَكْثَرَتْ قَالَتْ لَهَا عَائِشَةُ وَمَا يَوْمُ الْوِشَاحِ قَالَتْ خَرَجَتْ جُوَيْرِيَةٌ لِبَعْضِ أَهْلِي وَعَلَيْهَا وِشَاحٌ مِنْ أَدَمٍ فَسَقَطَ مِنْهَا فَانْحَطَّتْ عَلَيْهِ الْحُدَيَّا وَهِيَ تَحْسِبُهُ لَحْمًا فَأَخَذَتْهُ فَاتَّهَمُونِي بِهِ فَعَذَّبُونِي حَتَّى بَلَغَ مِنْ أَمْرِي أَنَّهُمْ طَلَبُوا فِي قُبُلِي فَبَيْنَاهُمْ حَوْلِي وَأَنَا فِي كَرْبِي إِذْ أَقْبَلَتْ الْحُدَيَّا حَتَّى وَازَتْ بِرُءُوسِنَا ثُمَّ أَلْقَتْهُ فَأَخَذُوهُ فَقُلْتُ لَهُمْ هَذَا الَّذِي اتَّهَمْتُمُونِي بِهِ وَأَنَا مِنْهُ بَرِيئَةٌ
ومن الفوائد المستفادة من هذه القصة والحديث
1 - استجابة دعوة المظلوم ولو كان كافراً لأن المرأة لم تسلم إلا بعد قدومها إلى المدينة. ومن هنا يجب أن نتجنب الظلم ولانحكم على الناس بمجرد الإتهام فقط دون التأكد من فعلهم
2 - مشروعية الخروج من البلد الذي يحصل للمرء فيه محنة، ولعله يتحول إلى ما هو خير منه، كما وقع لهذه المرأة وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَماً كَثِيراً وَسَعَةً [النساء:100] إرغاماً لأنف الذين اضطهدوه، وسعةً له في الرزق ..
وهنا تذكرت أبيات الشافعي حيث قال
ارحل بنفسك من ارض تضام بها،،،،* ولاتكن من فراق الاهل فى حرق
فالعنبر الخام روث فى مواطنه،،،،* وفى التغرب محمول على العنق
والكحل نوع من الاحجار تنظره،،،،* فى ارضه وهو مرمي على الطرق
لما تغرب حاز الفضل اجمعه،،،،* فصار يُحمل بين الجَفن والحَدق
3 - الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام.
4 - إباحة المبيت والقيلولة في المسجد لمن لا مسكن له من المسلمين رجلاً كان أو امرأة بشرط أمن الفتنة، وإباحة الاستظلال في المسجد بخيمة ونحوها.
5 - أن هذه المحنة كانت سببا لنجاة هذه المرأة من الكفر وعرفت ان الذي نصرها واستجاب دعوتها هو الله الذي عادت اليه فطرتها السليمة وأدركت أن الأصنام التى كانوا يعبدونها لاتساوي حفنة من تراب فقررت الهجرة الى مكان لايُعبد فيه الا الله
6 - إهتمام النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته رضي الله عنهن بالضعفاء والفقراء فكان بيت النبي صلى الله عليه وسلم متنفس لهذه المرأة الضعيفة فكثيرا ما كانت تزور عائشة تؤنسها بالحديث معها
7 - هذه المرأة رضى الله عنها كانت تقم المسجد وتخدمه حتى توفاها الله ولم تكن عالة على أحد من المسلمين وحزن الرسول صلى الله عليه وسلم عندما ماتت ولم يخبره أحد بذلك فذهب الى قبرها وصلى عليها فرضي الله عن خادمة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأرضاها وصلوات الله وسلامه وبركاته على من بُعث متممًا لمكارم الأخلاق فأتمّها.
كتبته طويلبة علم
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[06 - 12 - 07, 12:43 ص]ـ
قصة جميلة ............. واختيار موفق، وما أجمل قصص السنة، وما أعظم فوائدها.
ولعل هذه فرصة لنجمع في هذه الصفحة، فرائد القصص، ونستنبط فوائدها كما فعلت أختنا، وذلك من كتب شروح الحديث، فنجمع بذلك مادة طيبة، ولعلها بداية إنتاج عضوات منتدى طالبات العلم الشرعي.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[08 - 12 - 07, 10:03 م]ـ
جزيت خيرا وفي إنتظارك أم أحمد وفي إنتظار الأخوات بما تجود به إيديكن
وأنتم أفضل مني في هذا المجال
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[08 - 12 - 07, 11:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رائعة من روائعك ... كما عهدناك .... رفع الله قدرك ....
يالها من قصة ويالها من امرأة .....
كم نغفل عن خدمة المساجد .. والله لا ندري لعلنا بإزالة ورقة محارم مرمية في المسجد نكسب رضى الله ... اسأل الله أن يستعملنا في طاعته
نفع الله بك أينما حللت وزادك من فضله وعلمه
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[10 - 12 - 07, 08:57 م]ـ
أختي محبة طيبة جزيت خيرا
نفع الله بك أينما حللت وزادك من فضله وعلمه
ولك مثل ذلك
ـ[راجية عفو ربها]ــــــــ[11 - 12 - 07, 10:09 م]ـ
ماشاء الله القصة رائعة ومؤثرة وبها الكثير من العبر والدروس المستفادة
اللهم فرج كروب المسلمين ويسر الخير لهم حيث كان وارضهم به
¥