تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[(الاحترام) مصممة أن أناله بإذن الله .. التوقيع: (طالبة علم)]

ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[08 - 12 - 07, 08:32 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[(الاحترام) مصممة أن أناله بإذن الله .. التوقيع: (طالبة علم)]

الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على الحبيب محمد بن عبد الله خير الأنام عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون.

وبعد:

إن محبة العلم ومحبة طلبه ومذاكرته جزء من طالب العلم.

هل في هذا الكلام شيء غريب؟

طبعا .... (لا)

لكن المفاجأة أن طالبة العلم شيء غريب عند البعض أن تحب العلم وتذاكره وتطلبه.

وإن كان طالب العلم يعاني المر في طريق طلبه للعلم ففي الأغلب تعاني طالبة العلم الأمرين وهي تطلب العلم لأسباب كثيرة ....... منها ما يكون صادرا من بعض أهل العلم للأسف؟!!!!!.

الحمد لله تعالى.

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} (الأعراف:43)

بعض المشايخ هداهم الله تعالى يضعون كل طالبات العلم في خانة واحدة:

(متهم حتى تثبت براءته)

حسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله تعالى.

لا أقول أن طالبة العلم ملاك لا تزل حفظها الله تعالى من الزلل، لكنها تستحق:

(حسن الظن)

والعلماء هم من أقدر الناس على معرفة معادن البشر بسبب النور الذي يحملون والعقل الذي يزينهم.

* إن النهوض بالمرأة المسلمة واجب، فمن غيرها لن تنهض الأمة.

* شئنا أم أبينا المرأة هي المربية لأجيال أمة محمد.

* في ظل حبها الشديد لدينها وحنانها النابع من إيمانها نشأ أكبر العلماء، وأقوى المجاهدين.

* تجاهلوا المصنع وانظروا كيف سيظهر المصنوع.

* والكل سيحاسب.

وسأعرض نوعين من العلماء قابلتهم في حياتي كطالبة علم؛لأنه بالمثال يتضح المقال، وقبل أن أبدأ يشرفني أن أقول:

قال تعالى:

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً} (الأحزاب:21)

وقال صلى الله عليه وسلم:

(رفقا بالقوارير)

أولا: العجائب:

1 - في يوم من الأيام بحثت في مسألة، والأمر مهم واحتجت أن أتأكد من فهمي لما قرأت اتصلت بأحد المشايخ الفضلاء:

سألت، فإذا به يقول: لماذ لا تبحثي قبل أن تسألي. (ماذا؟ هل يظنني أتصل لأتسلى) فأخذت أعرض عليه المسألة وأقول له ما قرأت وحضرت حتى انحرج.

2 - وفي مرة من المرات احتجت أن أكلم أحد العلماء الكبار، لكن سكرتيره كاد أن يخرجني عن طوري وهو يقول لي دائما هو في شغل، ويتحجج بحجج غريبة، المهم: قلت له إذا كان لا يريد أن يرد على طلبة العلم أخبرني، حتى لا أحرج بالاتصال الدائم، فما كان من السكرتير إلا أن وشى بي، وقال لي بعدها كلمي الشيخ، فكلمته فما كان منه إلا أن (شخط) على حد تعبير أهل مصر، وقال: إذا كنت تريدين أن تسألي أرسلي على الفاكس، (وكأني ألعب لأضيع وقتي ووقته) فقلت نعم سأرسل على الفاكس، لكن غدا سترسل الإجابة على الفاكس أم ستكلمني، عندها انحرج وقال: اتصلي سأكلمك، فأرسلت السؤال، وكان بعدها الاحترام المتبادل والحمد لله تعالى، وخصوصا بعد أن رأى السؤال والبحث، وبعد ذلك أمر السكرتير أن يعطيني رقم هاتفه النقال، لأنه عرف أن من تكلمه هي كابنته.

3 - وهذا اليوم لن أنساه أيضا، كنت أعد بحثا يخص الأسرة، فاتصلت بأحد المشايخ: فتكلمت عن البحث وأوضحت هدفي منه، فقال لي: لا فائدة فالمرأة لن ينصلح حالها 90% من النساء (عبارة عن سلة مهملات!!!!!)، فما هو شعوري عندها:

// لكم أن تتخيلوا! / /.

ثانيا: المبشرات:

1 - درست على يد أحد المشايخ الفضلاء في بداية طلبي للعلم، وكلمة هذا الشيخ لي ولزميلاتي لن أنساها، قال لنا: طريق العلم ليس مفروشا بالزهور، لكن قد تظهر منكن من تكون عالمة نحريرة.

2 - وكان يدرسنا في الكلية عالم فاضل، كان من عادته أنه في كل آخر حصة يجيب على استفسارات الطالبات التي تكتب على قصاصات وتوضع على طاولته، هكذا عودنا، فقامت إحدى الأخوات بكتابة سؤال على إحدى القصاصات في إحدى القاعات، وهو كالتالي:

إذا أعجبت الفتاة برجل صالح وأرادت أن تتزوج منه ماذا تفعل؟

فقال بحكمة العالم وخوف الأب على بناته:

يا ابنتي تدعو الله تعالى أن يزوجها إياه.انتهى

3 - أتى دور الإنسان الذي لن أنساه المربي الفاضل شيخي الأستاذ الدكتور .... الذي أعتبره بمثابة والدي، حفظه الله وأطال عمره.

في مجلس علمي أسعدني الله به مع هذا الفاضل، قال لي: أنتي تقلين أدبك على العلماء. قلت له لماذا؟

قال: هل قصدت أن تعرضي بعالم موجود بيننا في الكلية بكلامك السابق، فأثبت له أنه فهمني خطأ، فابتسم.

في المجلس الثاني: بدون أن يصدر مني قول يدل على تخاذلي في طلب العلم أو فعل، قال لي: اسمعي أنا لا يعجبني أن تتخاذلي في طلب العلم ابحثي جيدا وبدا غاضبا وقسى علي بالطلبات.

في المجلس الثالث: كتبت واجتهدت فقال لي عندها فقط: أعترف أنتي باحثة باحثة، وطالبة علم، وعلمت بعدها أن هذا هو أسلوبه، لا يعطي العلم إلا لمن يصبر ويستحق، فقد هربت من الدراسة عنده بعض الطالبات.

في أحد المجالس: لا أدري لماذا أكتب التاء المربوطة مفتوحة مع أني أعرف القاعدة، وقد فعلتها في ذلك اليوم فقرأ الشيخ الكلمة فما كان منه إلا أن صرخ بأعلى صوته ليسمع من به صمم، لا .. لا .. لا ... يا فلانة أيصح أن تكتبي التاء المربوطة تاء مفتوحة هذا الأمر غير مقبول (يقصد لمن هم مثلي) فكانت فضيحة، وتعلمت بعدها أن أراجع ما أكتبه له جيدا.

أرجو أن تصل الرسالة، ويبارك الله تعالى فيما كتبت، اللهم آمين.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير