ولكن الصديق هو الذي إذا حضر رأيت كيف تظهر لك نفسك لتتأمل فيها، وإذا غاب أحسست أن جزءا منك ليس فيك، فسائرك يحن إليك، فإذا أصبح من ماضيك بعد أن كان من حاضرك، وإذا تحول عنك ليصلك بغير المحدود كما وصلك بالمحدود، وإذا مات .. يومئذ لا تقول: إنه مات لك ميت، بل مات فيك ميت، ذلك هو الصديق.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 12 - 07, 08:44 م]ـ
بر الوالدين وتوفيق الله للعبد ...
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
من أيامي التي لا أنساها ذاك اليوم عندما أمرتني والدتي بأمر وهو أن أضع نوع من الصبغ على شعري فرفضت ذالك وظلت طيلة اليوم تستشيرني بذلك فنمت ولم أفعله ولم يدر بفكري أن والدتي قد حز في خاطرها ذالك لأن كان حديثنا عابر فظننته ليس من الأهمية بمكان أو قل تجاهلته.
ولكم ما حدث ...
أستيقظت صباحا للذهاب إلى الجامعه دون أن أرى والدتي لأنها نائمة
وكان بذلك اليوم لدي إمتحان نهائي لأخر الفصل وبعد الإنتهاء من صلاة الظهر في المسجد
وأنا بين أخواتي في الله استأذنتهم للخروج للإمتحان وقلت:
((أدعوا لي وخرجت ... ))
((ونسيت أن هناك من دعاؤها أهم))
وفي أثناء سيري كان هناك عمال بناء قد وضعوا بعض الأخشاب على الأرض
وأنا في عجلة من أمري وبيدي الأوراق أراجع ومن فوقه غطائي لم أنتبه للأرض
وإذا برجلي تنزلق أمامي ورأسي خلفا وإذا بي أسقط أرضا على رأسي ثم أعتدلت وسقطت أخرى على نفس المكان وهو الرأس ...
فظللت بحالة إغماء ..
ولما وعيت طاف موعد الإختبار وإذا بي أول ما أفكر به هو؟؟؟؟؟
والدتي
لأنها أمرتني ان أصبغ رأسي فرفضت وسقطت على نفس المكان وهو الرأس فأتصلت بها ولم أبين لها مابي من الوجع
وقلت: أماه هل أنت غاضبة؟
فقالت: نعم.
فجلست ابكي واترجاها كي تعفوا عني لأني كدت أهلك فغفرت لي ..
والعجيب أنه بعد الإمتحان قال الدكتور بأن هذه الطالبة قد رسبت.!!!
وبعد أيام إذ به يتصل علي ويقول أنتي الطالبة سارة مبروك فقد نجحت!!!
والله من دون سبب ...
ولم أقل كيف لأني علمت أنه بتوفيق الله ثم عفوا الوالدة ودعاؤها ...
الشاهد: أن في أحيان كثيرة نحسب أن بعض الأمور التي يطلبها منا والوالدين لاتستدعي الأهمية كأن تفرض عليك والدتك نوع من اللباس أو اللون وغيره من الأمور العادية التي لا نرعيها إهتماما وحقيقة ربما بنظرنا لا نهتم لكن هي بنظر الوالدين من أهم الأمور لذا أوصي نفسي وأخواتي بالإهتمام بأراء الوالدين والأخذ بمشورتهم بكل صغيرة وكبيرة ...
ثانيا: هو الخذلان فقد خذلني الله بالإمتحان ورسبت بالمادة جزاءا وفاقا على ذالك العقوق. ومن ثم نجحت جزاءا وفاقا على تلك التوبة.
ثالثا: كان إهتمامي لذلك العلم مقدم على بر الوالدة وهذا من أهم أسباب الخذلان في الطلب فقد خسرت النجاح في المادة وخسرت بر الوالدة.
رابعا: طلب الدعاء من الأصحاب والأحباب والتفريط بدعاء الوالدين
والله ما وراء القصد.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 12 - 07, 09:15 م]ـ
أفقتُ من قيلولتي ذاتَ يومٍ قبلَ أذان العصرِ، فلم أجدْ أسامة ..
سألتُ عنه فأجابتني أمهُ وعلى وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ:
ـ لقد ذهبَ إلى المسجدِ .. ـ ولكنّ الوقتَ ما زالَ مبكراً.
_ لقد اصبحَ ينافسكَ، بل إنه يسبقكَ .. !
_ هذا يسعدني والله .. وأضافتْ وعلى شفتيها ابتسامةٌ عذبةٌ:
ـ لقدْ لاحظتُ إنه حريصٌ على اصطحابِ مصحفه الصغيرِ، والقراءة فيه كثيراً، وأحسبهُ يحتضنهُ في حنو الآن وهو في رحاب المسجد. .
ابتسمتُ وأنا أشعرُ أن الدنيا لا تسع فرحتي بولدي المؤمن الصغير.
ووثبتُ إلى الوضوءِ، فلا أقل من أنْ ألحق به ..
**
بعدَ أسبوعين تقريباً ..
اقتربتْ أمُ أسامةَ مني وقالتْ بهمسٍ:
ـ أبا أسامة .. ألم تلاحظْ ما اعترى تصرفات أسامة هذه الأيام؟
ـ ماذا تعنين؟
ـ لستُ أدري يقيناً، لكني أتساءلُ: ما سر تشبثه بمصحفه كل هذا التشبث، لقد طلبته البارحةَ منه فجاءني بمصحفِ أخته .. ولم يناولني مصحفه ..
بل لاحظتُ أنه يحرصُ على أن يخفيه، وهذا اليوم لاحظتُ أنه لم يحمله معه، وأخذ مصحفاً آخر ..
إنه لم يعتدْ هذه التصرفات من قبل، لست أدري ما حدث له؟؟
كنتُ أصغي إلى أم أسامة ملياً، فهي أكثر ملاحظة مني ...
¥