كيف لا والسنة قاضية على القرآن مفسرة له ومبينة .. وكفى به شرفا أن الله تعالى "يوم ندعو كل أناس بإمامهم" وبحسب أهل الحديث من الفخار أن ينسبوا لرسول الله إذ هم الذابّون عن سنته .. المقشقشون لكل من سوّلت له نفسه أن يحوم حول الحمى ببدعته
ثم إنك لن تظفر بمن يشتق حكما من دليل إلا وهو عالة على أهل الحديث كيما يعرّفوه أصحيح هو؟ أم ضعيف؟ .. فقل لي بربك كيف عرف صاحب التفسير صحة الحديث الذي أورده آنفا؟!
ويقول صاحب الفقه:
اعلم أرشدك الله للفقه في الدين أن الفقهاء هم الموقعون عن الله في الأرض .. يفتون الناس .. ويسوسون الأمة .. بفهمهم واستنباطهم كما قال تعالى"لعلمه الذين يستنبطونه منهم" .. فهم الورثة الحقيقيون للأنبياء إذ لم يقصروا علمهم على الكتاب .. بل استجمعوا فقه السنة .. فتراهم في كل نازلة تصدروا .. وفي كل نائبة تفكّروا ..
ويقول المتخصص في العقيدة:
لا يغرنك ما قالوا .. فإن مدار القرآن كله والسنة كلها .. من أولهما لآخرهما
على تحقيق التوحيد .. ومن أجل ذلك بعث الرسل .. ولأجل ذلك أيضا جرت سيوف الجهاد ..
وافترق الناس إلى شقي وسعيد .. وبر وفاجر .. ومؤمن وكافر ..
وهو وصية الله الكبرى لنبية"فاعلم أنّه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك"
هذا الذي ذكرته آنفا ليس مجرد افترض جدلي .. بل سمعت أشباهه من علماء-ولا أقول من صغار طلبة العلم- كل في مجاله .. على شاكلة ما قرأتم ..
وتحرير القول في المسألة ينبني على أصلين:-
الأول-أن الأمر إذا تباينت فيه الآراء جدا فاعلم أن الحق فيه في الغالب: التفصيل ..
ولا يخلو من حاول الجزم برأي لينصره دون آخر .. من تعصب أو جهل أو تسرع
الثاني-أن علوم الشريعة متضافرة متآزرة يشد بعضها بعضا ..
فمن يزهو بعلمه الذي تخصص فيه على هيئة تشي بتفضيله على العلوم الأخرى
فمثله كمن رأى برجا يستند على أربعة أعمدة .. فأعجبه واحد منها فراغ ضربا لما سواه
وملخص القول فيما مضى فيما يبدو لي ما يأتي:-
1 - أن يقيد التفضيل في سياق معين ..
فيقال: بالنظر إلى الغاية التي خلقنا الله لأجلها .. إلخ .. فالعقيدة أشرف شيء
2 - وبالنظر إلى تمييز الغث من السمين فيما ورد من آثار الشريعة .. فالحديث أشرف
3 - وبالنظر إلى حاجة الأمة للقول الفصل في القضايا والفتيا .. إلخ .. فالفقه أشرف
4 - وباعتبار أن القرآن هو كلام الله الذي به تحيى الأرواح والقلوب وفيه من كل علم سبب
فالتفسير أشرف
وحيث إن السنة مصدر مستقل .. يشتمل على العقيدة والفقه وغيرها .. كما اشتمل القرآن عليها ..
فقد يقول صاحب الحديث .. إنما عرفتم صحة الشريعة .. عن طريقنا ..
فيقال له: هب أنه لم يعد في الأمة إلا أهل الحديث الذين جوهر عملهم تمييز الغث من السمين من الروايات
فأين فقه هذه الأحاديث؟ وأين تنزيلها على الوقائع؟
ويقال أيضا إذا كان علم العقيدة وموضوعه غاية الوجود .. كان مفتقرا لغيره
فغيره من باب أولى أن يكون مفتقرا لما يعاضده ..
فتأمل الدوران .. لتآزر علوم الشريعة كما تقدم ..
وأيضاً .. من عوامل الترجيح في التفاضل .. أن ينظر المرء في الأصلح لنفسه .. أو الأصلح لحاجة أمته
فقد يكون شخصٌ يجد نفسه توّاقة للخوض في العلل والأسانيد .. فهذا يفضُل في حقه هو .. أن يكون محدثا ..
ليكون متقنا للصنعة فيكون أبلغ في إفادة الأمة
ولما طلب العلم فئام من الناس لا على وجه التجرد فشت هذه النزعة ..
فحقر بعضنا بعضا .. كما قال تعالى في النصارى لنعتبر"فلما نسوا ماذكروا به أغرينا بينهم العداوة والبغضاء"
هذا والله أعلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الشيخ: أبو قاسم المقدسي
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[26 - 12 - 07, 01:46 ص]ـ
جزاك الله خيرا, وبارك فيك. فلا أزال مستمرة معك بإذنه تعالى.
ـ[تلميذة الملتقى]ــــــــ[26 - 12 - 07, 11:37 ص]ـ
بارك الله فيك، ونفع بك.
ـ[أم عبدالعزيز]ــــــــ[29 - 12 - 07, 05:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ثرية هذه الصفحة و عطرة ..
واصلي يا أخيتي وصلك الله بطاعته ..
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[30 - 12 - 07, 12:21 م]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
أما بعد:
قبل أيام كنا أنا وأحدى الأخوات نتدارس في أمور فتطرقنا إلى أن الإنسان لا يعلم أين الخيرة في أموره وما عليه إلا أن يفوض جميع أموره إلى الله ...
فقالت لي الأخت حادثة لإحدى قريباتها والعهدة على الراوي ...
تقول الأخت أنه كان لها أبن عم ورفض والدها تزويجها من غيره ...
وكل ما أتى خاطب رفض الأب.
البنت كانت على استقامة وابن عامها عامي لدرجة الضياع ...
المهم تقول استخرت الله مرارا وتكرارا وبدأت أعمال القلوب تتحرك .. من يقين وحسن ظن بالله وتوكل ...
تقول الأخت وتم العقد والشاب يسكن في بلد آخر ... وقد علمت بعد العقد من بعض الأقارب أن زوجي يشرب الخمر وأهله لم يخبروني فزاد توكلي بالله وإخباتي ...
وفي آثناء ليلة الزفاف كان لها أخ مستقيم ... فعندما تم الزفاف وفي الغرفة تحديدا تقول وأنا في حياء أنظر إلى الأرض وإذا بي أجد الثوب إلى نصف الساق فقلت من أتى بأخي هنا!!!
المهم فما إن رفعت بصري إلا وابن عمي قد هداه الله من بعد العقد
وأصبح من خيرة الشباب الصالحين ....
فجلست أبكي أمامه لأني:
((ما قدرت الله حق قدره))
¥