(من عوَّد نفسه العمل لله لم يكن أشق عليه من العمل لغيره، ومن عوَّد نفسه العمل لهواه وحظه لم يكن أشق عليه من الإخلاص والعمل لله).
عدة الصابرين 82
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[06 - 01 - 08, 02:18 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخيتي طيبة ...
ما نستغنى عن يومياتك فلا تحرمينا ...
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[07 - 01 - 08, 09:31 م]ـ
لماذا المحرم للمرأة؟!
الإسلام دين عظيم وشامل، دين يحافظ على كل فرد من أبنائه، ويشرِّع لهم ما يحفظ عليهم دينهم وأمنهم وعرضهم ومالهم ودمائهم.
ومن القواعد الفقهية الجامعة " الشارع لا يأمر إلا بما مصلحته خالصة أو راجحة، ولا ينهى إلا عما مفسدته خالصة أو راجحة ".
هذه قاعدة جليلة، شملت الأوامر والنواهي كلها، ولو تأمل المسلم والمسلمة هذه القاعدة المهمة لانشرح صدره لقبول أوامر الله بثقة وطمأنينة، وبما أراده الله له من المصالح الخالصة أو الراجحة. ولعزفت نفسه عن ما نهى الله عنه بيسر وسهولة، وبدون أن يجد في نفسه حرجاً أو مشقة، ويسلم لله تسليماً. ولأدرك عظمة هذا الدين، حيث أنه يهتم بجلب المصالح لأبنائه، ودفع المفاسد عنهم.
والمؤمن الموحد هو الذي يطمئن قلبه لما قضى الله، وتطيب نفسه لما شرع الله من الأوامر والنواهي، فالله عزيز حكيم، عليم خبير.
والعاقل من بني آدم لا تهفو نفسه إلا لما يصلحها، ولا يسعد قلبه إلا ما ينفعه، كما أنه يفر من المفاسد والمكاره فراره من الأسد.
ولعلي أحاول تطبيق هذه القاعدة على أمر نهى عنه الشارع، لنرى أثر عدم الامتثال لهذا النهي، وما يترتب عليه من مفاسد خالصة أو راجحة. وفي المقابل نجد الامتثال لهذا النهي يدرأ عنا مفاسد، ويدفع عنا أذى متحقق.
عن ابن عمر عن النبي r قال: " لا تسافر امرأة فوق ثلاثة إلا مع ذي محرم ".
وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ - رضى الله عنهما - قَالَ قَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «لاَ يَحِلُّ لاِمْرَأَةٍ تُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أَنْ تُسَافِرَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لَيْسَ مَعَهَا حُرْمَةٌ».رواه البخاري
في هذين الحديثين نهي ظاهر عن سفر المرأة بدون محرم.
وفي قوله " لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر " الخطاب فيه للمؤمنات، فهي المقصودة بهذا النهي، وهي التي تنتفع بخطاب الشارع وتنقاد له.
وكما تقرر في القاعدة السالفة الذكر: أن الشارع لا ينهى إلا عما مفسدته خالصة أو راجحة.
ولو نظرنا إلى سفر المرأة بدون محرم، لوجدنا أن المفاسد فيه إما خالصة أو راجحة، ولا يخلو منها البتة.
وحرصاً على عرض المؤمنة، ودرءً للمفاسد المتوقعة، وحفاظاً على عفة وطهارة المسلمة، وحماية لحماها ألا يوطأ أو يقترب منه من لا يحل له ذلك، جاء الشارع ليشرع لها السفر بمحرم، وينهاها عن السفر بدونه.
ولصيانة أعراض المسلمين من التلوث بالزنا عدّ الإسلام الرجل الذي يُفرِّط في عرضه أو يتهاون فيه ديوثاً، حرام عليه الجنة.
ومن منطلق كوني امرأة من جنس النساء، ألقي الضوء على بعض المصالح والمفاسد المترتبة على هذه القضية.ولن أناقش القضية فقهياً بل سأتكلم من الواقع العملي.
وحتى تتضح الصورة أعرض ثلاث مواقف، لأستخلص منها الفوائد.
الموقف الأول:
امرأة تسافر مع محرمها في المطار.
أول ما تدخل المرأة المطار، تبحث عن مقعد لتجلس فيه، حتى ينتهي محرمها من إجراءات السفر.
الفوائد:
1 - استفادة المرأة من وقتها فترة انتظارها، إما بقراءة القرآن أو الذكر أو قراءة كتاب نافع.
2 - عدم تعرضها للرجال وابتعادها عن مواطن الفتن ومواقع الأنظار.
3 - الراحة النفسية التي تشعر بها، حين ترى محرمها يوفر لها أسباب الراحة،ويخدمها ولا يرضى لها التعرض للرجال بدون حاجة.
4 - اعتزازها وفخرها بوجود محرم معها، يحافظ عليها ويدفع عنها ما يسوءها.
5 - احترام من حولها لها، وعدم التجرؤ بالقرب منها أو الحديث معها ولا النظر إليها، فالمحرم حصانة للمرأة.
6 - الأمن النفسي والفكري عند جلوسها قرب محرمها في مقعد الطائرة، وهذه خصوصية وميزة فائقة.
7 - الحفاظ على حجابها وحياءها، والبقاء على الفطرة والأنوثة.
هذا ما أحسست به وأنا أجلس في المطار، وأرقب محرمي وهو يتحرك لإنهاء إجراءات السفر وقد كفاني مئونة ذلك.
¥