، متى أكون من المحسنين؟، متى أكون من المتوكلين؟ متى أكون من الخاشعين؟، متى أكون من الصابرين؟، متى أكون من الصادقين؟ متى أكون من الخائفين؟ متى أكون من الراجين متى أزهد في الدنيا؟ متى أرغب في الآخرة؟، متى أتوب من الذنوب؟ متى أعرف النعم المتواترة؟، متى أشكره عليها؟، متى أعقل عن الله الخطاب؟، متى أفقه ما أتلو؟، متى أغلب نفسي على ما تهوي؟ متى أجاهد في الله حق الجهاد؟، متى أحفظ لساني؟، متى أغض طرفي؟، متى أحفظ فرجي؟، متى أحاسب نفسي؟، متى أتزود ليوم معادي؟ متى أكون عن الله راضياً؟ متى أكون بالله واثقا؟ ً، متى أكون بزجر القرآن متعظاً؟، متى أكون بذكره عن ذكر غيره مشتغلاً؟، متى أقصر أملي؟، متى أتأهب ليوم موتي؟ وقد غيب عني أجلي؟ متى أعمر قبري؟ متى أفكر في الموت وشدته؟، متى أفكر في خلوتي مع ربي؟ متى أفكر في المنقلب؟، متى أحذر مما حذرني منه ربي من نار حرها شديد وقعرها بعيد وعمقها طويل؟، لا يموت أهلها فيستريحوا ولا تقال عثرتهم ولا ترحم عبرتهم طعامهم الزقوم وشرابهم الحميم، كلما نضجت جلودهم بدلوا جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب، ندموا حيث لا ينفعهم الندم، وعضوا على الأيدي أسفاً على تقصيرهم في طاعة الله وركوبهم لمعاصي الله، فقال منهم قائل ((يا ليتني قدمت لحياتي))
وقال قائل ((رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت)) وقال قائل ((يا ويلنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها)) وقال قائل يا ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً وقالت فرقة منهم ووجوههم تتقلب في أنواع من العذاب فقالوا ((يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا)).
فهذه النار يا معشر المسلمين يا حملة القرآن حذرها الله المؤمنين في غير موضع من كتابه فقال عز وجل: (يا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا قَوا أَنفُسَكُم وَأَهليكُم ناراً وقودُها الناسُ وَالحِجارَة عَلَيها مَلائِكَةً غِلاظ شِدادٌ لا يَعصونَ اللَهَ ما أَمَرَهُم وَيفعَلونَ ما يُؤمَرون) وقال عز وجل (فَاتَقوا النارَ الَّتي وقودها الناس والحجارة أُعِدَت لِلكافِرين) وقال عز وجل (يا أَيُّها الَّذين آمَنوا اَتَقوا اللَهَ وَلتَنظُر نَفسٌ ما قَدَمَت لِغَدٍ وَاتَقوا اللَهَ إِن اللَهَ خَبيرٌ بِما تَعمَلون).
ثم حذر المؤمنين أن يغفلوا عما فرض عليهم وما عهده إليهم أن لا يضيعوه وأن يحفظوا ما استرعاهم من حدوده ولا يكونوا كغيرهم ممن فسق عن أمره فعذبه بأنواع العذاب.
وقال عز وجل: (وَلا تَكونوا كَالَّذينَ نَسوا اللَهَ فَأَنساهُم أَنفُسَهُم أُولَئِكَ هُمُ الفاسِقون) ثم أعلم المؤمنين أنه لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة فقال عز وجل (لا يَستوي أَصحابُ النارِ وَأَصحابُ الجَنةِ أَصحابُ الجَنَةِ هُمُ الفائِزون) فالمؤمن العاقل إذا تلا القرأن استعرض فكان كالمرآة يرى بها ما حسن من فعله وما قبح فيه فما حذره مولاه حذره وما خوفه به من عقابه خافه وما رغب فيه مولاه رغب فيه ورجاه.
فمن كانت هذه صفته أو ما قارب هذه الصفة فقد تلاه حق تلاوته ورعاه حق رعايته وكان له القرآن شاهداً وشفيعاً وأنيساً وحرزاً، ومن كان هذا وصفه نفع نفسه ونفع أهله وعاد على والديه وعلى ولده كل خير في الدنيا والآخرة. *
كتاب العقد الفريد في علم التجويد للدكتور عبد الحق القاضي ص 18 - 22 وهو عن كتاب أخلاق أهل القرآن للآجري
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[16 - 01 - 08, 03:31 ص]ـ
((وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ))
الرعد 6
لا يزال خيره إليهم، وإحسانه وبره وعفوه نازلا إلى العباد
وهم لا يزال شرهم وعصيانهم إليه صاعدًا
يعصونه فيدعوهم إلى بابه،
ويجرمون فلا يحرمهم خيره وإحسانه،
فإن تابوا إليه فهو حبيبهم لأنه يحب التوابين، ويحب المتطهرين
وإن لم يتوبوا فهو طبيبهم، يبتليهم بالمصائب، ليطهرهم من المعايب.
"تفسير الشيح السعدي"رحمة الله عليه
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم
.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[19 - 01 - 08, 02:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخية .......
كلمات مؤثرة جدا
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[24 - 01 - 08, 12:31 ص]ـ
أكيد مجنون .. أو انه لديه مصيبة .. والحق أن لدي مصيبة .. أي شخص كان
¥