تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هنا ثم اقف .. يجب ان اكمل .. ولكن لن أنزل إليه مباشرة ... بل سأجلس

خارجه قليلا حتى تأنس نفسي

http://nasy.jeeran.com/009.jpg

ما أشد ظلمته .. وما أشد ضيقه .. كيف لهذه الحفرة الصغيرة أن تكون حفرة

من حفر النار أو روضة من رياض الجنة .. سبحان الله .. يبدوا أن الجو قد

ازداد برودة .. أم هي قشعريرة في جسدي من هذا المنظر .. هل هذا صوت الريح

... لا أرى ذرة غبار في الهواء!!! هل هي وسوسة أخرى؟؟؟ استعذت بالله من

الشيطان الرجيم .. ليس ريحا .. ثم انزلت الشماغ ووضعته على الأرض ثم جلست

وقد ضممت ركبتي امام صدري اتأمل هذا المشهد العجيبإنه المكان الذي لا مفر منه

ابدا .. سبحان الله .. نسعى لكي نحصل على كل شئ .. وهذه هي النهاية

... لا شئ

كم تنازعنا في الدنيا .. اغتبنا .. تركنا الصلاة .. آثرنا الغناء على

القرآن .. والكارثة اننا نعلم أن هذا مصيرنا .. وقد حذرنا الله ورغم ذلك

نتجاهل .. ثم أشحت وجهي ناحية القبور وناديتهم بصوت خافت ... وكأني خفت أن

يرد علي أحدهم يا أهل القبور .. ما لكم .. أين أصواتكم .. أين أبناؤكم

عنكم اليوم .. أين أموالكم .. أين وأين .. كيف هو الحساب ..

اخبروني عن ضمة القبر .. أتكسر الأضلاع .. أخبروني عن منكر ونكير ..

أخبروني عن حالكم مع الدود .. سبحان الله .. نستاء إذا قدم لنا أهلنا

طعام بارد او لا يوافق شهيتنا .. واليوم نحن الطعام .. لابد من النزول إلى

القبر

قمت وتوكلت على الله ونزلت برجلي اليمين وافترشت شماغي ووضعت رأسي .. وأنا

أفكر .. ماذا لو انهال علي التراب فجأة .. ماذا لو ضم القبر علي مرة

واحده ... ثم نمت على ظهري وأغلقت عيني حتى تهدأ ضربات قلبي ... حتى تخف

هذه الرجفة التي في الجسد ... ما أشده من موقف وأنا حي .. فكيف سيكون عند

الموت؟؟؟

فكرت أن أنظر إلى اللحد .. هو بجانبي ... والله لا أعلم شيئا أشد منه

ظلمه .. ويا للعجب .. رغم أنه مسدود من الداخل إلا أنني أشعر بتيار من

الهواء البارد يأتي منه .. فهل هو هواء بارد أم هي برودة الخوف خفت أن انظر

اليه فأرى عينان تلمعان في الظلام وتنظران الى بقسوة .. أو أن أرى وجها

شاحبا لرجل تكسوه علامات الموت ناظرا إلى الأعلى متجاهلني تماما .. او كما

سمعت من شيخ دفن العديد من الموتى أنه رأى رجلا جحظت عيناه بين يديه إلى الخارج

وسال الدم من أنفه .. وكأنه ضرب بمطرقة من حديد لو نزلت على جبل لدكته لتركه

الصلاة ... ومازال يحلم بهذا المنظر كل يوم .. حينها قررت أن لا أنظر إلى

اللحد .. ليس بي من الشجاعه أن أخاطر وأرى أيا من هذه المناظر .. رغم

علمي أن اللحد خاليا .. ولكن تكفي هذه الأفكار حتى أمتنع تماما وإن كنت جلست

انظر إليه من طرف خفي كل لحظة ثم تذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم

((لا إله إلا الله إن للموت سكرات))

تخيلت جسدي يرتجف بقوه وانا ارفع يدي محاولا إرجاع روحي وصراخ أهلي من حولي

عاليا أين الطبيب أين الطبيب

((فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين))

تخيلت الأصحاب يحملونني ... تخيلتهم يمشون بي سريعا

إلى القبر وتخيلت صديقا ... اعلم انه يحب أن يكون أول من ينزل إلى القبر ..

تخيلته يحمل رأسي ويطالبهم بالرفق حتى لا أقع ويصرخ فيهم .. جهزوا الطوب

... تخيلت احمد .. كعادته يجري ممسكا إبريقا من الماء يناولهم إياه بعدما

حثوا علي التراب .. تخيلت الكل يرش الماء على قبري .. تخيلت شيخنا يصيح

فيهم ادعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل .. أدعوا لأخيكم فإنه الآن يسأل ثم رحلوا

وتركوني

وكأن ملائكة العذاب حين رأوا النعش قادما قد ظهروا بأصوات مفزعة .. وأشكال

مخيفة .. لا مفر منهم ينادون بعضهم البعض .. أهو العبد العاصي؟؟؟ فيقول

الآخر نعم .. فيقول .. أمشيع متروك ... أم محمول ليس له مفر؟؟؟ فيقول

الآخر بل محمول إلينا .. فيقول هلموا إليه حتى يعلم إن الله عزيز ذو انتقام

رأيتهم يمسكون بكتفي ويهزونني بعنف قائلين ... ما غرك بربك الكريم حتى تنام

عن الفريضة .. أحقير مثلك يعصى الجبار والرعد يسبح بحمده والملائكة من خيفته

... لا نجاة لك منا اليوم ... أصرخ ليس لصراخك مجيب فجلست اصرخ ((رب

ارجعون،، رب ارجعون)) ... وكأني بصوت يهز القبر والسماوات يملأني يئسا يقول

((كلاّ إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون))

حتى بكيت ماشاء الله ان ابكي .. وقلت الحمد لله رب العالمين ... مازال

هناك وقت للتوبة استغفر الله العظيم وأتوب إليه ثم قمت مكسورا ... وقد عرفت

قدري وبان لي ضعفي وأخذت شماغي وأزلت عنه ما بقى من تراب القبر وعدت وأنا أقول

سبحان من قهر الخلق بالموت

خاتمة

((أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون))

وليلهو من يريد اللهو وليسوف في توبته من يريد التسويف ..... فيوما قريبا سيقتص الحق لنفسه

وويل لمن كان خصمه القهار ولم يبالي بتحذيره

ولم يبالي بعقوبته .. ولم يبالي بتخويفه

أسألكم بالله. أي شجاعة فيكم حتى لا تخيفكم هذه الآية

((ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا))

ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد

((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين))

منقول.,.,

.

.

http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=12096

http://audio.islamweb.net/audio/listenbox.php?audioid=12925

.

.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير