[حض المؤمنات علي التشبه بالحور المقصورات]
ـ[متفائلة]ــــــــ[29 - 12 - 07, 07:57 ص]ـ
[حض المؤمنات علي التشبه بالحور المقصورات]
جمع وترتيب:
أبو عبد الرحمن محمد بن عمران
إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلي الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
مقدمة
إن قولنا بلزوم النساء بيوتهن، والإنكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة ليس من نافلة القول بل هو كما قال الإمام القرطبي رحمه الله: والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن.
وعلي المرأة العاقلة التي رضت بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلي الله عليه وسلم نبيًا رسولاً أن تجيب داعيّ الله (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ... الآية) وأن تكرر هذا النشيد الخالد الذي ردده المسلمون علي مر الأزمان (سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) ولتعلم أنها لم تُخلق إلا لإن تكون أمة عابدة لربها عز وجل (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) فيجب أن تسارع في طاعة ربها ولا تختار علي رضاه شيئًا أبدًا (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا) ولتعلم أن الحياة الطيبة إنما هي في ظلال شرع الله وعمل الصالحات (مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ) أما من أعرضت عن شرع ربها ورددت وراء كل ناعق وناعقة تلك الكلمات التي يوحيها الشيطان إلي أوليائهم فلن تجد إلا المعيشة الضنك (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) ولتكن قدوتك أختي المسلمة تلك المرأة الصالحه المسارعة في تلبية أمر ربها عز وجل:
قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: يرحم الله نساء المهاجرات الأُوَلَ لما أنزل الله (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مروطهن فاختمرن بها. رواه البخاري. المرط: كساء من صوف
وروي ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم أتي النساء بعد صلاة العيد، فكلمهن في الصدقة فأخذن ينزعن الفُتخ والقرطة والعقود والأطواق والخواتيم والخلاخيل ويلقينها في ثوب بلال –وكان بلال قد بسط ثوبه ليضع فيه النساء صدقاتهن.
وكذلك فعل النساء حين نزلت آية الصدقة (إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لقد ألزم الإسلام الرجل والمرأة بالعبودية لله وحده في صورة الخضوع لمنهجه ودينه، وهذه العبودية هي أرقي مراتب الحرية، فالإنسان من خلال توجهه إلي الله وحده يتحرر من كل سلطان فلا يوجه قلبه، ولا يطأطئ رأسه إلا لخالق السماوات والأرض.
¥