ولكننا سبي العدو فهل ترى نعود إلى أوطاننا ونسلم
أخسُّ من الذئاب:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: عدا الذئب على شاة فأخذها، فطلبه الراعي فانتزعها منه. فأقعى الذئب على ذنبه. قال: ألا تتقي الله! تنزع مني رزقا ساقه الله إليَّ. فقال: يا عجبي ذئب مقعٍ على ذَنَبِه يكلمني كلام الإنس! فقال الذئب: ألا أخبرك بأعجب من ذلك؟! محمد صلى الله عليه وسلم بيثرب يخبر الناس بأنباء ما قد سبق. قال: فأقبل الراعي يسوق غنمه حتى دخل المدينة، فزواها إلى زاوية من زواياها، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فنودي: الصلاة جامعة، ثم خرج، فقال للراعي: "أخبرهم" فأخبرهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صدق والذي نفسي بيده".
ففي هذا الحديث ما يُفيد بأن هذا الذئب كان بالمدينة، وعلم بما يقوله عليه الصلاة والسلام، وأدرك مما يقوله عليه الصلاة والسلام، وحدّده بأنه كلام عن الأمم السابقة. فكيف بمن يعلمون كل شيء عن تاريخ المشركين والفراعنة، ولا يعلمون زِنة خردلة ومثقال ذرَّة عن حياة أئمة الموحِّدين من أنبياء الله!! بل ومنهم من يقول: أول مَن دعا إلى التوحيد إخناتون، وهو الذي كان يعبد الشمس، وأنَّ مزامير داود مُقتبسةٌ من نشيد الرعاة لإخناتون ... كبرتْ كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبًا.
الهدهد وعبدة الأبقار:
لقد استنكر هدهد سليمان أشد الاستنكار، وأنكر أشد الإنكار على قوم سبأ عبادتهم للشمس من دون الله. فقال تعالى: {وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ * أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ} [النمل:24، 25]. فكيف لو رأى الهدهد عبدة الأبقار وعبدة الفئران؟!
قال غاندي:
"عندما أرى البقرة لا أجدني أرى حيوانًا؛ لأني أعبد البقرة، وسأدافع عن عبادتها أمام العالم أجمع". وقال: "وأُمي البقرة تفضُلُ أُمِّي الحقيقية من عِدَّة وجوه: فالأم الحقيقية تُرضعُنا مُدَّة عام أو عامين وتتطلَّب منا خدمات طول العمر نظير هذا، ولكن أُمّنا البقرة تمنحنا اللبن دائمًا، ولا تطلب مِنَّا شيئًا مُقابل ذلك سوى الطعام العادي". وقال: "إن ملايين الهنود يتجهون للبقرة بالعبادة والإجلال، وأنا أعدُّ نفسي واحدًا من هؤلاء الملايين" [مقارنة الأديان 4/ 32].
قال الشيخ الدكتور عمر سليمان الأشقر:
"قد قرأتُ في مجلة العربي التي تصدُرُ في الكويت عن معبد فخم مكْسُوٍّ بالرخام الأبيض تُرسَل إليه الهدايا والألطاف من شتى أنحاء الهند، بقي أن تعلم أن الآلهة التي تُقدَّمُ لها القرابين وتُرسَل لها النذور في ذلك المعبد الفخم إنما هي الفئران". [الرسل والرسالات: 37].
وهداية الحيوان فوق هداية أكثر الناس. قال تعالى: {أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً} [الفرقان:44].
أغبياء بني آدم:
عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تستقلُّ الشمس فيبقى شيء من خلق الله إلا سبَّح الله بحمده، إلا ما كان من الشياطين وأغبياء بني آدم" [أخرجه ابن السني وأبو نعيم وحسنه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: "ما من دابة إلا وهي مُصيخة يوم الجمعة؛ خشية أن تقوم الساعة" [أخرجه أحمد والمنذري وصحححه الألباني].
وقال صلى الله عليه وسلم: "لا تطلع الشمس ولا تغربُ على أفضل من يوم الجمعة، وما من دابة إلا وهي تفزع ليوم الجمعة، إلا هذين الثقلين: الجن والإنس" [أخرجه أحمد في مسنده وصححه الألباني].
حتى الخنفساء والغراب
قيل لرجل: من علّمك اللجاجَ في الحاجة والصبر عليها وإن استعصت؟ قال: مَنْ علَّم الخنفساء إذا صعدت في الحائط؛ تسقط ثم تصعد ثم تسقط، مرارًا عديدة، حتى تستمرَّ صاعدة!!
¥