روى البخاري في باب الحياء في العلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: نِعمَ النساء نساء الأنصار، لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين. وعن أم سلمة قالت:جاءت أم سُليم إلى رسول الله ? فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحي من الحق، فهل على المرأة من غسل إذا احتلمت؟ قال النبي ?: إذا رأت الماء. فغطت أم سلمة – تعني وجهها- وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ قال: نعم، تربت يمينك، فبم يُشبهها ولدها؟ رواه البخاري 0
"وفي رواية قالت لها " فضحت النساء يا أم سليم "
- قال ابن حجر " فيه استفتاء المرأة بنفسها، وسياق صور الأحوال في الوقائع الشرعية لما يستفاد من ذلك " الفتح 1/ 389.
- وعن أسماء بنت أبي بكر قالت:جاءت امرأة النبي? فقالت: أرايت إحدانا تحيض في الثوب كيف تصنع؟ قال: تحته ثم تقرصه بالماء وتنضحه وتصلي فيه " رواه البخاري
- وعن عائشة قالت:جاءت فاطمة ابنة أبي حبيش إلى النبي ? فقالت: يا رسول الله،إني امرأة اُستحاض فلا أطهُرُ، أفأدَعُ الصلاة؟ فقال. رسول الله: لا إنما ذلك عِرق وليس بحيض، فإذا أقبلت حيضتك فدعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنك الدم ثم صلي " رواه البخاري
- هكذا تخرج المرأة من بيتها لتسأل عن طهارتها وصلاتها 0
قال ابن حجر: " فيه جواز استفتاء المرأة بنفسها ومشافهتها للرجل فيما يتعلق بأحوال النساء، وجواز سماع صوتها للحاجة، وجواز سؤال المرأة عما يستحي من ذكره والإفصاح بذكر ما يستقذر للضرورة " (1/ 410)
- وعن عائشة رضي الله عنها: أن امرأة سألت النبي ? عن غسلها من المحيض فأمرها كيف تغتسل قال: خذي فِرصة من مسك فتطهري بها قالت:كيف أتطهر؟ قال تطهري بها قالت: كيف؟ قال:سبحان الله تطهري فاجتبذتها إلى فقلت:تتبعي بها أثر الدم. رواه البخاري 0 فِرصة: قطعه من صوف أو قطن.
قال ابن حجر:" فيه سؤال المرأة العالم عن أحوالها التي يحتشم منها،ولهذا كانت عائشة تقول في نساء الأنصار: " لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين "، وفيه الاكتفاء بالتعريض والإشارة في الأمور المستهجنة، وتكرير الجواب لإفهام السائل، وفيه تفسير كلام العالم بحضرته لمن خفي عليه إذا عرف أن ذلك يعجبه، وفيه الأخذ عن المفضول بحضرة الفاضل، وفيه الرفق بالمتعلم وإقامة العذر لمن لا يفهم، وفيه أن المرء مطلوب بستر عيوبه وإن كانت مما جبل عليها من جهة أمر المرأة بالتطيب لإزالة الرائحة الكريهة، وفيه حسن خلقه ? وعظيم حلمه وحيائه زاده الله شرفاً" الفتح 1/ 416
* وعن عائشة رضي الله عنها قالت: سألت رسول الله ? عن هذه الآية (والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة): أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون؟ قال: لا يا بنت الصديق ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون وهم يخافون ألا يقبل منهم أولئك الذين يسارعون في الخيرات 0
رواه الترمذي وصححه الألباني 0
- يدل الحديث على حرص أم المؤمنين عائشة على سؤال رسول الله لمعرفة المعنى المراد من الآية حيث اتضح للأمة من خلال سؤالها معنى هذه الآية والمنهج الذي يبني عليه المؤمن حياته وعلاقته مع ربه 0 انظر: منهج أمهات المؤمنين في الدعوة ص 125 0
* تفوق النساء الصالحات في سعة الإطلاع على الرجال، وجعلهن مرجعاً عند الخصام والاختلاف (1)
- أخرج مسلم في صحيحه عن ثمامة بن حزن القشيري، قال: لقيتُ عائشة فسألتُها عن النبيذ،فدعت عائشة جارية حبشية، فقالت: سل هذه،فإنها كانت تنبذ لرسول الله.?
- أخرج مسلم في " صحيحه " عن طاوس، قال: كنتُ مع ابن عباس إذ قال زيد بن ثابت: تفتي أن تصدر (أي ترجع) الحائض قبل أن يكون آخر عهدها بالبيت؟ فقال له ابن عباس: إما لا فسلْ فلانة الأنصارية هل أمرها بذلك رسول الله ?؟ قال:فرجع زيد بن ثابت إلى ابن عباس وهو يقول:ما أراك إلا صدقت.
(1) انظر: عناية النساء بالحديث النبوي مشهور حسن سلمان
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أم أحمد
مازلنا متابعين لك
ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:27 م]ـ
جزاك الله خيراً مشرفتنا الغالية على متابعتك وحرصك.
==================================
* النساء العالمات يشاركن الرجال في تحقيق المسائل العلمية بالمناظرة والمحاورة فيما يلزم من معرفة لأحكام الدين والوقوف على سنة سيد المرسلين r
¥