تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

- (ما بال أقوامٍ يقولون: إنَّ رحمي لا ينفع ... ) الحاكم، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه (أي البخاريُّ ومسلم).

فإذا كان هذا حال من كانت طاعته واجبةٌ على المسلمين، فكيف بنا نحن، ونحن لا نملك سلطاناً ولا حكماً على الناس؟

3 - استخدام قاعدة "ارتكاب أخفِّ الضررين":

وأعني هنا تقدير الموقف، بمعنى إذا كانت نصيحتك ستؤدِّي إلى ضررٍ أكبر فالأَولى ألا تقولها أو تنطق بها، وإذا كان فقهاؤنا الأجلاَّء قد قالوا بعدم تصحيح خطأ الإمام في قراءة القرآن في الصلاة إذا كان هذا التصحيح قد يؤدِّي إلى ارتباكه وارتكابه لأخطاء أكثر، أليس من الأوْلى أن نطبِّق هذه القاعدة في نصح الناس؟.

4 - التفريق بين الضروريَّات والنوافل:

بمعنى ألا تحمِّل الناس ما لا يطيقون، فتسألهم عن تقصيرهم في سنَّةٍ مثلا، أو في قُربةٍ إلى الله تعالى، فكلُّ ذلك مردُّه إلى كلِّ شخصٍ بعينه، وعلاقته بربِّه سبحانه، وفي الحديث المتَّفق على صحَّته عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه: أنَّ أعرابيًّا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله عليَّ من الصلاة، فقال: (الصلوات الخمس، إلا أن تطوَّع شيئا)، فقال: أخبرني ما فرض الله عليَّ من الصيام، فقال: (شهر رمضان، إلا أن تطوَّع شيئا)، فقال: أخبرني بما فرض الله عليَّ من الزكاة، فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوَّع شيئا، ولا أنقص ممَّا فرض الله عليَّ شيئا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلح إن صدق)، أو: (دخل الجنَّة إن صدق).

فما دام التزم الشخص بالفروض فلا تحدِّثه فيما عدا ذلك، إلا إذا أتاح هو لك هذه الفرصة، أو جاءت بطريقةٍ غير مباشرة، أو كانت علاقتكما تسمح بذلك.

5 - القدوة والعلاقة الشخصيَّة أوَّلا:

قلنا مراراً وتكراراً أنَّ القدوة هي أساس كلِّ شيء، وأنَّ العلاقة الشخصيَّة هي مفتاح كلِّ شيء، فكم من الدعاة قد هدَوا الناس إلى الحقِّ والفضل بفعلهم لا بقولهم، وكم من الناس من جعل الناس يتركون ما كانوا عليه من فضلٍ بسبب سوء القدوة.

إذا أردتَّ –يا أخي- أن تكون مؤثِّراً التزم أنت أوَّلاً بما تأمر به، وصدق الشاعر إذ يقول:

لا تنهَ عن خُلُقٍ وتأتي مثله = = عارٌ عليك إذا فعلتَ عظيمُ

وكذلك بحسن علاقتك الشخصيَّة وحبِّك للناس تملك قلوبهم، فيكون ذلك أدعى للتأثير فيهم.

6 - مراعاة المكان:

أنت يا أخي في الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة، وكلُّنا نعلم حال المسلمين هناك، وتفاوت مفهوم ونطاق الالتزام فيها بدرجةٍ كبيرة، واعتبار العديد من الإخوة من الملتزمين رغم عدم التزامهم الكامل، مراعاةً لظروف البلد ومغرياتها ومشاكلها بالنسبة للمسلمين، أفي ظلِّ هذا السياق نمارس النصح بالعنف والغضب؟ عليك يا أخي أن تراعي بيئتك ومجتمعك كثيرا، وأن تنظر إليه بعينٍ تختلف عمَّا ألِفته في موطنك الأصليّ، فتغيِّر النظرة، وتعدِّل منهجيَّة الدعوة، مع احتفاظك بما لا يمكن الاستغناء عنه من المعلوم من الدين بالضرورة.

7 - بيت القصيد هو:

علاقتك بربِّك، فانظر إلى قلبك دائما، واربطه بخالقك ووثِّق هذه الصلة، وكن قرآناً يمشي على الأرض كنبيِّك صلى الله عليه وسلم، وتذكَّر معي حديث نبيِّك صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله تبارك وتعالى إذا أحبَّ عبداً نادى جبريل: إنَّ الله قد أحبَّ فلاناً فأحِبَّه، فيُحِبُّه جبريل، ثم ينادي جبريل في السماء: إنَّ الله قد أحبَّ فلاناً فأحِبُّوه، فيُحِبُّه أهل السماء، ويوضع له القَبول في أهل الأرض) رواه البخاري.

اجعل الله تعالى يحبَّك، هكذا يوضع لك القَبول في الأرض.

وأمَّا الوصيَّة:

فهي محاولة تدريب نفسك على عدم الغضب، وعلى كظم الغيظ، وخاصَّةً في المناقشات التي تحتاج فيها إلى الحفاظ على هدوئك ورجاحة عقلك، وهناك برامج متخصِّصةٌ في كيفيَّة السيطرة على النفس، حبَّذا لو استطعت الوصول إليها والتدرَّب فيها، فتوقَّف عن نصح الناس وتوجيههم، حتى تتعلَّم السيطرة على نفسك، ولو كان لديك صديقٌ تثق به، اتَّفق معه على أن يقوم باستفزازك في النقاشات دائماً عندما تكونان لوحدكما، وحاول خلال ذلك أن تملك نفسك وأعصابك، وبالتدريج ستنجح إن شاء الله تعالى، فيكون هو نِعْم العون لك.

//

:::

27 - 12 - 2005

*همسة: حبذا لو نقرأ المقالَ كاملاً:)

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[07 - 09 - 09, 03:07 م]ـ

جزاكِ الله خيراً أختي طويلبة علم حنبلية على هذه الفوائد

ـ[سلوى السلفية]ــــــــ[24 - 09 - 09, 04:07 ص]ـ

جزاكن الله خيرا ونفع بكن

شكر الله لكن

ـ[مسلمة من الحجاز]ــــــــ[03 - 02 - 10, 06:45 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[بنت الدعوة]ــــــــ[10 - 03 - 10, 04:39 م]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[ابنة السنة النبوية]ــــــــ[10 - 03 - 10, 06:49 م]ـ

جزاكن الله خيرا أخواتنا الغاليات

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير