[وقفة تدبر مع القلب الكبير والقلب الصغير!]
ـ[أم إسحاق]ــــــــ[04 - 03 - 08, 11:03 م]ـ
قال تعالى: ((أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌمِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّاالزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَال)).
شبّه تعالى الهدى الذي أنزله على رسوله لحياة القلوب والأرواح، بالماء الذي أنزله لحياة الأشباح، وشبّه ما في الهدى من النفع العام الكثيرالذي يضطر إليه العباد، بما في المطر من النفع العام الضروري، وشبه القلوب الحاملة للهدى وتفاوتهابالأودية التي تسيل فيها السيول، فواد كبير يسع ماء كثيرا، كقلب كبير يسع علما كثيرا، ووادصغير يأخذ ماء قليلا، كقلب صغير، يسع علما قليلا، وهكذا.
وشبه ما يكون في القلوب من الشهوات والشبهات عند وصول الحق إليها، بالزبد الذي يعلو الماء ويعلو ما يوقد عليه النارمن الحلية التي يراد تخليصها وسبكها، وأنها لا تزال فوق الماء طافية مكدرة له حتى تذهب وتضمحل، ويبقى ما ينفع الناس من الماء الصافي والحلية الخالصة.
كذلك الشبهات والشهوات لا يزال القلب يكرهها، ويجاهدهابالبراهين الصادقة، والإرادات الجازمة، حتى تذهب وتضمحل ويبقى القلب خالصاصافيا ليس فيه إلا ما ينفع الناس من العلم بالحق وإيثاره، والرغبة فيه، فالباطل يذهب ويمحقه الحق إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)) وقال هنا: ((كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ)) ليتضح الحق من الباطل والهدى والضلال.
الشيخ العلامة:عبد الرحمن بن ناصر السعدي – رحمه الله -.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[14 - 03 - 08, 04:02 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه الموعظة البليغة
ورحم الله الشيخ السعدي رحمة واسعه وأدخله فسيح الجنان
ـ[ياسمى]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:29 م]ـ
السلام عليكم
(الحق كالزيت دوماً يطفو إلى الأعلى)
جزاك الله كل خير أختي الفاضلة على هذا الطرح القيم
ـ[أم أُويس]ــــــــ[15 - 03 - 08, 06:27 ص]ـ
الشيخ السعدي سبحان الله
كلماته درر وبها النفع الكبير
نفعنا الله وإياكم ورحمه ورحمنا رحمة واسعة
ـ[أم إسحاق]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:51 م]ـ
طويلبة علم -أم أُويس: حياكما الله .. وجزاكما خيرا ....
ياسمى: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. أسأل الله أن يرفع قدرك .. ويبارك فيك .. ولو لم يناسبكم هذا لما قدمته لكم ..
نفع الله الجميع بما قرأ ........