تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[المسلمات العالمات، تراث غابت شمسه!]

ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 04 - 08, 10:21 م]ـ

بسم الله، الحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله

أخواتي الفضليات، قرأت مقالا أعجبني في موقع اسلام اون لاين يتحدث فيه الكاتب عن العالمات

المسلمات من الفقيهات والمقرئات والمحدثات، ورأيت فيه شحذا لهمم النساء، وأرجو من الله ان

يعيننا على طلب العلم، ويبارك لنا في أوقاتنا:

2001/ 09/13 الحركة العلمية النسائية تراث غابت شمسه

مصطفى عاشور

كان للمرأة حضور في المجتمع منذ اللحظة الأولى لظهور الإسلام؛ فالسيدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها) هي أول من آمن بالنبي (صلى الله عليه وسلم) على الإطلاق، وكانت ملاذًا وحصنًا منيعًا للدعوة الإسلامية حتى وفاتها في العام العاشر من البعثة، وهو العام الذي سماه النبي (صلى الله عليه وسلم) بعام الحزن. كذلك كانت المرأة أول من ضحّت بنفسها في سبيل الله؛ فالسيدة سمية بنت خياط (رضي الله عنها) هي أول شهيدة في الإسلام. كما كانت المرأة أول من هاجر في سبيل الله؛ فالسيدة رقية بنت محمد (صلى الله عليه وسلم)، هي أول من هاجرت إلى الله تعالى مع زوجها عثمان بن عفان (رضي الله عنه) بعد نبي الله "لوط" (عليه السلام)، كما أخبر الحديث الشريف.

ولم يقتصر عطاء المرأة المسلمة على الإيمان والهجرة والتضحية فقط، بل امتد هذا العطاء إلى المجال العلمي والتعليمي، فظهرت الفقيهة والمُحدثة والمفتية، التي يقصدها طلاب العلم، ويأخذ عنها بعض أساطين العلماء، وتُستفتى في بعض الأمور التي تخص عامة المسلمين، وظهر من العالمات المسلمات من تعقد مجالس العلم في كبريات المساجد الإسلامية، ويحضر لها الطلاب من الأقطار المختلفة، وعُرف عن بعض الفقيهات والمحدثات المسلمات أنهن أكثرن من الرحلة في طلب العلم إلى عدد من المراكز العلمية في مصر والشام والحجاز حتى صرن راسخات القدم في العلم والرواية، وكان لبعضهن مؤلفات وإسهامات في الإبداع الأدبي.

حجراتهن منارات

ففي صدر الإسلام كانت أمهات المؤمنين وعدد من كبار الصحابيات من رواد الحركة العلمية النسائية، وكانت حجرات عدد من أمهات المؤمنين الفضليات منارات للإشعاع العلمي والثقافي والأدبي، وتأتي أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في الذروة والمقدمة، فكانت من الفصيحات البليغات العالمات بالأنساب والأشعار، وكان النبي (صلى الله عليه وسلم) يستمع منها إلى بعض ما ترويه من الشعر.

أما في مجال رواية الحديث النبوي الشريف فهي من المكثرات من الرواية عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وتأتي في المرتبة الثالثة من حيث الإكثار من الرواية؛ إذ روت حوالي (2210) حديثًا، وتروي بعض الآثار أن عائشة عندها نصف العلم؛ لذا كانت مقصد فقهاء الصحابة عندما تستعصي عليهم بعض المسائل العلمية والفقهية، خاصة فيما يتعلق بجوانب حياة النبي (صلى الله عليه وكانت عائشة توسلم)، حث سائلها ألا يستحي من عرض مسألته، وتقول له "سل فأنا أمك".

وقد أخذ عنها العلم حوالي (299) من الصحابة والتابعين، منهم (67) امرأة.

أما أم سلمة (رضي الله عنها) فكانت كما وصفها الذهبي "من فقهاء الصحابيات"، وممن روى كثيرًا من الأحاديث عن النبي (صلى الله عليه وسلم)، وروى عنها كثير من الصحابة والتابعين بلغوا حوالي (101)، منهم (23) امرأة.

وتتعدد أسماء الصحابيات والتابعيات اللاتي اشتهرن بالعلم وكثرة الرواية، وتحفل كتب الحديث والرواية والطبقات بالنساء اللاتي روين وروي عنهن الحديث الشريف، مثل: أسماء بنت أبي بكر الصديق، وأسماء بنت عميس، وجويرية بنت الحارث، وحفصة بنت عمر، وزينب بنت جحش (رضي الله عنهن).

تصنع العلماء أيضًا

ولم يغفل كبار كتاب الطبقات الترجمة للمرأة المسلمة خاصة في الرواية، فمحمد بن سعد ذكر كثيرًا من الصحابيات والتابعيات الروايات في كتابه "الطبقات الكبرى"، و"ابن الأثير" خصص جزءًا كاملاً للنساء في كتابه "أسد الغابة"، وفي كتاب "تقريب التهذيب" لابن حجر العسقلاني ذكر أسماء (824) امرأة ممن اشتهرن بالرواية حتى مطلع القرن الثالث الهجري.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير