تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أما العالم الموسوعي "جلال الدين السيوطي" فكان لشيخاته دور بارز في تكوينه العلمي، فأخذ عن "أم هانئ بنت الهوريني" التي لقّبها بالمسند، وكانت عالمة بالنحو، وأورد لها ترجمة في كتابه "بغية الوعاة في أخبار النحاة"، وأخذ –أيضًا- عن "أم الفضل بنت محمد المقدسي" و"خديجة بنت أبي الحسن المقن" و"نشوان بنت عبد الله الكناني" و"هاجر بنت محمد المصرية" و"أمة الخالق بنت عبد اللطيف العقبي"، وغيرهن كثير.

وعرفت تلك الفترة من التاريخ عالمة وأديبة عظيمة هي "عائشة الباعونية" التي كانت من الصوفيات والشاعرات المجيدات، وكانت تتبادل قصائد الشعر الصوفي مع أدباء عصرها، ووصفها الغزي في كتابه "الكواكب السائرة في أخبار المائة العاشرة" بقوله: "إنها العالمة العاملة الصوفية الدمشقية أحد أفراد الدهر، ونوادر الزمان، فضلاً وعلمًا وأدبًا وشعرًا وديانة وصيانة"، وكان لها عدد غير قليل من المصنفات والدواوين والقصائد الصوفية.

لم تكن حبيسة المنزل

وقد تولت بعض هؤلاء العالمات مشيخات بعض الأربطة، مثل "زين العرب بنت عبد الرحمن بن عمر" المتوفاة سنة (704هـ) التي تولّت مشيخة رباط السقلاطوني، ثم مشيخة رباط الحرمين.

ولم تكتف العالمة المسلمة بالعطاء العلمي في أوقات السلم والرخاء، ولكنها كان لها عطاء علمي بارز في أشد أوقات المحن والأزمات، فعندما سقطت قلاع الإسلام في الأندلس وفُرض على المسلمين التنصر، ومارست محاكم التحقيق أشد وأبشع أنواع التعذيب ضد المسلمين، اضطر بعض الناس إلى إظهار التنصر وإخفاء الإسلام، ورغم هذه السياسات الأسبانية القصرية، فإن المسلمين هناك كانوا يمارسون نشاطهم العلمي، وكانت هناك امرأتان يمثلان المرجعية العليا للمسلمين في علوم الشريعة حيث تخرج على أيديهن كثيرًا من الدعاة المسلمين الذين حفظوا وحملوا الإسلام سنوات، وهما "مسلمة أبده" و"مسلمة آبلة" حيث تخرج عليهما الفقيه "أبيرالو" المورسكي الذي ألف كثيرًا من كتب التفسير والسنة باللغة الألخميادية التي ابتدعها المسلمون هناك.

وبعد فالمرأة المسلمة كان لها حضور بارز في المجتمع العلمي الإسلامي، فكانت تتعلم، وتعلم، وترحل لطلب العلم، ويقصدها الطلاب لأخذ العلم عنها، وتصنف الكتب، وتفتي، وتستشار في الأمور العامة، ولم تكن حبيسة منزل أو حجرة، أو أسيرة في مهنة معينة، بل كان المجال مفتوحًا أمامها تظله الشريعة الغراء، ويرعاه العفاف والطهر.

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[22 - 04 - 08, 10:09 م]ـ

جزاك الله خيرا

على هذا النقل الطيب

ـ[أم المنذر]ــــــــ[23 - 04 - 08, 01:29 ص]ـ

بورك في نقلك ..

بثثت الحماس في نفسي .. ورفعت ِ من همتي ..

جزاك الله خيرا

ـ[أم حنان]ــــــــ[23 - 04 - 08, 01:42 م]ـ

الأخت طويلبة علم، الاخت أم المنذر، جزاكما الله خيرا، وشكرا على المرور

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير