تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[^^بلقيس المرأة الحكيمة ^^]

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - 04 - 08, 11:16 م]ـ

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=56428&stc=1&d=1209324001

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه القصة ذكرها الله في سورة النمل وهي قصة ملكة سبأ (بلقيس)

وبداية القصة كما في كتاب الله تعالى

{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِي لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ (20) لأعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لاذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (21) فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (22) إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ (23) وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ (24) أَلا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُخْفُونَ وَمَا تُعْلِنُونَ (25) اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ (26) قَالَ سَنَنظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ (27) اذْهَب بِكِتَابِي هَذَا فَأَلْقِهِ إِلَيْهِمْ ثُمَّ تَوَلَّ عَنْهُمْ فَانظُرْ مَاذَا يَرْجِعُونَ (28)}.

في ذلك الزمان زمن سليمان نبي الله عليه الصلاة والسلام كان قد أعطاه الله ملك عظيم دانت له فيه الإنس والجن وكل مخلوقات الأرض وقد كان في إحدى اوقات حربه عطش جيشه ولم يجد الماء

وكان الهدهد يعرف بإذن الله أماكن الماء فبحث عنه فلم يجده وغضب سليمان غضبا شديد اذ كيف يذهب الهدهد دون إذن فالكل كان يهاب سليمان لما أعطاه الله من القوة وتسخير المخلوقات له

فقال اذا عاد سوف اعذبه عذابا شديدا حيث قال المفسرون أنه سوف ينتف ريشه ويتركه ملقى تأكله الذر والنمل او يقتله اذا لم يأت بحجة وسلطان بليغ يشفع له في غيابه

وعندما عاد الهدهد قال له الطير ما خلفك عن سليمان فقد توعد لك بالوعيد الشديد اذا لم تأتي بما ينجيك فقال لهم لقد نجوت وظل زمن يسيرا ثم جاء الى سليمان وقال له أطلعت على مالم تتطلع عليه أنت وجنودك وجئت اليك من سبأ بنبأ يقين اي خبر صادق لاكذب فيه

وسبأ: هم: حمير، وهم ملوك اليمن.

ثم قال: إني وجدت امرأة تملكهم، قال الحسن البصري: وهي بلقيس بنت شراحيل ملكة سبأ.

وقال قتادة: كانت أمها جنية، وكان مؤخر قدميها مثل حافر الدابة، من بيت مملكة.

وقال زهير بن محمد: وهي بلقيس بنت شراحيل بن مالك بن الريان، وأمها فارعة الجنية.

وقال ابن جريج: بلقيس بنت ذي شرخ، وأمها يلتقة. وهذه من الروايات الإسرائلية التى لاتصدق ولاتكذب ولكن لم يأتي في شرعنا دليل على جواز زواج الأنس من الجن

وأوتيت من كل شيء أي: من متاع الدنيا ما يحتاج إليه الملك المتمكن، ولها عرش عظيم يعني: سرير تجلس عليه عظيم هائل مزخرف بالذهب، وأنواع الجواهر واللآلئ.

قال علماء التاريخ: وكان هذا السرير في قصر عظيم مشيد رفيع البناء محكم، كان فيه ثلاثمائة وستون طاقة من شرقه ومثلها من غربه، قد وضع بناؤه على أن تدخل الشمس كل يوم من طاقة، وتغرب من مقابلتها، فيسجدون لها صباحا ومساء

وأني وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله خالق السموات والأرض

قال له سليمان الآن سوف نتحرى صدقك من كذبك وكتب سليمان كتابا الى بلقيس وكان نصه

{إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ}

وطلب من الهدهد أن يحمله ويلقيه على بلقيس وحمله في جناحه وقيل بمنقاره

وذهب إلى بلادهم فجاء إلى قصر بلقيس، إلى الخلوة التي كانت تختلي فيها بنفسها، فألقاه إليها من كوة هنالك بين يديها، ثم تولى ناحية أدبا ورياسة، فتحيرت مما رأت، وهالها ذلك، ثم عمدت إلى الكتاب فأخذته، ففتحت ختمه وقرأته، فإذا فيه: {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَانِ الرَّحِيمِ - أَلا تَعْلُوا عَلَيَّ وَأْتُونِي مُسْلِمِينَ} فجمعت عند ذلك أمراءها ووزراءها وكبراء دولتها ومملكتها، ثم قالت لهم: {يَا أَيُّهَا المَلؤا إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ} تعني بكرمه: ما رأته من عجيب أمره، كون طائر أتى به فألقاه إليها، ثم تولى عنها أدبا. وهذا أمر لا يقدر عليه أحد من الملوك، ولا سبيل لهم إلى ذلك، وهنا تتجلى حكمة بلقيس أنها عرفت أن هذا الكتاب كريم وانها أمام أمر عظيم

ومن حكمتها هنا أنها قرأت الكتاب مليّاً ولكنها لم تتعجل الرد وهي صاحبة الكلمة الأولى في المملكة، فلم تكن ملكة مستبدّة تستأثر بالقرارات المصيرية كهذا القرار.

إنّها تمثِّل النموذج الشورويّ في الحكم (مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ) فهي تستمزج الآراء وتقلّبها على وجوهها حتّى تدرك الصواب، ذلك أنّ من شاور الناس شاركها عقولها.

فجمعوا أمرهم وقالوا لها: نحن أصحاب حرب ولسنا أصحاب رأي فانظري ماذا تأمرين ونحن رهن إشارتك (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّة وَأُولُو بَأْس شَدِيد وَا لاْمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ)

لقد طلبت عقولهم فأعطوها عضلاتهم، كما يقال.

أدارت بلقيس نظرها في الوجوه الصارمة فرأت أ نّها مزمعة على القتال، ولكنّها فاجأتهم بالرأي المخالف لرأيهم .. رفضت الحرب بعدما درست كتاب سليمان دراسة وافية واعية لمراميه .. قرأت ما بين السطور ورأت أنّ دعوته سلمية والتهديد فيها تهديدٌ في حال الرفض للإستجابة لأمر الله، ورأت أنّ سليمان لا يدعو لنفسه وإنّما لإله لم تؤمن به، فأرادت أن تتبع معه سياسة الاختبار لنواياه:

تُرى ماذا فعلت بلقيس،،،،،،،،،،،،يتبع إن شاء الله

بقلم طويلبة علم

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير