تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الحلم سيد الأخلاق ..........]

ـ[ياسمى]ــــــــ[18 - 05 - 08, 02:23 م]ـ

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

[الحلم سيد الأخلاق ..........]

http://www.awda-dawa.com/sounds/d9e130ae46.jpg

الحلم سيد الأخلاق

قمة ما يتمناه العبد يوم القيامة أن يُبعث في زمرة حسن الخلق. وما من شيء أثقل في ميزان العبد من الخُلُق الحسن وصاحب الخلق الحسن ليبلغ بحسن خُلقه درجة الصائم الذي لا يفطر والقائم الذي لا يفتر. وفي الحديث الشريف:" الخلق الحسن يذيب الخطايا كما يذيب الماء الجليد والخلق السيئ يفسد العمل كما يفسد الخل العسل". وما مدح الله تعالى نبيّاً كما مدح المصطفى عليه الصلاة والسلام في قوله تعالى وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} والحِلم قمة في حسن الخلق. إذا بلغ العبد مرحلة أن يكون حليماً فقد جمعت له كل عناصر حسن الخلق فقد بلغ مرحلة كمال الخلق الحسن وقد قال الإمام علي رضي الله عنه الحِلم سيد الأخلاق. وعلى الإنسان أن يتصف بصفات وأوصاف يتدرج فيها صعوداً إلى أن يصير حليماً ولهذا مدح الله تعالى إبراهيم عليه السلام:

(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ) بل إن الله تعالى وصف نفسه بأنه غني حليم، عليم حليم وشكور حليم وكل واحدة من هذه الصفات تعني مفصلاً معيناً.

الصبر:

أول مراحل حسن الخلق الصبر (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) والصبر هو حبس النفس عن المصيبة من موت أو مرض أو قتل أو مصيبة أو زلازل وطوفان ويتدرج الصبر في كثير من القضايا حينئذ نقول أن الصبر هو أول مراحل الصعود الى حسن الخلق الكامل الذي هو الحِلم. والكلام عن الصبر يطول وبعد أن جعل تعالى الصبر على المصائب عاد وجعله عن المصائب الناتجة من الغير كالصبر على الاعتداء المادي وهناك اعتداء مادي واعتداء معنوي (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ).

كظم الغيظ:

بعد الصبر العام وبعد كون الإنسان صابراً يتدرج لأن يكون كاظماً لغيظه. أن تصبر على رجل أساء اليك وتبدي غضبك فهذا أمر والأعلى من مجرد الصبر أن تكظم غيظك (الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ). اعتدى عليك أحدهم بالشتم أو السب أو الطعن في العرض فغضبت غضباً شديداً حتى صار غيظاً لكنك كظمته كما تكظم فم القِربة حتى لا يسيل الماء منها فهذا أعلى من الصبر لأن الصبر قد يصاحبه إبداء للغضب أو شكوى من الذي أغاظك

أما كاظم الغيظ فهو لا يبدي غضبه أبداً.

العفو:

الصبر أولاً ثم كظم الغيظ والأعلى منهما العفو وقد تكظم غيظك لكن تشتكي على الذي آذاك (وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ)

أن تعفوا عمن ظلمك وكل هذه المراحل فيها آيات وأحاديث عديدة عجيبة.

الصفح:

الأفضل من العفو هو الصفح. والصفح هو العفو بلا تأنيب (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) لمّا تعفو قد تعفو وتؤنّب أما الصفح فهو أن تعفو بلا تأنيب نهائياً الصفح الجميل والأعلى منه الصفح الجميل وهو بالإضافة إلى الصفح فيه عطاء للذي أساء إليك تصبر وتكظم غيظك وتعفو وتصفح ثم تحسن إليه بعطاء ومنها قصة أبو بكر ومسطح عندما عفا عنه في حادثة الإفك وأستمر في عطاءه له (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)

والصفح الجميل هو الإحسان وكان الإمام جعفر الصادق إذا أخطأ أحد عبيده أعتقه ومن شدة حلمه كان يطمع فيه الخدم.

الحِلم:

الحِلم هو أن لا تغضب في نفسك أو في العَلَن.الحليم لا يكون في نفسه أي غضب على من أساء إليه وهذه قمة الإنسانية ولا نجد الكثيرين من هؤلاء (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ). وجميعنا يعلم حِلم رسول الله الذي ظهر جلياً في فتح مكة حين قال:"اذهبوا فأنتم الطلقاء" وليس في قلبه شيء من الغضب على أهل مكة الذين أخرجوه

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير