تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

كان [يقال] قيام الليل محياة للبدن، ونور في القلب، وضياء في البصر، وقوة الجوراح، وإن الرجل إذا قام من الليل يتهجد أصبح فرحاً يجد فرحاً في قلبه، وإذا غلبته عيناه فنام عن حزنه أصبح حزيناً منكسر القلب كأنه قد فقد شيئاً، وقد فقد أعظم الأمور له نفعاً.

** قال يزيد الرقاشي:

قيام الليل نور المؤمن يوم القيامة يسعى بين يديه ومن خلفه، وصيام النهار يبعد العبد عن حر السعير.:

** و روي عن وهب بن منبه أنه قال: قيام الليل يشرف به الوضيع، ويعز به الذليل، وصيام النهار يقطع به عن صاحبه الشهوات، وليس للمؤمن راحة دون دخول الجنة.

** و عن عن الأجلح، قال:

رأيت سلمة بن كهيل في النوم فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل؟ قال: قيام الليل.

** و عن ميكاييل بن عبد الرحمن، قال:

كان عمر رضي الله عنه إذا قام الليل قال: اللهم قد ترى مقامي وتعلم حاجتي، فارجعني الليلة من عندك مصلحاً مستحجاً، مستجيباً مستجاباً لي، قد رحمتني وغفرت لي فإذا قضى صلاته قال: اللهم لا أرى شيئاً من أمر الدنيا يدوم، ولا أرى حالاً فيها تستقيم، فاجعلني أنطق قيها بنعم أو صمت فيها بحلم، اللهم لا [ ... ] من الدنيا ناطعاً ولا تقل لي منها فأنسى، فإنه ما قل وكفى خير مما كثر وألهى.

** و كان يزيد الرقاشي يقول إذا قام لصلاة الليل: اللهم، فراري إلى رحمتك من النار بطئ، فقرب رحمتك مني يا أرحم الراحمين، وطلبي لجنتك ضعيف فقو ضعفي في طاعتك يا أكرم المسئولين ثم يفتتح الصلاة.

** و عن هلال بن دارم بن قيس، قال:

حدثتني عجوز كانت تكون معه في الدار قالت: وكنت أسمعه إذا دعا في السحور يقول: قام البطالون وقمت معهم قمنا إليك ونحن متعرضون لجودك فكم من ذي جرم عظيم قد صحفت له عن جرمه وكم من ذي كرب عظيم قد فرجت له عن كربه، وكم من ذي ضر كثير قد كشفت له عن ضره، فبعزتك ما دعانا إلى مسلك بعدما انطوينا عليه من معصيتك لكل خير والمرجا عند كل نائبة.

** و روي عن عنبسة بن الأزهر أنه قال:

كان محارب بن دثار قاضي الكوفة قريب الجوار منى فربما سمعته في بعض الليل يقول ويرفع صوته يقول: أنا الصغير الذي تعينه فلك الحمد، وأنا الضعيف الذي قويته فلك الحمد، وأنا الفقير الذي أغنيته فلك الحمد، وأنا الغريب الذي زوجته فلك الحمد، وأنا المساغب الذي أشبعته فلك الحمد، وأنا العاري الذي كسوته فلك الحمد، وأنا المسافر الذي صحبته فلك الحمد، وأنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد، وأنا الغائب الذي أرددته فلك الحمد، وأنا الراجل الذي حملته فلك الحمد، وأنا المريض الذي شفيته فلك الحمد، وأنا السائل الذي أعطيته فلك الحمد، وأنا الداعي الذي أجبته فلك الحمد، ربنا ولك الحمد حمداً على حمدك.

** و عن يحيى بن سعيد، عن قدامة،

قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا ليلة فقام بآية يرددها: " إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم "

** و روى مالك بن دينار قال:

قالت ابنة الربيع بن خيثم لأبيها: يا أبتاه، مالي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام؟ قال: إن أباك يخاف البيات.

** و عن أبي عثمان قال:

لا أدري من هو: قال: أدركت أقواماً يستحيون من الله عز وجل في سواد هذا الليل من طول الضجعة.

** و عن أسد بن وداعة، قال:

كان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأن جنبه على مقلى، فيقول: اللهم إن ذكر جهنم لا يدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.

** و روي عن الحكم بن سنان الباهلي أنه قال:

حدثتني امرأة كانت تخدم معاذة العدوية قالت: كانت تحيي الليل صلاة، فإذا غلبها النوم قامت فجالت في الدار وهي تقول: يا نفس النوم أمامك لو قدمت لطالت رقدتك في القبر على حسرة أو سرور، قالت: وهي كذلك حتى تصبح.

** وعن أبو كثير النضري، قال: قالت أم محمد بن كعب القرظي لمحمد:

يا بني لولا أني أعرفك صغيراً طيباً وكبيراً طيباً لظننت أنك أحدثت ذنباً موبقاً لما أراك تصنع بنفسك بالليل والنهار، قال: يا أماه وما يؤمني أن يكون الله عز وجل قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي فمقتني فقال: اذهب لا أغفر لك، مع أن عجائب القرآن ترد بي علي أموراً حتى إنه لينقضي الليل ولم أفرغ من حاجتي.

** وعن محمد بن عبد العزيز بن سلمان، قال: حدثتني أمي قالت:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير