[خمسة أسباب لمواجهة الشهوة]
ـ[أم عمر المسلمة]ــــــــ[05 - 08 - 08, 08:14 ص]ـ
اعلمي – رحمكِ الله – أن الله عز و جل خلق الإنسان و خلق فيه تلك الشهوة لحكمة و هي بقاء الجنس البشري
و لم يتركنا سبحانه و تعالى هملا , و بين لنا ذلك في غير موضع من كتابه العزيز و سنة نبيه المصطفى صلى الله عليه و سلم
فقال تعالى و? الذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين ?المؤمنون: 6
و قال صلى الله عليه و سلم ? يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقة و أمره بالمعروف صدقة و نهيه عن المنكر صدقة و إماطة الأذى عن الطريق صدقة و بضعه أهله صدقة و يجزي من ذلك كله ركعتان من الضحى قالوا: يا رسول الله أحدنا يقضي شهوته و تكون له صدقة؟ قال: أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ?
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 8096 في صحيح الجامع
فإنصراف تلك الشهوة فيما حرم الله يكون بسبب مخالفة أمر الله عز و جل فيما أوجبه على العبد مما يحفظ به جسده و قلبه من الوقوع في الفتن و إنما ضل من ضل في هذا الباب بسبب تركه الواجبات
و قد حاولت جمع تلك الأسباب التي شرعها الله عز و جل في حفظ تلك الشهوة و تصريفها فيما أحل الله
أقول و بالله التوفيق
الأمر الأول:غض البصر
قال تعالى ? و قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم و يحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم و أطهر ?النور: 30
فقال العلماء أزكى معنى أطهر وأنفع وأطيب.
وقد قال عليه الصلاة و السلام
النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركها خوفا من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته في قلبه
و ذكر ابن القيم في كتابه القيم – الداء و الدواء –
فان النظرة سهم مسموم من سهام إبليس ومن أطلق لحظاته دامت حسراته وفي غض البصر عدة منافع
أحدها: أنه إمتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده وليس للعبد في دنياه وآخرته
الثاني:: أنه يسد على الشيطان مدخله من القلب فانه يدخل مع النظرة وينفذ معها الى القلب أسرع من نفوذ الهوى في المكان الخالي فيمثل له صورة المنظور اليه ويزينها ويجعلها صنما يعكف عليه القلب ثم يعده ويمنيه ويوقد على القلب نار الشهوة ويلقى عليه حطب المعاصي التي لم يكن يتوصل اليها بدون تلك الصورة فيصير القلب في اللهب فمن ذلك اللهب تلك الانفاس التي يجد فيها وهج النار, و أن بين العين والقلب منفذا أو طريقا يوجب اشتغال أحدهما عن الآخر وإن يصلح بصلاحه ويفسد بفساده فاذا فسد القلب فسد النظر واذا فسد النظر فسد القلب وكذلك في جانب الصلاح فاذا خربت العين وفسدت خرب القلب وفسد وصار كالمزبلة التي هي محل النجاسات والقاذورات والاوساخ فلا يصلح لسكني معرفة الله ومحبته والانابة اليه والانس به
الثالث أنه يورث القلب أنسا بالله وجمعية على الله فان إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده من الله وليس على العبد شيء أضر من إطلاق البصر فانه يوقع الوحشة بين العبد وبين ربه
و ذكر العلماء في مسألة الإعجاز العلمي في غض البصر
أن السهم إذا دخل الجسم أحدث جرحا فقد يتلف مكانا معينا, أما حين يكون السهم مسموما فإن السم يسري إلى كل أنحاء الجسم
فالنبي عليه السلام قبل 14 قرنا بيّن مخاطر النظرة التي تتبع النظرة , فالنظرة كالضغط علىالزناد, الذي تبدأ بسبه سلسلة من التفاعلات والإفرازات الهرمونية الجنسية المعقدة , التي لها تأثير على كل عضو, بل على كل خليه, والتي تهىء الجسم لعملية الاتصال الجنسي وكل هذا يجب أن يتم في وقت محدد , أما إذا أستمر انطلاق هذه الهرمونات في الجسم دون تفريغ هذه الشحنة , فإنها سوف تؤدي إلى مضاعفات خطيرة في الجسم و لعل من أهم المضاعفات التي تحدث
1 - زيادة الهرمونات الجنسية عن الحد فتعتبر سموماإذا زادت عن الكمية المحددة وكذالك إذا أمتد إفرازها في الجسم طوال النهار
ومن بعض هذه الآثار هو حدوث توسع في غدةالبروستاتة
وكل هذا مصداقا لحديث رسولنا الكريم الذي أخبر به عن الله عزوجل: … ..
النظرة سهم من سهام إبليس المسمومة , فمن تركهامن خوف من الله عزوجل أثابه الله إيمانا يجد حلاوته فيقلبه
الأمر الثاني:التبرج
و لعل ما أردت بكلمة التبرج هو معناها الجامع من إبداء الزينة و إظهارها
¥