أو الخروج من غير عذر – فالتبرج لغة هو الظهور- يقال تبرج الملك في المعركة أي ظهر و أعلن الإنسحاب
فقد أمر الله عز و جل نساء المؤمنين بالحجاب و ستر الزينة في غير موضع من القرآن الكريم فقال تعالى
? و إذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن ?الأحزاب: 53
قال في تفسير الجلالين
من وراء حجاب – أي ستر –
(ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) – أي - من الخواطر المريبة
و ذكرالقرطبي في تفسير الآية الكريمة
قوله تعالى: " ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن " يريد من الخواطر التي تعرض للرجال في أمر النساء، وللنساء في أمر الرجال، أي ذلك أنفى للريبة وأبعد للتهمة وأقوى في الحماية. وهذا يدل على أنه لا ينبغي لأحد أن يثق بنفسه في الخلوة مع من لا تحل له فإن مجانبة ذلك أحسن لحال وأحصن لنفسه وأتم لعصمته.
و ذكر سبحانه و تعالى أن قرار المرأة في بيتها سببا في طهارة قلبها و حصنا للرجال من الفتنة بها
قال تعالى
? و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى و أقمن الصلاة و ءاتين الزكاة و أطعن الله و رسوله إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تتطهيرا ? الأحزاب: 33
ذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية
و قرن في بيوتكن أي إلزمن بيوتكن، فلا تخرجن لغير حاجة، ومن الحوائج الشرعية، الصلاة في المسجد بشرطه، كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا تمنعوا إماء اللّه مساجد اللّه وليخرجن وهن تفلات" (تفلات: أي غير متطيبات) وفي رواية: "وبيوتهن خير لهن"
، وعن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان، وأقرب ما تكون بروحة ربها وهي في قعر بيتها"
و ذكر القرطبي في تفسيرها
و معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت، وإن كان الخطاب لنساء النبي صلى الله عليه وسلم فقد دخل غيرهن فيه بالمعنى. هذا لو لم يرد دليل يخص جميع النساء، كيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن، والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة، على ما تقدم في غير موضع. فأمر الله تعالى نساء النبي صلى الله عليه وسلم بملازمة بيوتهن، وخاطبهن بذلك تشريفا لهن، ونهاهن عن التبرج ,وحقيقته إظهار ما ستره أحسن
و ذكر الثعلبي وغيره: أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها. قال ابن عطية: بكاء عائشة رضي الله عنها إنما كان بسبب سفرها أيام الجمل، وحينئذ قال لها عمار: إن الله قد أمرك أن تقري في بيتك
وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما يفعل أخواتك؟ فقالت: قد حججت واعتمرت، وأمرني الله أن أقر في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت من باب حجرتها حتى أخرجت جنازتها. رضوان الله عليها أ هـ
فإن خرجت المرأة بدون عذر و أفتتن بها الرجال فماذا تنتظر تلك المرأة غير أن يكون الجزاء من جنس العمل فيتعلق قلبها بالشهوات و الريبة هي الأخرى من نظر الرجال لها و إعجابهم بها
الأمر الثالث: اختلاط الرجال بانساء
فقد نهى الله عز و جل نساء النبي خاصة و نساء المؤمنين عامة بالخضوع في القول مع الرجال عند التحدث إليهم للضرورة وهن من هن في طهارة قلوبهن و عفافهن , فالأمر لا يسلم من الفتنة عند الضرورة لذلك نبه عليه رب العزة في قوله يا ? نساء النبي لست كأحد من النساء إن اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض و قلن قولا معروفا ?الأحزاب: 32
فما بالك بمن تتحدث مع الرجال بحاجة و بدون حاجة و يدعون انها حضارة فبالله عليكي كيف تكون الفتنة
و ذكر ابن كثير في تفسير الآية
قال تعالى: فلا تخضعن بالقول
قال السدي: يعني بذلك ترقيق الكلام إذا خاطبن الرجال، ولهذا قال تعالى: فيطمع الذي في قلبه مرض أي دغل،
و قلن قولا معروفا قال ابن زيد: قولاً حسناً جميلاً معروفاً في الخير، ومعنى هذا أنها تخاطب الأجانب بكلام ليس فيه ترخيم، أي لا تخاطب المرأة الأجانب كما تخاطب زوجها
الأمر الرابع الختان
و هو أمر تعبدى، قال العدوى فى حاشيته على الخرشى: "الخفاض أمر تعبدى، فيفعل ويتحصل بأدنى شئ ".
وقال ابن القيم بعد ذكره لحديث: " إذا ختنت فلا تنهكى، فإن ذلك أحظى للمرأة وأحب للبعل " وأن من فوائده تعديل شهوة المرأة.
والمقصود من ختان المرأة تعديل شهوتها، فإنها إذا كانت قلفاء كانت مغتلمة شديدة الشهوة
¥