رواه أحمد وأبو يعلى وهذا لفظه قال الهيثمي: رجاله موثقون ".
قلت: فإن لهذه الطريق علتين: الضعف والوقف.
أما الضعف فسببه أن في سنده عامر بن السمط أبا الغريف ولم يوثقه غير ابن حبان وهو مشهور بالتساهل في التوثيق كما بينته في " المقدمة " وقد خالفه من هو أعرف بالرجال منه وهو أبو حاتم الرازي فقال في أبي الغريف هذا: " ليس بالمشهور. . قد تكلموا فيه من نظراء أصبغ بن نباتة ".
وأصبغ هذا لين الحديث عند أبي حاتم ومتروك عند غيره ومنهم الحافظ ابن حجر فثبت ضعفه.
وأما الوقف فقد أخرجه الدارقطني وغيره عن أبي الغريف عن علي موقوفا عليه كما بينت ذلك في " ضعيف سنن أبي داود " (رقم 131).
فقد عاد الحديث إلى أنه موقوف مع ضعف إسناده فلا يصلح شاهدا للمرفوع الذي قبله بل لعل هذا أصله موقوف أيضا أخطأ في رفعه ولفظه عبد الله ابن سلمة حين رواه في حالة التغير وهذا محتمل فسقط الاستدلال بالحديث على التحريم ووجب الرجوع إلى الأصل وهو الإباحة وهو مذهب داود وأصحابه واحتج له ابن حزم (1/ 77 - 80) ورواه عن ابن عباس وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير وإسناده عن هذا جيد رواه عنه حماد بن أبي سليمان قال: سألت سعيد بن جبير عن الجنب يقرأ؟ فلم ير به بأسا وقال: أليس في جوفه القرآن؟ وقرن البغوي في " شرح السنة " (2/ 43) مع القائلين بالجواز عكرمة أيضا لكن لا يخفى أن الأمر لا يخلو من كراهة لحديث: " إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهر ".
انظر " الصحيحة " (834).
ثالثًا خلاصة رأي الإمام الألباني رحمه الله:
يرى الألباني جواز قراءة الجنب والحائض للقرآن، وأنه لا يوجد دليل صحيح يمنع الجنب والحائض من قراءة القرآن، وإن كان الأولى أن يُقرأ القرآن على طهارة كاملة.
ورجّح أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم: لا يمس القرآن إلا طاهر
أن المقصود بـ (الطاهر) المؤمن سواء أكان محدثا حدثا أصغر أو حدثا أكبر، وأن المؤمن وإن كان محدثا فإنه لا ينجس، وقد عاب النبي صلى الله عليه وسلم على أبي هريرة يوم خاف من مصافحة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - متعللا بأنه كان نجسا- يقصد على جنابة، فقال له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "المؤمن لا ينجس"
أما المشرك فهو نجس بنص القرآن فقال رحمه الله "والمراد عدم تمكين المشرك من مسِّه "
ولا شك أن قراءة القرآن على طهارة كاملة أنه هو الأولى والأفضل، لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر"
ـ[ريم صباح]ــــــــ[15 - 09 - 08, 12:47 ص]ـ
أخواتي العزيزات
أم جمال الدين
أم صفية وفريده
جزاكم الله خيرا ووفقكم الباري لما يحبه و يرضاه
دمتم بخير وطاعه
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[18 - 09 - 08, 03:24 ص]ـ
بالنسبة للحائض فالشيخ ابن عثيمين عرض المسألة في كتابه الشرح الممتع، في كتاب الطهارة ..
وبيّن أدلة القولين و خرج من المألة ولم يرجح .. لكنه عرض الأدلة ..
والحمد لله النفس تطئمن لما ذكره الشيخ ابن باز، فإذا كان رمضان ونحن لا نصلي، ولا نصوم، فمن الصعب أيضاً أن لا نقرأ: (
ـ[بنت الخير]ــــــــ[31 - 10 - 08, 11:57 ص]ـ
دمتم بخير وطاعة