تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دمعة وحسرة طويلبة علم]

ـ[سارة الجزائرية]ــــــــ[01 - 10 - 08, 05:29 ص]ـ

عبرات وحسرات

تخنقني العبرة وتضيع مني الكلمات ... اسافر بخيالي بعيدا .. كأني احاول الهرب من واقعي ,او اني احاول ان اعيش احلامي في عالم لا مستحيل فيه .. في عالم تطمس جميع الملامح فتعيش احلامك وامالك مع اشخاص لا تعرفهم .. لأن اصعب واكثر مايدمر عالمك الصغير هو طعنات الاحباب.

أحاول ان اجعل تلك الدموع طريقا وسلاحا لأحقق امالي .. لأعيش حياتي على ماعاهدت نفسي عليه .. لكن سرعان ما اجد ان هذا حلم بريئ في قلب فتاة عشقت الأحلام وتعبت في اللحاق بطموحاتها .. فتاة نسيت ان الواقع اكبر واقسى من عالمها البريئ , الذي تسمو فيه الروح بالأخلاق والقيم والأهداف السامية

لا تعجبوا اخوتي من هذا الأسى الذي جثى على صدري ... لأنه احساسي بالضعف والعجز وبأني كطائر رام الطيران عاليا لكنه جرح في اول محاولة فصار حبيس قفص الضعف تسبقه اشواقه الى ذاك الفجر الذي يطير محققا احلى امانيه .. فلطالما اردت ان انصر ديني, بعلمي ,بدعوتي , بأمور كثيرة .. عشقت العلم واحببت اهله , صار العلم هو أحب الي مما في دنيا البشر .. هو تلك الجوهرة التي تزين حياتي وذاك القمر الذي ينير دربي ... منذ سن 15 سنة وأنا امني نفسي بطلب العلم. ولم اجد كيف وبماذا ابدأ .. كانت همتي فاترة بعض الشيء.

لكن في سن الثامنة عشرة صارت همتي عالية , قد اقول انها بهمة عشرة رجال .. سعيت لذلك كثيرا وفي اول خطوة وجدت عائقا في طريقي ....... انه والدي كان يرفض التزامي , يرفض اقترابي من الكتب الدينية .. ربما بسبب الخلفية السياسية في بلدي .. يعتذر احيانا بالحكومة واحيانا بصغر سني .. واي صغر في سن 18 سنة .. فقد طلب العلم من هم اقل مني بسنين كثيرة.

تحديت هذا العائق .. فماهمني غير تحقيق حلمي تمنيت ان ادرس العلوم الشرعية في احدى الجامعات ... لكن اخبرني من اثق بعلمه ان الدراسة بالجامعات المختلطة محرمة, كما ان جامعاتنا بما انها مختلطة فلبس النقاب فيها ممنوع, وانا ارى وجوبه. وليس هذا فقط فقد طردني والدي من البيت لما تركت دراستي ولم يبقني الا رجاء امي وتوسلاتها.

أول ما تركت دراستي وجدت الأمور زادت سوءا .... ضاع املي في طلب العلم ... وتغير والدي معي .. بعدما كنت مدللة العائلة , صرت ارجو ان انجو من شتائمه وسبه وتعليقاته المتواصلة .. خاصة بعدما لبست الحجاب الشرعي (الجلباب).

- اول ما ارتديته صارت قريباتي لا يكلمنني كأني احدى ..... والله المستعان. بل انا منقبة خفية من الوالد , فلا اذهب الى الطبيب ولا اخرج من المنزل ابدا ... مدة عام وبضع شهور .. حتى مرضت مرضا شديدا لم استطع ان اتحرك بسببه .. عانيت كثيرا وكان والدي يعلم ان سبب عدم ذهابي للطبيب هو اني اريد الخروج بالنقاب .. فظل رافضا غير مباليا بصحتي .. ولكنه اخذني في آخر الأمر بعد محاولات كثيرة من امي في اقناعي بالذهاب خوفا علي لكن دون نقاب ...... بكيت كثيرا لذلك ولكني ذهبت بالليل حتى لا يراني احد وكأني احاول ان اخدع نفسي او ان اخفف ذاك الالم الذي قتل فرحتي بتنقبي ولو كان خفية.

تحملت هذا لأنه لا حيلة لي ,ولاني وجدت سعادتي في هذه الطريق فقد كانت همتي ترتفع, بل كلما زادت قسوتهم وسوء معاملتهم زاد احساسي بالسعادة لأني اتذكر حديث ( ... طوبى للغرباء .. ) دائما وارجوا ان اكون منهم.

صارت العوائق تنزل كالمطر .. لم اجد من يدلني على منهج ابدا به , فرحت أقرأ ما اجد امامي ,وكانت الكتب غير متوفرة بل أستعيرها ثم اعيدها واحيانا اعيدها قبل اكمالي لقراءتها. اما النت فلم نشترك الا منذ مدة قليلة وانقطاعاتي كثيرة .. كما

اني ادخل المواقع الدينية خفية عن الوالد, وادخل بالليل وهم نيام , ولا انام بالنهار ... احيانا ابقى مستيقضة يومين او ثلاثة ... تعبت صحتي جدا ...

اقضي لياليا وايامي بين النت محاولة اقتناص ما استطيع ,وبين دمعات اسبلها على خدي حرقة على سنين ما استفدت فيها شيئا .. حزنا على ظروف منعتني من اسمى احلامي. ولكن الحمد لله راضية بما قسم لي .. واعلم ان الفرج آت فبعد العسر يسر.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير