تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

و قال تعالى في قصة المرأتين مع نبيه موسى

? و لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون و وجد من دونهما امراتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لا نسقي حتى يصدر الرعاء و أبونا شيخ كبير ?

[القصص: 23]

قال رؤبة:

ما خطبكن - يا عجبا ما خطبه وخطبي -

قال ابن عطية: وكان استعمال السؤال بالخطب إنما هو في مصاب، أو مضطهد، أومن يشفق عليه، أو يأتي بمنكر من الأمر، فكأنه بالجملة في شر؛ فأخبرتاه بخبرهما، وأن أباهما شيخ كبير؛ فالمعنى: لا يستطيع لضعفه أن يباشر أمر غنمه، وأنهما لضعفهما وقلة طاقتهما لا تقدران على مزاحمة الأقوياء، وأن عادتهما التأني حتى يصدر الناس عن الماء ويخلى؛ أ. هـ

و كان من عاداتهم ألا تخرج المرأة من بيتها

فاعتبر نبيُ الله موسى خروجهما لمصيبة حدثت

فالله درك يا سنة المصطفى أين ذهب حياء النساء اللاتي يزاحمن الرجال في كل مكان!

فالواجب على المرأة القرار في بيتها و عدم الخروج إلا لعذر كما موضح مما ذكر آنفا.

و قد أباح الشرع خروج المرأة للصلاة في المسجد و لكن بشروط ألا تتبرج و لا تتعطر

فعن ابن مسعود رضي الله عنه: أنه وجد من امرأته ريح بخور وهي بمكة فأقسم عليها ألا تخرج تلك الليلة

.

ومن البلايا كذلك في مجتمع المسلمات عند خروجهن للأسواق وخروجهن من المساجد هي مخالطة الرجال والسير وسط الطريق، والسنة لهن هي أن يلزمن حافات الطريق ابتعادا عن الفتنة.

فعن أبي أسيد الأنصاري: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج المسجد وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق، فقال صلى الله عليه وسلم للنساء ? استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضن الطريق، عليكن بحافات الطريق ?.،

تحقيق الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 929 في صحيح الجامع.

قال أبو أسيد: فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.

ولقد عظمت الفتنة في زمننا الآن فالنساء لا يتقين الله، يتطيبن بأفخر العطور وهن ذاهبات للمساجد، وحجابهن أصبح حجاب التبرج والزينة والفتنة، وأصواتهن أعلى من أصوات الرجال، وطريقهن أصبح وسط الطريق.

واعلمي يا أمة الله: أنه يشرع للرجال في زمن الفتنة ـ وقد حل معظمها ـ السكوت ولزوم البيوت. فكيف بالمرأة في زمننا هذا؟

واعلمي أن صلاتك في بيتك أفضل من صلاتك في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أم حميدة امرأة أبي حميد الساعدي: أنها جاءت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: (يا رسول الله إني أحب الصلاة معك. قال: قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي) قال: فأمرت فبني لها مسجد في أقصى شيء من بيتها وأظلمته، وكانت تصلي فيه حتى لقيت الله عز وجل) رواه أحمد بسند حسن.

واعلمي أنه ليس عليك جمعة، وقد عظمت الفتنة بسبب كثرة الذاهبات من النساء لصلاة الجمعة، ولا خير فيما خالف شرع نبينا صلى الله عليه وسلم.

عن طارق بن شهاب: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ? الجمعة حق واجب على كل مسلم في جماعة إلا أربعة: عبد مملوك، أو امرأة، أو صبي، أو مريض ? رواه أبو داود بسند صحيح

وقد وردت نصوص في خروج المرأة للمساجد مقيدة بالليل , والثابت من فعل الصحابيات أنهنّ كنّ يخرجن لصلاتي الصبح والعشاء فقط.

وإليك بعض النصوص الواردة في ذلك:

* عن ابن عمر قال: كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد , فقيل لها: لم تخرجين وقد تعلمبن أن عمر يكره ذلك ويغار؟ قالت: وما يمنعه أن ينهاني؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ? لاتمنعوا إماء الله مساجد الله ? البخاري ومسلم.

* وعن ابن عمر قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ? ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد ? البخاري ومسلم.

وقد بوّب البخاري رحمه الله فقال: (باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس).

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير