(فإذا كان هذا في النهي عن الحج بعد حجة الفريضةـ على أن الحج من أعلى القربات عند الله ـ فما بالك بما يصنع النساء المنتسباتللإسلام في هذا العصر من التنقل في البلاد، حتى ليخرجن سافرات عاصيات ماجنات إلىبلاد الكفر، وحدهن دون محرم، أو مع زوج أو محرم كأنه لا وجود له، فأين الرجال؟! أين الرجال؟!!) انتهى.
وأسقط عنها فريضة الجهاد، ولهذا فإن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـلم يعقد راية لامرأة قط في الجهاد، وكذلك الخلفاء بعده، ولا انتدبت امرأة لقتال ولالمهمة حربية، بل إن الاستنصار بالنساء والتكثر بهن في الحروب دال على ضعف الأمةواختلال تصوراتها.
وعن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: يا رسول الله! تغزوالرجال ولا نغزو، ولنا نصف الميراث؟ فأنزل الله:
? وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ ?
[النساء: 32]. رواه أحمد، والحاكم وغيرهمابسند صحيح.
قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى تعليقًا على هذا الحديث في [عمدة التفسير: 3/ 157]:
(وهذا الحديث يرد على الكذابين المفترين ـ فيعصرنا ـ الذين يحرصون على أن تشيع الفاحشة بين المؤمنين، فيخرجون المرأة عن خدرها، وعن صونها وسترها الذي أمر الله به، فيدخلونها في نظام الجند، عارية الأذرعوالأفخاذ، بارزة المقدمة والمؤخرة، متهتكة فاجرة، يرمون بذلك في الحقيقة إلىالترفيه الملعون عن الجنود الشبان المحرومين من النساء في الجندية، تشبهًا بفجوراليهود والإفرنج، عليهن لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة) انتهى.
5 - تحقيق ما أحاطها به الشرع المطهر من العمل على حفظ كرامة المرأةوعفتها وصيانتها، وتقدير أدائها لعملها في وظائفها المنزلية.
وبه يُعلم أن عمل المرأة خارج البيت مشاركة للرجل في اختصاصه، يقضي على هذه المقاصد أو يخل بها، وفيه منازعة للرجل في وظيفته، وتعطيل لقيامه على المرأة، وهضم لحقوقه؛
إذ لا بد للرجل من العيش في عالمين:
عالم الطلب والاكتساب للرزق المباح، والجهاد والكفاح في طلب المعاش وبناء الحياة، وهذاخارج البيت.
وعالم السكينة والراحة والاطمئنان، وهذا داخل البيت، وبقدر خروج المرأة عن بيتها يحصل الخلل في عالم الرجل الداخلي، ويفقد من الراحة والسكون ما يخلبعمله الخارجي، بل يثير من المشاكل بينهما ما ينتج عنه تفكك البيوت،
ولهذا جاء فيالمثل: (الرجل يَجْنِي والمرأة تَبْني).
ومن وراء هذا ما يحصل للمرأة من المؤثرات عليها نتيجة الاختلاط بالآخرين.
فإن الإسلام دين الفطرة، وإن المصلحة العامة تلتقي مع الفطرةالإنسانية وسعادتها؛ إذًا فلا يباح للمرأة من الأعمال إلا ما يلتقي مع فطرتهاوطبيعتها وأنوثتها؛ لأنها زوجة تحمل وتلد وتُرضع، ورَبَّة بيت، وحاضنة أطفال، ومربية أجيال في مدرستهم الأولى المنزل.
وإذا ثبت هذا الأصل من أمر النساء بالقرار في البيوت، فإن الله سبحانه وتعالى حفظ لهذه البيوت حرمتها، وصانها عن وصول شك أو ريبة إليها، ومنع أي حالة تكشف عن عوراتها، وذلك بمشروعية الاستئذان لدخول البيوت من أجل البصر،
فقال سبحانه: ? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (27)
فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فِيهَا أَحَدًا فَلا تَدْخُلُوهَا حَتَّى يُؤْذَنَ لَكُمْ وَإِنْ قِيلَ لَكُمُ ارْجِعُوا فَارْجِعُوا هُوَ أَزْكَى لَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (28)
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ (29) ?
[النور: 27ـ29].
حتى تستأنسوا: أي تستأذنوا، وتسلموا، فيؤذن لكم ويرد عليكم السلام.
وقد تواردت السنن الصحيحة بإهدار عين من اطلع في دار قوم بغيرإذنهم، وأن من الأدب للمستأذن أن لا يقف أمام الباب، ولكن عن يمينه أو شماله، وأنيطرق الباب طرقًا خفيفًا من غير مبالغة، وأن يقول: السلام عليكم، وله تكرارالاستئذان ثلاثًا.
كل هذا لحفظ عورات المسلمين وهن في البيوت، فكيف بمن ينادي بإخراجهن من البيوت متبرجات سافرات مختلطات مع الرجال؟ فالتزموا عباد الله بما أمركم الله به.
وإذا بدت ظاهرة خروج النساء من بيوتهن من غير ضرورة أو حاجة، فهو من ضعف القيام على النساء، أو فقده، وننصح الراغب في الزواج، بحسن الاختيار، وأن يتقي الخرَّاجة الولاّجة، التي تنتهز فرصة غيابه في أشغاله، للتجول في الطرقات، ويعرف ذلك بطبيعة نسائها، ونشأة أهل بيتها.
حبيبتي في الله
انتهت مقالتي و لم تنتهي دعوتي
فقد أحطتك علماً بما أحبه الله و رسوله لكِ من عفة و طهارة , و بما أحياه مَن قبلنا من الأخيار و الأبرار مِن سنة المصطفى صلى الله عليه و سلم.
حبيبتي في الله فلا تفوتي على نفسك وساماً للشرف تلقين به النبي صلى الله عليه و سلم على حوضه.
فكوني حفيدة خديجة و عائشة و فاطمة قولاً و عملاً , و كوني ممن قال الله فيهم ? و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم و رضوا عنه و أعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ? [التوبة: 100]
فاتبعيهم حذو النعل بالنعل , عسى أن نتشبه بالقوم فنكون منهم.
و أسأل الله لنا السلامة من الفتن و أن يعصمنا مما ظهر منها و ما بطن
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
¥