[امرأة تنقذ مدينتها من استباحة دماء أهلها وأموالهم!]
ـ[أم معاوية]ــــــــ[22 - 11 - 08, 06:28 م]ـ
قال أسامة بن منقذ في كتابه " أزهار الأنهار ":
حدثني القاضي أبو النمر ابن العنزي رحمه الله بحصن شيزر؛ قال:
سافرتُ إلى بلاد اليمن، فاتصلتُ ببعض سلاطين اليمن، فأتاه الخبر بعصيان أهل بلد من بلاده، فركب وسار إليه وأنا صحبته، وهو في خلق كثير على الركاب، وأقسم ليستبيحنّ دماءهم وأموالهم، فسرنا حتى نزلنا على المدينة وأمر بالتأهّب لقتالهم ومهاجمة المدينة، فرأينا امرأة قد خرجت من المدينة وجاءت تتخطى الناس حتى وصلت إلى السلطان وأنا عنده، فسلّمت عليه، فرحّب بها وأكرمها وأجلسها، ثم قال لها: ما حاجتك؟
قالت: جئتك أسألك أن تهبَ لي هذه المدينة وأهلَها.
فقال: هؤلاء قد أظهروا العصيان والشقاق، وقد أقسمتُ أن أستبيح دماءهم وأموالهم.
فقالت: بل ترجعُ عن هذا إلى المعتاد من صفحك وكرم عفوك، وتهبُ لي ذنبهم ودماءهم وأموالهم.
فقال: لا أفعل ولا أفسد مملكتي وأستدعي عصيانَ رعيتي بصفحي عن هؤلاء المنافقين!
فغضبت وقالت: نسيتَ حقّي وحُرمتي واطرحتني! حتى إني أسألك في مدينة من مدائنك لتقضي بها حقّي ولا توجب سؤالي!
ثم ولّت.
فأطرق، ثم قال: ردّوها.
فلمّا عادت اعتذر إليها وتلطّفها وقال: قد وهبتُ لك البلدَ وأموالَ أهله ودماءهم، وها أنا راحل.
ثم أمر الناس بالرحيل، ونفذ من رتّب أمر البلد وسار.
فسألتُ عن تلك المرأة، فقيل لي: إن هذه امرأة كانت ترضعه، وكان أبوه مالكَ هذه البلاد، فقام عليه أخوه فقتله وملك البلاد وهذا إذ ذاك طفل، فتطلّبه عمّه ليقتله، فخبّته هذه المرأة بينها وبين ثيابها وأخفته، وخرجت به من البلد فربّته في خمول واختفى، حتى إذا كبر وجار عمّه على الرعية وأساء إليهم، فوثبوا عليه وقتلوه، ونفذوا أحضروا هذا وملّكوه عليهم كما ترى، فهي تذكّره بما فعلته في حقّه وهو يرعى لها ذلك الصنع.
المصدر: نقله إحسان عبّاس في كتابه " شذرات من كتب مفقودة " (ص 117 - 118) عن كتاب " بغية الطلب من تاريخ حلب " (9/ 207) لابن العديم.
ـ[أم سفيان]ــــــــ[25 - 11 - 08, 06:55 م]ـ
جزاك الله خيرا أختى على ماتنتقيه لنا
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[04 - 11 - 09, 08:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه القصة الرائعة
تسلمين يا الغالية