تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

مع فتاوى التيسير التي انتشرت بلا ضوابط، تبرز لنا ظواهر غير مقبولة، ويترخص الناس بلا حاجة وضرورة، حتى أوشكت السنن أن تضيع، وأوشك نسك نبينا r أن يذهب فلا يبقى، فتسمع أن الناس يترخصون بفتوى الرمي قبل الزوال، ويتوسعون فيها ويتعجلون الخروج من منى قبل فجر الثاني عشر، بعد رميهم الجمرات قبل الفجر، ويحتجون بفتوى جواز الرمي قبل الزوال وفي أي وقت، وللأسف يفهم العامة الرخصة بتوسع، ولا يدركون أبعاد هذه الرخص، ولا ضوابط هذه الفتاوى. ومن حج هذا العام وقبله ورأى الجمرات بوضعها الحالي الموسع والميسر، لا يجد لفتوى الرمي قبل الزوال مساغاً، ولا حاجة لهذه الرخصة، ولا ضرورة لهذا التعجل في الخروج من منى، ولكنه الفهم القاصر، والعجلة المذمومة.

ومما يدل على ضياع السنن وذهابها، قلة من يتأخر لليوم الثالث عشر، فلا تكاد تجد متأخراً إلا من رحم، ولا تكاد تجد من يحي هذه السنة من أصحاب الحملات ويعين عليها، فنجدهم في يوم الثاني عشر يستعدون لإخلاء المخيم ويسرعون في جمع أغراضهم وأثاثهم. حتى أن بعض الحجاج لا يعرف إلا أن الحج قد انتهى ولم يبق من أعماله شيئاً، وقد تساءلت إحدى الأخوات عندما سمعت بأن البعض سيتأخر إلى يوم الثالث عشر، فقالت: أبقي في الحج يوماً، وتفاجأت بذلك عندما عرفت السنة.

ونحن بدورنا نتساءل أيضاً هل يبقى نسك النبي r ؟

الرحلة العجيبة:

رحلة الحج رحلة عجيبة بليغة، في كل موقف عبرة، وفي كل منزل درس، مواقف متدرجة، ومنازل متفاوتة، في موقف منى نجد الحياة البسيطة، والعيش الزهيد، تركنا بيوتنا وأسرّتنا وفرشنا الوثيرة، لنعيش في هذه الخيام لا نملك إلا فراشاً وغطاء، مع حقيبة صغيرة تحوى ملابس قليلة وأغراض بسيطة، لا نكاد نحمل معنا إلا الضروري، ولا نتزود إلا بالقليل، ومع ذلك ننام مرتاحين البال، قريري العين، نستشعر وقتها أن هذا هو حال الدنيا الطبيعي، وهذا هو العيش الحقيقي، تخفف وزهد من الدنيا، وتقلل من الحياة وبلغة من الزاد. ثم ننتقل إلى عرفة، لنعرف حقيقة أخرى ونعيش شعوراً آخر، إنها الدنيا الفانية والحياة الزائلة، ولئن كنا في منى معنا بعض اللباس والزاد، وشيئاً من حطام الدنيا ننام عليه ونلتحف به، فنحن هنا في عرفة لا نحمل معنا من الدنيا شيئاً، جئنا بلباسنا فقط، لا فراش ولا غطاء ولا كساء، تركنا الدنيا وراءنا، وجلسنا في هذا المخيم المتواضع، ونحن على وشك الرحيل، وعلى أهبة الاستعداد، ننتظر أن تؤذنا الشمس بالمغيب فنرحل من هذا المنزل، إلى موقف أعجب ومنزل أغرب، ننتقل إلى مزدلفة حيث يبلغ الدرس مبلغه، وتتعظ النفس غاية العظة، حيث يقف الناس في هذا الموقف سواسية، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، لا بناء ولا خيام ولا شيء من متاع الدنيا الزائل، يجلسون على قارعة الطريق، الفقراء والأغنياء، الوزراء والأمراء، الشرفاء والوضعاء، سبحان من جمعهم في هذا الموقف، وسبحان من بلغهم هذا المكان، ولولا طاعة الله وعبادته، لما رضوا بهذا المجلس، ولولا إتباع هدي محمد r لما تحملوا هذا المقام. ولكنه الإيمان إذا خالط القلوب، والسعادة الحقيقة إذا تمكنت من النفوس، يبذل من أجلها الراحة، وترخص لها الأرواح، وتنقاد لها نفوس مؤمنة، وقلوب طائعة.

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[18 - 12 - 08, 05:20 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ماشاء الله يا أم أحمد شوقتنا للحج

سبحان الله كنت قد استعديت للحج ولكن لم يكتب الله لي ذلك

كنت أرى الضعفاء والعجائز يمشون في الطرقات وكنت أحمد الله في نفسي أن يسر لهم الوصول الى البيت الحرام وادعوا لهم أن يسهل حجهم ويتقبل منهم ويعيدهم الى أهلهم سالمين غانمين

الحج صورة أخرى للحياة

تجتمع فيه القلوب والأفئدة من شتى بقاع الدنيا أختلفت الأشكال واللهجات والصور ولكن القلوب اجتمعت على شعيرة واحدة ..

نرى دموع الفرح تسابق خطواتهم للبيت الحرام والسنتهم تلهج بالدعاء فقد تكحلت عيونهم برؤية الكعبة والمشاعر المقدسة ... مشاعر لااستطيع أن اصفها فقلوبهم تحمل الكثير والكثير

بورك فيكِ أختي الغالية وتقبل الله حجكِ وغفر ذنبكِ

ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[18 - 12 - 08, 11:26 م]ـ

جزاك الله خيراً وبارك فيك

المشاهد كثيرة لا تكاد تحصى.

والمشاعر عظيمة لا تسطرها الأقلام.

والمواقف يعجز عن وصفها البنان.

والقلوب ملأها الشوق والحنين ففاض الدمع منسكباً، ليسطر أصدق الدعوات: اللهم تقبل منا، واجعله حجاً مقبولاً وذنباً مغفوراّ.

ـ[أم بيان]ــــــــ[19 - 12 - 08, 02:18 ص]ـ

ااااااااااه يا أم أحمد

زاااد الحنين إلى الحج

تمتلكين اسلوبا رائعا،

تمنيت لو أطلت ِ في وصفك للرحلة

خاصة "الرحلة العجيبة"

إذا تذكرتي مواقف اخرى اكتبيهااا

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير