فأنت انظر إلى مثل هذه الأمور
وعددتها لك من أجل أن تعالجها في نفسك وتحفظها لأن الشيء إذا وزع استطاع الإنسان مدارسته ثم استطاع كسبه بتوفيق من الله جلّ وعلا.
وسائل التعامل مع الناس
بعد هذا المدخل الذي ذكرناه لك
كيف تتعامل مع الناس؟
أولا: إذا شئت أن تتعامل مع الناس على وفق ما يحبه الله ويرضاه جلّ في علاه ثم ما ترضاه أنت لنفسك لابد أن يكون في داخل نفسك قاعدة حقيقة.
ما هي هذه القاعدة؟
هي أنه لا غنى لك عن الناس
هذا شيء أمر يجب أن نظر إليه
إذا أنت تحس أنك تستطيع أن تستغني عن الناس وأنك ممكن تعيش وحداني
الله يوفقك إذهب للفيافي والبراري وتوكل على الله وعش لوحدك هناك مع الوحوش ومع السباع، لأنه لا يمكن أن تستطيع أن تعيش دون الناس
أنت بحاجة إلى أن تشتري وإلى أن تبيع وإلى أن تتوضأ وإلى أن يأتيك المراجع لا يمكن أن تنفك عن الناس أبدًا
إذا لم تكن هذه القادة في ذهنك بمعنى: أنا لا يمكن أن استغني عنك بحال من الأحوال وأنت لا يمكن أن تستغني عني بحال ومن الأحوال.
إذا وجدت هذه القاعدة في نفسك
هي أول باب ندخل منه إلى قضيةفن التعامل مع الناس.
مخالطة الناس لابد أن يكون فيها شيء من المنغصات
لا توجد مخالطة للناس دون منغصات
لماذا؟
أرجع لما قلته لك من قبل: أن الناس متفاوتون فيهم
العجول
وفيهم الغضوب
وفيهم الهادئ
و فيهم وفيهم، فهذا التركيب المتنوع من الناس يقتضي التضاد
لنأخذ مثالاً على ذلك: نريد الخروج لرحلة مدرسية وحضرنا للمدرسة والشباب اتفقوا ووافق المدير والموعد بعد طلوع الشمس، الساعة ستة ونص تجد مثلا الذين يريدون أن يخرجوا إلى هذه الرحلة عددهم مثلا عشرة، سترى منهم من هو مهتم جداً يصلي الفجر في المسجد الذي اتفقوا أن يتقابلوا عنده أو يصلي في المسجد اللي عند باب المدرسة
ومن هو أقل منه حرارة تجده يصلي في الطريق
واللي أقل منه شوي يقول يمديني أصلي عند بيتنا ثم أذهب
واللي أقل منه شوي يقول بأصلي وأرجع أنام عندي فرصة ساعة ونصف ثم نقوم إن شاء الله ستة وربع المشوار بيني وبين المدرسة كلها ربع ساعة يمديني أقوم إن شاء الله وألحق.
هذا التفاوت حقيقي لا يمكن أن ننفيه
أنظر الآن .. فقط عشرة أشخاص أصبح بينهم تباين عظيم
ناخذ مثال آخر:
رجل ذهب يأخذ ابنته من المدرسة وموعد الخروج الساعة الواحدة إلا ربع وذهبت في الموعد والحارس ينادي: عائلة فلان
خرجت ابنتك الساعة الواحدة إلا عشر
وتركب البنت للسيارة ويمطرها والدها بالكلام الجارح
انت دائماً هكذا!
صوَّت عليك الحارس وأنا سامعة يناديك عشر مرات ولا طلعتِ
وكم هائل من السب والشتم لهذه البنت المسكينة وهي كلها خمس دقائق
وهي كلها خمس دقائق. لكن الطبيعة البشرية لا تحب الانتظار
لأن دقائق الانتظار طويلة.
فإذا معاشرة الناس لا تخلو من منغصات
وعندها قال صلى الله عليه وآله وسلم: (المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أعظم أجرًا من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)
إذا هذه هي القاعدة: المخالطة لابد فيها من الأذى
فلا بد من الصبر
ـ[أمل بنت حسن]ــــــــ[23 - 02 - 09, 08:35 م]ـ
كان هذا جزء من تفريغ درس
[آداب الصحبة وفن التعامل]
للشيخ الدكتور وليد الرشودي نفع الله به
وجزى من أعان على نشره وكتابته
http://www.up.6y6y.com/uploads/e33294eb06.gif (http://www.up.6y6y.com/)
http://alrekab.com/vb/images/smilies/wafqkm.gif
ـ[عائشة السلفية]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:25 م]ـ
ما شاء الله تبارك الله
جزاكِ الله خير أُخيه
جعله الله في ميزان حسناتك
ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
فوائد قيمة جعلها الله في ميزان حسناتك
بإنتظار البقية بارك الله فيك
ـ[شيخة باقيس]ــــــــ[07 - 04 - 09, 05:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً أمل بنت حسن
وأنوي أخذ بعض المقتطفات لنشرها في بعض المنتديات
وأتمنى مناقشة بعض ما كُتِبْ
حيث أننا فعلاً في زمنٍ نعجز به عن ضبط أنفسنا
في تعاملنا مع الآخرين
قد يكون لكثرة ضغوط الحياة
وقد يكون لوجود نوعيه من الناس لم يؤثر فيها العلم
ولم تعمل على تقويم إعوجاجها بالدين وهدي رب العالمين
فبقيت تحت وطأة الجهل تقبع مُخلفة وراءها المزيد من الجراح
في قلوب من حولها.
ولا أخفيكم والله كيف أنني أجد الكثير من أذى الناس
حتى أصبحت أشك في نفسي
بأنني أنا من أحتاج إلى تقويم
فعملي يتطلبُ المخالطة بل هو منفعة للناس في الأصل
ولكن أجد إتجاهي دوماً غرباً والناس شرق
إلاَّ من رحم الله ..
فئة راقية , تعي ما تقول، وتسارع في تقديم الحلول
وتطلب المعقول، وتحارب الفضول، وتتعامل بكل الأصول
فهذه النوعية تدب في نفسي الحياة
وإن أخطأت أيقنت .. أنهم متسامحون
وإن أصبت أدركت .. أنهم مشجعون.
فرحماك ربي
ـ[منار المسلمة]ــــــــ[30 - 09 - 09, 07:15 ص]ـ
موفقة أخيتي أمل
¥