ـ[أم أحمد المكية]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:09 ص]ـ
نساء عابدات:
- جويرية بنت الحارث: أخرج الترمذي عن النبي r : (( أنه مر على جويرية بنت الحارث وهي في مسجدها ثم مر عليها قريباً من نصف النهار فقال: ما زلت على ذلك؟ قالت: نعم قال: ألا أعلمك كلمات تقولينهن: سبحان الله عدد خلقه، سبحان الله رضى نفسه، سبحان الله زنة عرشه سبحان الله مداد كلماته)).
جويرية بنت الحارث بنت زعيم القوم وقائدهم من بني المصطلق، في غزوة بني المصطلق وقعت في الأسر وكانت امرأة بارعة الجمال في العشرين من عمرها، وعندما سمعت كلام رسول الله r أشرق الأمل في قلبها فأتت رسول الله r تستعينه في كتابتها، قالت عائشة: فوالله ما هو إلا أن رأيتها على باب حجرتي فكرهتها وعرفت أنه سيرى منها r ما رأيت، فدخلت عليه قائلة: يا رسول الله أنا جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار سيد قومه، وقد أصابني من البلاء ما لم يخف عليك فوقعت في السهم لثابت بن قيس أو لابن عم له فكاتبته على نفسي فجئتك أستعينك على كتابتي؟ قال: فهل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك؟ قالت: نعم يا رسول الله. قال: قد فعلت. تقول عائشة: وخرج الخبر إلى الناس أن رسول الله r قد تزوج جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار. فقال الناس: أصهار رسول الله r وأرسلوا ما بأيديهم. قالت: فلقد أعتق بتزويجه إياها أهل بيت من بني المصطلق فما أعلم امرأة كانت أعظم منة على قومها منها).
وكانت ر ضي الله عنها طيبة كريمة تحسن إلى المحتاجين وتتصدق على الفقراء.
وقد أنصفت عائشة مع ضرتها حين أثنت عليها خيراً وكذلك أنصفت مع زينب بنت جحش حين قالت عنها: وهي التي كانت تساميني في المنزلة عند رسول الله r ، ولم أر قط خيراً في الدين من زينب وأتقى لله وأصدق حديثاً وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالاً لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله تعالى ما عدا سَوْرة من حدة كانت فيها تسرع منها الفيئة).
- أم الدرداء الصغرى (هجيمة الوصابية) العالمة الفقيهة الدمشقية:
روت علماً جماً عن زوجها أبي الدرداء، وعن عائشة وعرضت القرآن وهي صغيرة، على أبي الدرداء، وطال عمرها، واشتهرت بالعلم والعمل والزهد.
كانت تكثر من الصلاة وتدريس العلم والتفكر في آلاء الله يقول ميمون بن مهران، وما دخلت على أم الدرداء في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية، وكانت مجموعة من النساء يحضرن عندها يقمن لله مصليات حتى إن أقدامها قد انتفخت من طول القيام. وقال يونس بن ميسرة: (كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء فإذا ضعفن عن القيام تعلقن بالحبال [وقد فعلت ذلك إحدى أمهات المؤمنين فنهاها النبي r ، وأمر بحلِّه، وقال: ليصل أحدكم نشاطه فإذا فتر فليقعد] متفق عليه.
- معاذة بنت عبد الله العدوية:
أم الصهباء البصرية العابدة، من ربات الفصاحة والبلاغة والتفقه في الدين، كانت ناسكة عابدة زاهدة، قال الذهبي: السيدة العالمة، وثقها ابن معين فقال: ثقة حجة، وحديثها محتج به في الصحاح.
وكانت تحيي الليل عبادة وتقول: عجبت لعين تنام وقد علمت طول الرقاد في ظلم القبور. وقالت لامرأة أرضعتها لما كبرت: يا بنية كوني من لقاء الله تعالى على حذر ورجاء فإني رأيت الراجي محفوفاً بحسن الزلفى لديه يوم يلقاه، ورأيت الخائف له مؤملاً له زمان يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم بكت.
- زجلة العابدة الزاهدة:
كانت ذا صلاح وعبادة، حدثت عن سالم بن عبد الله وغيره، وكانت تحبس نفسها في العبادة فكلمها نفر من القراء لما رأوها تجهد نفسها بالصلاة فقالوا: ارفقي بنفسك، فقالت: ما لي وللرفق بها، إنما هي أيام مبادرة فمن فاته اليوم شيء لم يدركه غداً والله لأصلين لله ما أفلتتني جوارحي، ولأصومن لله أيام صيامي ولأبكين له ما حمل الدر عيني.
-حفصة بنت سيرين العالمة الزاهدة العابدة:
حفظت القرآن وهي بنت ثنتي عشرة سنة وعاشت سبعين سنة عمرت كلها بالعبادة والقرآن مكتث حفصة ثلاثين سنة لا تخرج من مصلاها إلا لقائلة – راحة وقت القيلولة – أو قضاء حاجة، وقال عنها إياس بن معاوية: ما أدركت أحداً أفضله عليها.
- امرأة رياح بن عمرو القيسي:
ورياح رجل صالح أراد أن يختبر عزيمة امرأته على قيام الليل فتناوم، فقامت هي تصلي وأيقظته فادعى التثاقل وأنه سيقوم، فكررت إيقاظه بعد ما مضى ربع الليل وهكذا إلى أن مضى الليل ولم يقم، فقالت: مضى الليل وعسكر المحسنون وأنت نائم! ليت شعري من غرني بك يا رياح من غرني بك؟!.
هذه المرأة تأسف على زوجها لأنه لا يقوم الليل فعلى ماذا تأسفين أنت؟ ألأنه فقير؟ أم لأنه لا يملك سيارة فارهة؟ أم لأنه ليس من أسرة ثرية؟
- أم المساكين: زينت بنت جحش:
كانت تفخر على أمهات المؤمنين وتقول: (زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه). كان النبي r يقول: ((أسرعكن لحوقاً بي أطولكن يداً)) وإنما عنى طول يدها بالمعروف
أرسل عمر t إلى زينب بعطائها فقالت: غفر الله لعمر غيري كان أقوى على قسم هذا، قالوا: كله لك. قالت: سبحان الله واستترت منه بثوب، وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوباً وأخذت تفرقه في رحمها وأيتامها وأعطتني ما بقي. وفيه أنها أمرت الجارية أن تدخل يده وتقبض منه إلى بني فلان وبني فلان ...
الدنيا ليست هم أم المؤمنين بل جعلت المال وسيلة لنيل أعلى درجات الآخرة وليس المال هدفاً.
تزوجها النبي r وهي بنت خمس وعشرين وكانت صالحة قوامة بارة، ويقال لها أم المساكين.
¥