ويد الله سبحانه مبسوطةٌ للمستغفرين بالليل والنهار، ولكنَّ استغفار الليل يفْضُل استغفار النهار بفضيلة الوقت وبركة السحر؛ ولذلك مدَح الله جل وعلا المستغفرين بالليل فقال سبحانه: (وَالمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ) (آل عمران:17)؛ وذلك لأن الاستغفار بالسحر فيه من المشقة ما يكون سببًا لتعظيم الله له، وفيه من عنت ترك الفراش ولذة النوم والنعاس ما يجعله أولى بالاستجابة والقبول، لاسيما مع مناسبة نزول المولى جل وعلا إلى سماء الدنيا وقربه من المستغفرين .. فلا شكَّ أن لهذا النزول بركةً تفيض على دعوات السائلين وتوبة المستغفرين وابتهالات المبتهلين.
فيا من أسرف على نفسه بالذنوب حتى ضاقت بها نفسه، وشق عليه طلب العفو والغفران لما يراه في نفسه من نفسه من عظيم العيوب وكبائر السيئات .. قم لربك في ركعتين خاشعتين؛ فقد عرض عليك بهما الغفران، قال لك: مَن يستغفرني فأغفرَ له؟! قم واهمس في سجودك بخضوع وخشوع تقول: أستغفرك اللهم وأتوب إليك .. رب اغفر لي وارحمني وأنت خير الراحمين .. لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين .. اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرةً من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
ويا صاحب النعمة أقبل على ربك بالليل وأدِّ حق الشكر له: فإن قيام الليل أنسب أوقات الشكر، وهل الشكر إلا حفظ النعمة وزيادتها؟! تأمل في رسول الله لما قام حتى تفطرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: " أفلا أكون عبدًا شكورًا " (رواه البخاري).
ففي هذا الحديث دلالةٌٌ قويةٌ على أن قيام الليل من أعظم وسائل الشكر على النعم، ومن منَّا لم ينعم الله عليه؟! فنعمه سبحانه تلوح في الآفاق، وتظهر علينا في كل صغيرة وكبيرة .. في رزقنا وعافيتنا وأولادنا وحياتنا بكل مفرداتها، وما خفي علينا أكثر وأكثر؛ فإن أحق الناس بالزيادة في النعمة هم أهل الشكر، وأنسب أوقات الشكر حينما يقترب المنعم وينزل إلى السماء الدنيا؛ ولذلك كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يعلِّل قيامه ويقول: " أفلا أكون عبدًا شكورًا " أي: أفلا أشكر الله عز وجل؟!
فقم أخي ليلك بنية ذكر الله ونية الاستغفار، ونية الشكر تبسط لك النعم، ويبارك لك في مالك وعافيتك وأهلك وولدك وبيتك وشأنك كله.
الذين وفقهم الله لأداء هذه الفضيلة العظيمة نسأل الله أن يثبتهم عليها ويزيدهم فيها وأما من لم يوفقوا لذلك حتىالآن وأنا واحد منهم نرجو أن تكون نهاية قرآة هذا الموضوع هي البداية لنا لهذه الفضيلة العظيمة فلنبدأ من اليوم حتى ولو بركعتين كبداية وأول الغيث قطرة كم تستغرق من وقت خمس دقائق عشر دقائق، هل هي كثيرة لا والله فإننا نمكث الدقائق بل والساعات فيما هو أقل أهمية ومنفعة وفائدة من ذلك نرجو من الله التوفيق والسداد والإعانة على فعل الخيرات.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[20 - 03 - 09, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيرا على تلك المواضيع الهامة
والمحفزة للهمم ..
نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القيام .. ومحبين الطاعات
وممن يوفقهم الله لذلك
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[20 - 03 - 09, 06:04 م]ـ
وجزاكِ مثله http://www.zoo4arab.net/avb/images/smilies/16_4_10.gif
ليتكن تشاركنني وتبحثن معي، فكلما بحثتن وقرأتن تستفدن.
وهذا نقل هام من صيد الفوائد ( http://www.saaid.net/rasael/67.htm)( أسأل الله أن ينفنا به)
قيام الليل
الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ... أما بعد:
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.
قيام الليل في القرآن
قال تعالى: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
¥