ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[15 - 04 - 09, 09:28 م]ـ
[وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا]
العبد المؤمن لابد أن يكون على يقين
بأن الله تعالى هو الوهاب
فلا يرفع حوائجه إلا إليه
ولا يتوكل على أحد إلا عليه
{أَمْ عِندَهُمْ خَزَائِنُ رَحْمَةِ رَبِّكَ الْعَزِيزِ الْوَهَّابِ} (ص:9)
والهبات من الله تدر منه سبحانه على عباده
في دنياهم وأخراهم بلا انقطاع ولا نفاد،
لذلك فالعبد لا بد أن يسأل الله أن يهبه خيري الدنيا والآخرة.
والهبة: الإعطاء تفضلا وابتداء من غير استحقاق.
فالله سبحانه يهب ما يشاء لمن يشاء.
وليجعل إيمانه بأن الرب هو الأكرم والأرحم يطغى على هذا الشعور، فالله سبحانه هو الوهاب،
فقل يا عبد يا رب هب لنا
فأنت تدعو من خزائنه لا تفنى
وإن حثته نفسه على طلب الأسباب، فاليذكر مسبب الأسباب،
فلا يعصي الله بارتكاب محرم، ولا يهين نفسه، فالوهاب هو الله تعالى.
وإن كانت معجزات الأنبياء لا تعود.
فكرامات الأولياء ما زلنا نسمع عنها.
وما شيء على الله ببعيد أو عزيز،
وكل ما في الكون يشهد على ذلك
وأما من ظن بأن الغاية تبرر الوسيلة، فظلم المؤمن إخوته في الدين، ولم يعف عن أعراض الناس، ومن ثم تزوج عن هذا الطريق، أو خطب على خطبة أخيه، أو خبب زوجة على زوجها، أو سرق ليتزوج أو يصرف على أولاده، فلا يظن وإن ظفر بما يريد أن الله غافل، والحياة تشهد على عاقبة هؤلاء في الدنيا قبل الآخرة، والتي تظن أنها ستحصل على زوج بمعصية الله وذرية، فلتبشر أيضا بما لا يسرها، فكم من أخت ظلمت أختها لتحصل على رزقها، لكن ظهر بعد ذلك ما لم يكن في الحسبان، فسبحان الديان، فأنت يا مؤمن عندما تسأل الوهاب وتمشي على الصراط المستقيم يعطيك نعم العطاء فهو الذي خلق الموهوب ويعلم السر وأخفى وما هو أصلح لك، فلا تحزن على رزق لم يكتب لك، فكم حمد الله أهل الإيمان والعقل بعدما ظهرت لهم حقائق الأمور متى ما أراد المولى ذلك.
ولله الأمر من قبل ومن بعد.
ومن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط.
والحمد لله تعالى. والصلاة والسلام على نبينا محمد.
ـــــــــــــــــ،،ـــــــــــــــــــ
[ينظر تفسير ابن كثير، أسماء الله الحسنى، لشمس الدين الدمشقي، الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى، للقرطبي،اشتقاق أسماء الله للزجاجي.]
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:14 ص]ـ
قال تعالى:
{وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63)
وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65)
إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66)
وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67)
وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68)
يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69)
إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70)
وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71)
وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72)
وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73)
وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74)
أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75)
خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76)}
[الآيات من سورة الفرقان]
قال الطبري:
يقول تعالى ذكره: هؤلاء الذين وصفت صفتهم من عبادي، وذلك من ابتداء قوله: (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا) ... إلى قوله: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا) ... الآية (يُجْزَوْنَ) يقول: يُثابون على أفعالهم هذه التي فعلوها في الدنيا (الْغُرْفَةَ) وهي منزلة من منازل الجنة رفيعة (بِمَا صَبَرُوا) يقول: بصبرهم على هذه الأفعال، ومقاساة شدتها. وقوله: (وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا) ... ، بمعنى: وتتلقاهم الملائكة فيها بالتحية.
فلا تنسي أختي المؤمنة يا من تقولين من قلبك:
{رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا}
أن تتحلي بالصفات المذكورة في الآيات الكريمة، وهي كما ذكر ابن كثير:
أ - التحلي
ب - والتخلي
وهي إحدى عشرة:
1 - التواضع
2 - والحلم
3 - والتهجد
4 - والخوف
5 - وترك الاسراف والاقتار
6 - والنزاهة عن الشرك والزنى والقتل
7 - والتوبة
8 - وتجنب الكذب
9 - والعفو عن المسئ
10 - وقبول المواعظ
11 - والابتهال إلى الله." أهـ
* وليكن لسان حالك أختي المؤمنة يا أغلى جوهرة:
ولا أمدن عيني لرزق
يا ربي رزقته غيري
أنفس نازلة وأنفس ترقى
دنيا فانية لأجلها ما ابيع ديني
****
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
¥