تموت النفوس بأوصابها ... ولم يدرِ عوادها ما بها
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كلاً منا يمر بهذه الحياة ما يزعجه وينغص عيشه .. ولاتخلو نفس بشرية من منغصات الحياة التى أوجدها الله لحكمة .. حتى يختبر هذا الإنسان ويرى مدى صبره وقوة إيمانه وكلما زاد صبره زاد بلاؤه وعظم امره .. وكلما عظم امره ... قرب ... فرجه.
- - -
اليس الله يقول في كتابه العزيز
{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}
أخبر تعالى أن مع العسر يوجد اليسر، ثم أكد هذا الخبر، بقوله {إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً}، قال الحسن: كانوا يقولون: لا يغلب عسر واحد يسرين اثنين
وعن قتادة ذكر لنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشّر أصحابه بهذه الآية فقال: «لن يغلب عسر يُسْرَيْن»
ومعنى هذا أن العسر معرف في الحالين، فهو مفرد، واليسر منكر، فتعدّد، ولهذا قال: «لن يغلب عسر يسرين» يعني قوله: {فَإِنَّ مَعَ العسر يُسْراً * إِنَّ مَعَ العسر يُسْراً} فالعسر الاول عين الثاني
- - -
ومما يروى عن الشافعي أنه قال:
صبراً جميلاً ما أقرب الفرجا ... من راقب الله في الامور نجا
من صدّق الله لم ينله أذى ... ومن رجاه يكون حيث رجا
- - -
إذاً عليك أيها الإنسان بالصبر مهما حصل لك في هذه الدنيا .. ولاتجزع ولاتشتكي الا لله
كما قال يعقوب عليه السلام
{إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ}
فالبشر أما شامت أو حاسد أو مشفق ..
أرفع يديك الى من لايصدك ولايردك ولايقلل من شأنك ولايحتقرك ولايمتن عليك
ارفعها الى من يجيب دعوة المضطر والمكروب
اقرع أبواب السماء في أي وقت وأي ساعة الزم بابه وانتظر لطفه وكرمه الح في طلبه وأحسن ظنك فيه وأنقطع اليه وأبشر بفتحه وجوابه ونصره
- - -
دخلوا على شيخ الإسلام وهو مريض فقالوا: ماذا تشتكي؟ قال: لا أخبر أحداً، ثم ردد قائلاً:
تموت النفوس بأوصابها ... ولم يدرِ عوادها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي ... أذاها إلى غير أحبابها
- - -
أن المصائب التي تصيب الإنسان، وإن كانت في الظاهر شرًّا له إلا أنها في الحقيقة تحمل معها خيرًا للمؤمن إذا صبر واحتسب، ولم يجزع ويسخط
فعن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ مُصِيبَةٍ يُصَابُ بِهَا الْمُسْلِمُ إِلَّا كُفِّرَ بِهَا عَنْهُ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا". أخرجه البخاري ومسلم
واسمعوا هذه البشرى العظيمة من النبي صلى الله عليه وسلم، والتي يزفها لنا الصحابيان الجليلان أبو هريرة وأبو سعيد الخدري، رضي الله عنهما؛ إذ يرويان لنا حديثًا هو سلوى لكل مسلم؛ إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ ". أخرجه البخاري
- - -
مقتبس من الشيخ عائض القرني
فاأبشر يا أيها الإنسان بعد الجوع شبع وبعد الظَّمأ ري،وبعد السهرِ نوم، وبعد المرض عافية
وبعد الكرب فرج وبعد الشقاء سعادة وبعد الظلم نصر وبعد الخوف أمن وبعد الدموع فرح ..
- - -
طويلبة علم
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:39 ص]ـ
أختي الغالية:
كلمات مشرقة، بنور الهدى ..
جزاك الله خيرا، ونفع بك ..
وبالمناسبة: هذا رابط له صلة بالموضوع؛ ابتغاء للأجر ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170687
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[26 - 04 - 09, 05:54 ص]ـ
ما أروع ماتخطه مشرفتنا ..
جزاك الله خيرا
ونفعنا الله بك
ـ[أم عبدالله الجزائرية]ــــــــ[26 - 04 - 09, 07:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أختي طويلبة علم فما أحوجنا إلى هذا الكلام،
وتذكرت بمناسبة هذا الحديث كلام الإمام أحمد عندما مرض، فقد كان يحكي مابه ولكن ليس على سبيل الشكوى.
فقد يحكي الناس حالهم للنصيحة، وللعظة والعبرة، وللاعتذار.
وكل على حسب نيته.
والله أعلم
ـ[أم عبد الباري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:08 م]ـ
أرفع يديك الى من لايصدك ولايردك ولايقلل من شأنك ولايحتقرك ولايمتن عليك
ارفعها الى من يجيب دعوة المضطر والمكروب
اقرع أبواب السماء في أي وقت وأي ساعة الزم بابه وانتظر لطفه وكرمه الح في طلبه وأحسن ظنك فيه وأنقطع اليه وأبشر بفتحه وجوابه ونصره
تذكرة ما أحوجنا إليها في كل وقت وحين
جزاكِ الله الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[27 - 04 - 09, 02:35 ص]ـ
أختي الغالية:
كلمات مشرقة، بنور الهدى ..
جزاك الله خيرا، ونفع بك ..
وبالمناسبة: هذا رابط له صلة بالموضوع؛ ابتغاء للأجر ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=170687
وجزاكِ الله بالمثل
وعلى هذا الرابط المفيد لاحرمكِ الله أجر ما تخطه يداكِ
¥