تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الجمع بين ترك طلب الدعاء من الغير، وطلب عمر من أويس أن يدعو له ..]

ـ[الجُمَّان]ــــــــ[27 - 06 - 09, 07:03 م]ـ

السؤال:

فضيلة الشيخ! هل في طلب الإنسان من غيره ممن يرى على ظاهره الصلاح أن يدعو له بظهر الغيب، هل في ذلك ضعف في توكل ذلك الشخص الطالب للدعاء؟ وإن كان كذلك فما توجيهكم في طلب عمر من أويس القرني الدعاء له مع أن عمر أفضل من أويس؟

الجواب:

طلب الإنسان من غيره أن يدعو له لو لم يكن فيه إلا أنه سأل الناس، وقد كان من مبايعات الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ألا يسألوا الناس شيئًا.

و (شيئًا) نكرة في سياق النفي تعم كل شيء، هذه هي القاعدة الأصولية؛ حتى كان عصا أحدهم يسقط منه وهو على راحلته فينزل ويأخذه لا يقول لأحد: ناولني العصا؛ لأنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا الناس شيئًا، لو لم يكن فيه إلا هذا لكفى، لكن ربما يكون في قلب الإنسان احتقارٌ لنفسه وسوء ظنٍ فيسأل غيره؛ فيقال: يا أخي! أحسن الظن بالله عز وجل.

وأنت إذا كنت لست أهلاً لقبول الدعاء؛ فإن دعاء غيرك لا ينفعك؛ فعليك أن تحسن الظن بالله، ولا تجعل واسطة بينك وبين الله يدعو لك؛ ادع ربك أنت؛ فالله عز وجل يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف:55] فنفس دعائك لله عبادة، فكيف تفوت على نفسك هذه العبادة العظيمة؟! وكذلك فإن بعض الناس إذا طلب من شخص يظهر فيه الصلاح أن يدعو له فإنه ربما يعتمد على دعائه هذا ولا يدعو لنفسه أبدًا، ثم إن فيه -أيضًا- مسألة ثالثة: وهي أنه ربما يحصل للذي طلب منه الدعاء غرور بنفسه، وأنه أهل لأن يطلب منه الدعاء.

لكن شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- قال: إذا طلبت من أخيك الدعاء -تريد بذلك نفعه بإحسانه إليك، أو نفعه إذا دعا لك بظهر الغيب- إن الملك يقول: آمين، ولك بمثله.

فهذا لا بأس به، أما إذا أردت مجرد انتفاعك أنت فقط؛ فهذا من المسألة المذمومة.

أما ما ذكرت من طلب عمر رضي الله عنه من أويس أن يدعو له رضي الله عنه فهذا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم وهو خاص بالرجل؛ ولهذا لم يطلب من عمر أو غيره أن يقول لـ أبي بكر رضي الله عنه: ادع الله لنا، وأبو بكر أفضل من عمر، وأفضل من أويس، وأفضل من بقية الصحابة؛ لكن هذا خاص بهذا الرجل الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم ممن أدركه أن يقول له: ادع الله لي، والمسائل الخاصة

لا تتعدى محلها.

لقاء الباب المفتوح

الشيخ: محمد بن صالح العثيمين -رحمه الله-

=========

منقول

ـ[طالبة لواء العلم]ــــــــ[30 - 06 - 09, 03:05 م]ـ

جزاك الله خيرا على الإفادة القيمة ..

وأحسن إليك ..

ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[27 - 07 - 09, 05:50 م]ـ

جزاكِ الله خيرًا ونفع بكِ.

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:42 م]ـ

جزاكِ الله خيراً أختي الكريمة

وجزى الله الشيخ ابن عثيمين عنا خير الجزاء وأسكنه الفردوس الأعلى

طلب الدعاء كما قال الشيخ لابأس به ولكن الأفضل أن يدعوا الأنسان لنفسه

السؤال: هل يجوز أن أطلب من رجل أظن فيه الصلاح والتقوى أن يدعو لي؟

الجواب:

الحمد لله

طلب

الدعاء من الغير وإن كان جائزا، إلا أن الأفضل أن يدعو الإنسان لنفسه، ولا

يطلب من أحد أن يدعو له، كما أن طلب الرقية جائز، وليس حراما، إلا أن الأفضل

للمؤمن أن لا يطلب من أحد أن يرقيه، ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن

السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أنهم لا يسترقون. رواه

البخاري (6472)، ومسلم (218).

وإذا طلب المسلم من أخيه أن يدعو له وكان قصده نفع المطلوب منه ذلك، لأنه سيقوم

بهذه العبادة وهي (الدعاء) ويحسن إلى أخيه، وقد يدعو له بظهر الغيب، فيكون له مثل

ما دعا به، فإن ذلك لا بأس به. قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" فالدعاء للغير ينتفع به الداعي والمدعو له ...

فمن قال لغيره: ادع لي، وقصد انتفاعهما جميعا بذلك كان هو وأخوه متعاونين على

البر والتقوى، فهو نبه المسؤول وأشار عليه بما ينفعهما , والمسئول فعل ما ينفعهما

، بمنزلة من يأمر غيره ببر وتقوى ; فيثاب المأمور على فعله، والآمر أيضا يثاب مثل

ثوابه ; لكونه دعا إليه ...

وإن كان قصده مصلحة المأمور، أو مصلحته ومصلحة المأمور، فهذا يثاب على ذلك، وإن

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير