كان قصده حصول مطلوبه من غير قصد منه لانتفاع المأمور، فهذا من نفسه أتُي، ومثل
هذا السؤال لا يأمر الله به قط، بل قد نهى عنه، إذ هذا سؤال محض للمخلوق من غير
قصده لنفعه ولا لمصلحته، والله يأمرنا أن نعبده ونرغب إليه، ويأمرنا أن نحسن إلى
عباده، وهذا لم يقصد لا هذا، ولا هذا، فلم يقصد الرغبة إلى الله ودعائه، ولا
قصد الإحسان إلى المخلوق، وإن كان العبد قد لا يأثم بمثل هذا السؤال، لكن فرق بين
ما يؤمر به العبد، وما يؤذن له فيه، ألا ترى أنه قال في حديث السبعين ألفا الذين
يدخلون الجنة بغير حساب: (إنهم لا يسترقون). وإن كان الاسترقاء جائزا " انتهى
باختصار من "مجموع الفتاوى" (133/ 1، 134).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما الحكم إذا رأينا شخصا نتوخى فيه الصلاح
وطلبنا منه أن يدعو لنا؟
فأجاب:
" طلب الدعاء من شخص ترجى إجابة دعائه: إن كان لعموم المسلمين - فلا بأس به؛ مثل أن
يقول شخص لآخر: ادع الله أن يعز المسلمين، وأن يصلح ذات بينهم، وادع الله أن يصلح
ولاتهم وما أشبه ذلك. أما إذا كان خاصاً بالشخص السائل الطالب من أخيه أن يدعو له -
فهذا قد يكون من المسألة المذمومة؛ إلا إذا قصد الإنسان بذلك نفع أخيه الداعي له؛
وذلك لأن أخاه إذا دعا له بظهر الغيب قال الملك: آمين ولك بمثله.
وكذلك إذا دعا له أخوه فإنه قد أتى إحساناً إليه؛ والإحسان يثاب عليه، فينبغي عليه
أن يلاحظ مَنْ طلب منِ أخيه أن يدعو له فائدة الأخ الداعي.
على أن طلب الدعاء من الغير قد يترتب عليه مفسدة: وهي أن هذا الغير يعجب بنفسه ويرى
أنه أهل لإجابة الدعاء، وفيه أيضاً: أن هذا الطالب من الغير أن يدعو له قد يعتمد
على دعاء المطلوب فلا يلح هو على ربه بالدعاء؛ بل يعتمد على دعاء غيره، وكلا
المفسدتين شر.
والذي أنصح به إخواني: أن يكونوا هم الذين يدعون الله عز وجل؛ لأن الدعاء عبادة
والدعاء مصلح للقلب؛ لما فيه من الالتجاء إلى الله والافتقار إليه وشعور المرء بأن
الله تعالى قادر على أن يمده بفضله " انتهى.
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
"فتاوى علماء البلد الحرام" (1060).
والله أعلم
أنتهى كلام الشيخ
- - - - -
اما بالنسبة لطلب عمر الدعاء من أويس القرني فهذا خاص بهذا الرجل حيث جاء في صحيح مسلم
حدثنى زهير بن حرب حدثنا هاشم بن القاسم حدثنا سليمان بن المغيرة حدثنى سعيد الجريرى عن أبى نضرة عن أسير بن جابر أن أهل الكوفة وفدوا إلى عمر وفيهم رجل ممن كان يسخر بأويس فقال عمر هل ها هنا أحد من القرنيين فجاء ذلك الرجل فقال عمر إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد قال «إن رجلا يأتيكم من اليمن يقال له أويس لا يدع باليمن غير أم له قد كان به بياض فدعا الله فأذهبه عنه إلا موضع الدينار أو الدرهم فمن لقيه منكم فليستغفر لكم».
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[28 - 07 - 09, 08:53 م]ـ
إذا نفهم مما سبق:
* أن الأفضل هو دعاء الله تعالى دون أن نجعل ذلك بوساطة غيرنا.
كأن نقول لشخص: دعواتك لي.
هذا من كلام شيخ الإسلام رحمه الله.
وكذا أن نقول: ادعوا الله لنا بكذا وكذا فهذا مذموم.
هذا من فتوى الصالح العثيمين رحمه الله.
والله تعالى أعلم وأحكم.
جزاكما الله خيرا لنقلكما: " الجمان، طويلبة علم " ..
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[29 - 07 - 09, 10:22 م]ـ
أختي الجمان ما نقلته عن الشيخ رحمه الله صحيح وهو في لقاء الباب المفتوح الشريط 46
في الدقيقة 30الى الدقيقة 33 تقريباً والملف في المرفقات
ـ[الجُمَّان]ــــــــ[30 - 07 - 09, 02:14 ص]ـ
جزى الله الجميع خير الجزاء، وأخص أختي طويلبة علم ..
ـ[الروميصاء السلفية]ــــــــ[30 - 07 - 09, 03:22 ص]ـ
جزاكن الله خيرا وبوركت جهودكن .......
انظرن هذا الرابط للفائدة ...........
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1087999
وهذا الرابط:
http://www.islamqa.com/ar/ref/118450/
وهذا الرابط:
( http://www.islam-qa.com/ar/ref/1945)http://www.islam-qa.com/ar/ref/1945
حكم طلب الدعاء من الآخرين
السؤال:
¥