رسالةٌ تخترقُ الحجب، وتسابقُ السحب، ابعثُها لأخيتي المهمومة الكسيرة! ..
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[02 - 08 - 09, 12:17 ص]ـ
{بسم الله الرحمن الرحيم}
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الخلق محمد بن عبد الله،
وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين
وبعد:
تأنَّي// أخيَّتي فِيْ الله .....
قفي وانظري ....
تأملي في حالك وما أنتِ عليه!!!
يا ترى ما هو حالكِ مع خالقِك في شتى أمورِك؟؟
أأديتِ الله حقه وتوكلتِ عليه حق التوكل؟؟
أحفظتِ نفسكِ عن مواطنِ الريبة وجنبتِها الفتنَ والمزالق؟
هل رعيتِ نفسكِ حقَّ رعايتها، وروضتِها على البرِّ والإحسان، وحسن المحاسبة؟
يا ترى ...
من أيِّ القلوب قلبك؟؟
*****
1. أهو قلبٌ خالٍ من الإيمان وجميع الخير؟
*****
2.أم هو قلبٌ استنار بنور الإيمان وأوقد فيه مصباحه، لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية؟
******
3.أم هو قلبٌ محشو بالإيمان، قد استنار بنور الإيمان وانقشعت عنه حجب الشهوات وأقلعت عنه تلك الظلمات؟
؟؟
v إن كنت صاحبة النوع الأول:
فهذا القلب مظلم، قد استراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه؛ لأنه قد اتخذه بيتا مطمئنا، يتحكم فيه بما يريد، وتمكن منه غاية التمكن.
*****
v أما إن كنتِ ممن يمتلكُالقلب الثاني:
فللشيطان هناك إقبال وإدبار ومجالات ومطامع، فالحربُ سجال.
******
v وأما القلبُ الثالث:
فلنوره في الصدر إشراق، ولذلك الإشراق إيقاد، لو دنا منه الوسواس احترق، فهو كالسماء التي حرست بالنجوم، فلو دنا منها الشيطان رجم فاحترق، وليست السماء بأعظم حرمه من المؤمن، وحراسة الله تعالى له أتم من حراسة السماء، والسماء متعبد الملائكة، ومستقر الوحي، وفيها أنوار الطاعات، وقلب المؤمن مستقر التوحيد، والحبة والمعرفة والإيمان، فهو حقيق أن يحرس ويحفظ من كيد العدو، فلا ينال منه شيئا إلا خطفه.
(1) الوابل الصيب ورافع الكلم الطيب لشمس الدين ابن قيم الجوزية/ص (62) بتصرف يسير.
******
فانظري أختااه إلى عناية الله بك!! ..
وانظري .....
من أيِّ القلوب قلبك وتأملي جيدا!!
كوني على يقين أن ما في قلبكِ من الهم والكدر ما هو إلا نتاج غفلةٍ،
وبعدٍ عن خالقكِ جل وعلا، واستسلام لضعف النفس وهواها ..
فانظري.
هل أنتِ ممن يركض خلف الماديات، ولا يلتفت إلى ما يخاطب روحه وعقله؟؟
//**//**//**//
وهل تجد في قلبك ران؛ أضعف بصيرتك وأضعف معرفتك للهدى والاستقامة الحقيقة؟
أحلامُ نومٍ ونسيان نفسك وإهمالها إن اللبيب بمثلها لا يُخدعُ
//**//**//**//
فإياكِ إياكِ أخيتي ونسيان نفسك وإهمالها،
وإضاعة حظِّك ونصيبك من الله، وبيعك ذلك بالغبن والهوان، وأبخس الثمن.
******
فلا تضيِّعي من لا غنى عنه، ولا عوض لكِ منه.
ولا تستبدلي به من عنه كل غنى أو منه كل العوض.
من كلِّ شيءٍ إذا ضيعته عِوَضُ وما من الله إن ضيَّعته عوضُ
(2):الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي للإمام ابن قيم الجوزية ص (79).
//**//**//**//
فلا تستغربي أختي بعدها!!
ولا تسألي نفسك:
لما أعيشُ هذا الهم!!
لم هذا الكدر يملئُ دنياي!!
لم!!!
لم!! ولم!!
ولم!!
........
* الإجابة تكمن في أنك:
أبعدتِ قلبَكِ عن ذكر الله،
ولم تحفظ نفسك، ولمْ ترعها حقَّ الرِّعاية.
فغدوتِ تعيشين في تعبٍ وضيقٍ، وبتِّ تطلبينَ النجدّةَ والإعانة ..
إذاً ...
وبعد أن علمتِ السبب الرئيس
وراء ما تجدينه! .....
::
هاكِ العلاج الشافي -بإذن الله تعالى-
أولا: اهرعِي إلى الله- عز وجل- وجاهدي نفسك،
واصبري كل الصبر لتنكسي رأس الشيطان حتى لا يثنيكش عن دربك السوي،
ولا يكن له سلطانٌ عليكِ أبدا.
*عودي إلى خالقك وابدأ حياة جديدة هادفة* ,
واندمي على ما مضى وبإذن الله سيقبل ربكِ توبتك:
قال تعالى: ((قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً)).
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لولا أنكم تُذنبون , لخلق الله خلقاً يذنبون , فيستغفر لهم)) -رواه مسلم-.
وأبشري أبشري أيتها المبتلاةُ الصابرة! ......
¥