بحديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الذي رواه أحمد والترمذي، وهو حديثٌ حسن صحيح من حديث مصعب بن سعد عن أبيه قال: سألت النبي وقلت: يا رسول الله، أي الناس أشد بلاء؟ قال: " الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان دينه صلبا اشتد بلاؤه وإن كان دينه رقه ابتلاه على حسب دينه فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليهِ خطيئة ".
(2) أخرجه الترمذي رقم (2400) في الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء وقال الترمذي حديث حسن صحيح وهو ما قال ورواه أيضا أحمد الدارمي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وغيرهم، وهو في صحيح الجامع رقم (992) والصحيحة (143).
اصبري ..
صبرا جميلا!!
فالصبر الجميل هو الذي يبتغي به العبد وجه الله الجليل.
لا من أجل أن يقول الناس: "جزعت"!
ولا أملا في أن يقول الناس: "صبرت"!
وإنما تصبري تبتغي بصبرك وجه الله جل وعلا ..
//**//**//**//
ثانيا: الثقة بنصر الله تعالى، والإيمان بقضائه والاستعانة به عند الألم، والترفع عن الشكوى.
فلا تستنجدي بإنسان، ولا تطلبِ العون والمساعدة من أحد.
فأنتِ حُرّةٌ بإسلامِكِ وإيمانك.
تدعين خالقك وتشكينه كما دعا أيوب ربه
قال تعالى: "وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"
(84) الأنبياء.
فقدَ المالَ كلَّه!!
مات جميع أبنائه جملة واحدة!!!!
ابتلاه الله في جسده.
أقعده في الأرض وأصيب بمرضٍ ألزمه الفراش.
فصبر وامتلأ قلبه بالحب والرضا عن الله!!!
أما لسانه فلم يفتر عن ذكر الله جل وعلا.
وهذه والله ..
{هي الحياة}.
ففي الصحيحين عن أبي موسى أن النبي قال:
" مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت"
(4) رواه البخاري 11/ 175 /176 في الدعوات، باب فضل ذكر الله عز وجل، ومسلم رقم (779) في صلاة المسافرين باب استحباب صلاة النافلة في بيته.
:::
::
فالذاكر لله حيُّ وإن ماتت منه الأعضاء.
والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء!
(6) من خطب الشيخ محمد حسان-حفظه الله- المجلد (4 - 6) ص (128).
فيا أيها المبتلى:
كن عن همومك معرضا ودعِ الأمور إلى القضا.
وانعم بطولِ سلامةٍ تغنيك عما قد مضى
فلربما اتسع المضيق وربما ضاق الفضا.
الله يفعل ما يشاء فلاتكن معترضا.
واعلمي أنكِ لستِ الوحيدةَ في البلاءِ ,
فما سَلِمَ من الهمِّ أحدٌ
وما نجا من الشدةِ بَشَرٌ.
تيقَّني أن الدنيا دارُ محنٍ وبلاءٍ ومنغِّصاتٍ وكدرٍ ..
فاقبليها على حالِها واستعيني باللهِ
وادعي الله: أن يمن عليكِ بنعمة الصبر والرِّضا.
ثالثا: أعيني نفسكِ على نفسك، واكسري حاجز اليأس، واجعلي رأسكِ عاليا شامخا وكوني راضيةً بما آتاك الله وأعطاكِ.
رابعا: تذكري أعظم نعم الله عليكِ وهي:
نعمة الإسلام،
فكفاكِ بها نعمة، فو الله إنها نعمة لا يعرفُ قدرها إلا من فقدها، ومنّ الله عليهِ بها بعد طولِ همٍ وحزن.
وادعِ الله وألحِّ عليه فإنَّ الإلحاح أفضل الدعاء:
عن الأوزاعي قال: أفضل الدعاء الإلحاح على الله عز وجل والتضرع إليه - شعب الإيمان (2/ 38).
أختي .....
بتوحيدكِ أعلني هويتك ..
وأعلني السنة ..
تمسكي بهذا الدين فأنتِ لكِ وظيفة.
...... وأنتِ لكِ غاية ...
. لا تعيشِ كهؤلاء اللذين قال الله في حقهم:
" أولئك كالأنعام بل هم أضل. أولئك هم الغافلون" الأعراف: 179
بل اتبعي قول الله جل وعلا:
"ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنون "
فرددّي مراراً وتكرارا:
ومما زادني فخرا وتيها ... وكدتُ بأخمُصي أطأُ الثُريَّا
دخولي تحت قولك يا عبادي ... وأن أرسلت أحمد لي نبيا.
اعتزي بنفسك،
وأقبلي على خالقك،
واشكريهِ شكرا كثيرا على أن جعلكِ مسلمةً تعبدينهُ حقَّ العبادة.
وتهتدين بسنة نبيهِ في حياتِك،
وشتى توجهاتِك وتطلعاتِك ..
أيتُها المسلمةُ الموَحِّدة ..
فوالله ماعرف الله وما وحَّده
غيركِ ...
ممن هو على النهج السوي، والطريق القويم الذي قامت عليه شريعةٌ راسخة
وعقيدتك التي قام عليها بناءٌ شامخ
(بناءُ الإسلام الذي يدعو إلى الوحدانية الحقّة). ......
وأخيرا: لتملكِ السعادة والسرور دوما:
كوني راقيةً بإسلامك ..
وذاك بأن تؤدي لكلٍ حقه: (مولاك جل وعلا، نبيك محمد، أهلك وأقربائك، ومن هم حولك، وأخيرا أدِّ لنفسك حقها) ...
//**//**//**//
ولا يضيرُك بعدها ما ترين وما تسمع .. !
ولا تستهويكِ أو تجتذبكِ المظاهر الخداعة من دعاة الحداثة الكاذبة المزعومة،
وليكن ردُّك كما قال الشاعر:
قالوا لنا الغربُ قلتُ: صناعةٌ!! ... وسياحة ومظاهرٌ تغرينا!.
لكنه خاوٍ من الإيمان ... لا يرعى ضعيفا أو يسر حزينا.
الغربُ مقبرةُ المبادئ ... لم يزل يرمي بسهم المغريات الدينا.
الغرب مقبرة العدالة ... كلما رفعت يد أبدى لها السكينا.
ومن الآن اشمخي بأنفِكِ عالياً،
وإياكِ أن تقولي:
" النجدة ساعدوني" (!!).
بل قولي:
"الله خالقي سيكفيني".
وهنا همسةٌ في أذن كلِّ مبتلىً أو مهموم:
أيها المصاب الكسير ..
أيها المهموم الحزين .. أيها المبتلى.
//**//**//**//
أبشر وأبشر ثم أبشر ..
فإن الله قريبٌ منك ..
يعلم مصابك وبلواك ..
ويسمع دعائك ونجواك ..
فأرسل له الشكوى ..
وابعث إليه الدعوى.
ثم زيِّنها بمداد الدمع ..
وأبرِقها عبر بريد الانكسار ..
وانتظر الفَرَج .. فإنَّ رحمة الله قريبٌ من المضطرِّين ..
وفَرَجه ليس ببعيدٍ عن الصادقين.
//**//**//**//
كتبتها: طويلبة علمٍ حنبلية.
صبيحة يومِ الإثنين، 6/ 7/2009 افرنجي ...
والسلام ...
{أعتذر لكثرة الأخطاء فقد كتبتها على عجالة}.
::
::
:
¥