لعمري إنَّ في كلامكَ لي عظاتٌ:
يقول شيخنا الصالح العثيمين -رحمه الله تعالى- وأسكنه فسيح جنانه:
واما اختلاط النساء بالرجال ومزاحمتهن لهم فهذا موجود في كثيرٍ من محلات البيع والشراء وهو خلافُ الشرع فلقد خرج النبي صلى الله عليه وسلم من المسجد وقد اختلط النساء مع الرجال في الطريق فقال صلى الله عليه وسلم للنساء
(استاخرن فإنه ليس لكن إن تحضن الطريق عليكن بحازاة الطريق فكانت المرأة تلصق بالجدار حتى أن ثوبها ليعلق به)
ولقد رغّبَ النبي صلى الله عليه وسلم أمته في الابتعاد عن اختلاط النساء بالرجال حتى في أماكن العبادة فقال صلى الله عليه وسلم (خيرُ صفوف النساء) يعنى اللاتي يصلين مع الرجال (خيرُ صفوف النساء آخرها وشرُها أولها) وانما كان آخر صفوفهن خيراً لبعده عن الرجال ومخالطتهم ورؤيتهم لهن،
أيها المسلمون: ألم يكن في هذا أوضح دليلٌ على محبة الشرع لبعدِ المرأة عن الرجال واختلاطها بهم، واما مشكلة التسكع في الأسواق والتمشي فيها فما اكثر من يفعله من النساء تَخرجُ المرأة من بيتها لغيرِ حاجة أو لحاجةٍ يسيره يمكن أن يأتى بها أحد من في البيت من الرجال ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خيرٌ لهن) فبيتُ المرأة خيرٌ لها من المسجد فكيفَ بغيره؟
وان هذا الحديث الصحيح في النهى عن منع النساء من المساجد ليدل على
انه يجوز للرجل أن يمنع امرأته من الخروج للسوق ما عدا المسجد ولا إثمَ عليه في ذلك ولا حرج
أما منعها من التبرج والتعطر عند الخروج فإنه واجبٌ عليه ومسئولٌ عنه يوم القيامة
وان من المؤسف أن ترى الإنسان في دكانه ينتظر أن يربح درهماً من هذه الدنيا ولكنَّ بناته وإخواته وزوجاته ومن له عليهن ولاية يخرجن إلى السوق على الوجه الممنوعِ من التبرجِ والتعطر وهو لا يبالي بذلك وكانَ شيئاً لم يكن وما علم هذا الرجل الغبي أنه سيسأل عن ذلكَ يوم القيامة (يوم يفر المرء من أخيه * وأمه وأبيه * وصاحبتهِ وبينه).
أقول:
والله لولا الحاجة ما أدخلتُ قدميَّ سوقا، لكن لعل الواحدة منا تكون في أشد الحاجة لشراء بعض الحاجات واللوازم؛ فتذهب مع محرمٍ لها محتشمة بجلبابها وخمارها، مع ابتعادها قدر المستطاع عن مواطن الفتنة وأماكن الاختلاط والازدحام، .. وقد لا يتكرر هذا كثيرا.
فاللهم ألهمنا الرشد وارزقنا السداد والتوفيق.