تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

ـ[الجُمَّان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 08:51 م]ـ

أما الكسل فهو انتفاء تلك الإرادة، فأي فعل هو اجتماع الإرادة مع القدرة، بمعنى أنك تريد وترغب، فتتحول إرادتك، لإنجاز عمل ما، ثم لو صادفت هذه الإرادة والرغبة قدرة عندك لتم الفعل ولابد؛ فالإنسان إذا توافرت له الإرادة، فقد خرج من دائرة الكسل، فإذا كان عنده القدرة فقد خرج أيضاً من دائرة العجز فيتم الفعل ولا بد.

فانظر كيف رتب النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاءه لتقف معي على هذا السر البديع ممن أوتى جوامع الكلم ..

فالإنسان إذا اهتم بالدنيا حزن عليها. فأصابه العجز عن عمل الآخرة، فيولد ذلك الكسل فلا يريد الآخرة -والعياذ بالله-، وهذا هو ما رتب به النبي -صلى الله عليه وسلم- دعاءه فبدأ بالاستعاذة من الهم الذي يولد الحزن، وهذا الحزن يصيب صاحبه بالعجز، ومن ثم يصاب بالكسل. والله أعلم.

ـ[الجُمَّان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 09:09 م]ـ

وعلاج العجز وضّحه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (استعن بالله ولا تعجز)، فيكون بالاقتصاد التام، والانكسار الكامل والاستعانة المطلقة بالله، ولا يكون ذلك إلا بتمام اليأس من النفس وحولها وقوتها. والاعتقادالجازم بمدى فقرها وعجزها وذلها لربها وخالقها.

فليس علاج العجز كما قد يظن هو بدفع مزيد الثقة في النفس ورؤية كمالاتها، لا ليس كذلك، بل هو برؤية فضل الله وكمال غناه وعزه، وأنه عبد لهذا الرب الغني القادر العزيز، الذي بيده كل شيء، وإليه يرجع كل أمر، حينها يأخذ ربه بيده ويعلمه ويوفقه، ويرزقه القدرة والعمل، ولا يمنع ذلك أن يذكِّر نفسه بما منَّ الله عليه من قبل، ليعرف ما وهبه الله من كمالات فيشغلها ويحسن توجهيها، حتى لا يصاب باليأس المقعد عن العمل، فالأمر وسط وهو بين طرفي نقيض، فلا يعجب بنفسه وينسب لها كل كمال، ولا ييأس منها بحيث يترك العمل.

ـ[الجُمَّان]ــــــــ[04 - 09 - 09, 09:15 م]ـ

- وأما الكسل وهو عدم إرادة الآخرة، وتسويف عمل الآخرة، فسببه أن الإنسان قد تأتيه إرادات الخير والصلاح، فيردها ولا يريدها، ويعجز عنها فيعاقب بتقليب القلب، فلا يريد الآخرة، ولا يسعى لها كما قال الله -عز وجل-: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الأنعام:110).

فهؤلاء قد عوقبوا بتقليب القلوب والأبصار عن الحق والإيمان؛ لأنهم جاءهم منادي الإيمان أول مرة فردوه، ولم يستجيبوا له كحال أغلب الناس اليوم، نجد قلوبهم مليئة بإرادات الدنيا وشهواتها، وليس في قلوبهم إرادة للخير، بل نجدهم قد يحاربون الخير، وتنتكس قلوبهم، فيرون المعروف منكراً والمنكر معروفاً، نجدهم كما وصفهم النبي –صلى الله عليه وسلم- عالمين بأمر الدنيا، أجهل ما يكون بأمر الآخرة، يحقرون العظيم وهي الآخرة، ويعظمون الحقير وهى الدنيا.

وكل الخلق -نعمة من الله وفضلاً، وإقامة للحجة عليهم- قد أتاهم هذا النداء، نداء الإيمان والحق، لكنهم قتلوا هذا النداء في قلوبهم، ولم يستجيبوا له، فعقوبوا بصرف قلوبهم عن إرادة الآخرة، فإرادة الخير في نفسك هي نعمة من عند الله يجب عليك شكرها بالاستجابة السريعة الفورية لها، حتى لاتعاقب بزوال هذه الإرادات من قلبك، وتستبدل بإرادات الدنيا وشهواتها، وتكسل عن عمل الآخرة.

فإذا أتتك بادرة الخير من صلاة أو صيام أو زكاة وغيرها من الطاعات، وحدثتك نفسك بها فبادرها، واستغلها، ولا تتكاسل عنها، واستجب لنداءات ربك في كتابه {وَسَارِعُوا إلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} (آل عمران:133).

وصلِّ اللهم وسلِّم على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.

منقول

ـ[طويلبة علم]ــــــــ[08 - 09 - 09, 04:45 ص]ـ

جزاكِ الله خيراً أختنا الجمان ...

ـ[أخت المتقين]ــــــــ[27 - 09 - 09, 03:32 م]ـ

جزاك الله خيرا

احسنت بحق ..

ـ[أفنان أم معاذ]ــــــــ[29 - 09 - 09, 03:14 م]ـ

جزاك الله خير الجزاء

وهو علاج وأي علاج إن صادف قلوبا حية واعية

نسأل ربنا حياة قلوبنا ونعوذ به من الهم والحزن والعجز والكسل

غاليتي الجمان هلا تكرمتي بكتابة المصدر لنستفيد منه؟

وهلا واصلتي تكرما بهذه الطريقة في بقية أذكار الصباح والمساء لننطق بها مستشعرين معناها بقلوب واعية

ـ[أم حسناء]ــــــــ[29 - 09 - 09, 08:36 م]ـ

بسم الله ما شاء الله رائع

ـ[رحمة محمد]ــــــــ[30 - 09 - 09, 08:08 ص]ـ

جزاك الله خيرا

ـ[أم محمد اسماعيل]ــــــــ[09 - 10 - 09, 03:35 م]ـ

نعوذ بالله من هذه الأربع "الهم والحزن والعجز والكسل"

جزاكِ الله خيرا على هذا النقل المبارك ونفع الله بكِ

ـ[سارة محمد على]ــــــــ[09 - 10 - 09, 11:48 م]ـ

السلام عليكم

نعوذ بالله من هذه الأربع "الهم والحزن والعجز والكسل"

جزاكِ الله خيرا على هذا النقل المبارك ونفع الله بكِ

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير