وكما قال ابراهيم: " والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين ".
وكما قال موسى: " ربي إني ظلمت نفسي فاغفر لي ".
وكما قال ذو النون: " لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ".
أكثروا من شكر الله تعالى أن وفقكم لصيامه , وقيامه. فإن الله عز وجل قال في آخر آية الصيام {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} البقرة 185.
والشكر ليس باللسان وإنما بالقلب والأقوال والأعمال وعدم الإدبار بعد الإقبال.
الوقفة الخامسة: هل قُبِل صيامكم وقيامكم أم لا؟؟
إن الفائزين في رمضان , كانوا في نهارهم صائمون , وفي ليلهم ساجدون , بكاءٌ خشوعٌ , وفي الغروب والأسحار تسبيح , وتهليل , وذكرٌ , واستغفار , ما تركوا باباً من أبواب الخير إلا ولجوه , ولكنهم مع ذلك , قلوبهم وجله وخائفة ... !!
لا يدرون هل قُبلت أعمالهم أم لم تقُبل؟ وهل كانت خالصة لوجه الله أم لا؟
فلقد كان السلف الصالحون يحملون هّم قبول العمل أكثر من العمل نفسه , قال تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ} المؤمنون 60.
هذه هي صفة من أوصاف المؤمنين أي يعطون العطاء من زكاةٍ وصدقة، ويتقربون بأنواع القربات من أفعال الخير والبر وهم يخافون أن لا تقبل منهم أعمالهم
وقال علي بن أبي طالب (رضي الله عنه): كونوا لقبول العمل أشد أهتماماً من العمل , ألم تسمعوا قول الله عز وجل: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِين}. (المائدة:27) َ
فمن منا أشغله هذا الهاجس!! قبول العمل أو رده , في هذه الأيام؟ ومن منا لهج لسانه بالدعاء أن يتقبل الله منه رمضان؟
فلقد كان السلف الصالح يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم شهر رمضان , ثم يدعون الله ستة أشهر أن يتقبل منهم ...
نسأل الله أن نكون من هؤلاء الفائزين.
من علامات قبول العمل:
1) الحسنه بعد الحسنه فإتيان المسلمون بعد رمضان بالطاعات , والقُربات والمحافظة عليها دليل على رضى الله عن العبد , وإذا رضى الله عن العبد وفقه إلى عمل الطاعة وترك المعصية.
2) انشراح الصدر للعبادة والشعور بلذة الطاعة وحلاوة الإيمان , والفرح بتقديم الخير , حيث أن المؤمن هو الذي تسره حسنته وتسوءه سيئته.
3) التوبة من الذنوب الماضية من أعظم العلامات الدالة على رضى الله تعالى.
4) الخوف من عدم قبول الأعمال في هذا الشهر الكريم!!
5) الغيرة للدين والغضب إذا أنتُهكت حُرمات الله والعمل للإسلام بحرارة , وبذل الجهد والمال في الدعوة إلى الله.
الوقفة السادسة:
احذروا من العجب والغرور وألزموا الخضوع والانكسار للعزيز الغفار
الأحبة في الله: إياكم والعجب والغرور بعد رمضان!
ربما حدثتكم أنفسكم أن لديكم رصيد كبير من الحسنات.
أو أن ذنوبكم قد غُفرت فرجعتم كيوم ولدتكم أمهاتكم.
فما زال الشيطان يغريكم والنفس تلهيكم حتى تكثروا من المعاصي والذنوب.
ربما تعجبكم أنفسكم فيما قدمتموه خلال رمضان ... فإياكم ثم إياكم والإدلال على الله بالعمل ,
فإن الله عز وجل يقول: {وَلا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ} المدثر 6
فلا تَمُنّ على الله بما قدمتم وعملتم.ألم تسمعوا قول الله تعالى: {وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} الزمر 47
فاحذروا من مفسدات العمل الخفية من (النفاق _ والرياء _ والعجب).
اللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان، اللهم تقبل منا الصيام والقيام، وأحسن لنا الختام، اللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا، وأعده علينا أعواماً عديدة وأزمنة مديدة، واجعله شاهداً لنا لا علينا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين.
الله يتقبل أعمالنا ويغفر لنا ويكتبنا من عباده الصالحين في يوم الدين ..
والله سبحانه أعلم
وأستغفر الله من أي زلة أو خطأ أو نسيان.
{أخيك المحب في الله نـ أبو ــور}
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (117)}. هود
م/ن
ـ[طويلبة علم حنبلية]ــــــــ[22 - 09 - 09, 02:15 ص]ـ
أختي الروميصاء السلفية بارك الله فيكم، وكتب أجركم نعمَ ما نقلتم والله.
ـ[الطالبة أحلام]ــــــــ[23 - 09 - 09, 10:28 م]ـ
نعم رحل شهر رمضان
فيافوز من تنقى من الزلل واستدام صالح العمل فلنري الله مايرضيه سبحانه متخذين هذه الآية (فإذا فرغت فانصب) لنا عنوانا وآية (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين)
(كتب عليكم الصيام كما كتب على الّذين من قبلكم لعلكم تتقون)
فهل حققنا التقوى وهل سنستمر؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أم سنكون (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا)؟؟؟؟؟؟؟؟؟
(ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون)
والشكر يكون بالطاعة ......
أصلح الله أحوالنا وألهمنا ذكره وشكره على كل حال .....
¥