[هل هذا هو الحجاب الذي أمر به ربنا!!!]
ـ[أم عبد الرحمن المصرية]ــــــــ[05 - 10 - 09, 12:40 ص]ـ
بسم الله الرحم?ن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
فبداية أخواتي في الله .. أشهد الله أني أحبكن فيه، وأسأله سبحانه أن نجتمع بهذا الحب في ظل عرشه يوم نلقاه. آمين
لقد انتشر – ولله الحمد – في أوساط المسلمات وعيًا دينيًا، وصحوة مباركة تجاه العودة للحجاب الشرعي الذي أمر الله عز وجل به.
وعندنا في مصر – تحديدًا -، على الرغم من كثرة عدد المتبرجات، و " حجاب الموضة " - والله المستعان-، إلا أنني لا أود الحديث عن هؤلاء، وإنما أتحدث عن أخوات أراد الله عز وجل لهن الهداية، فاستقمن على أمره، وعادوا للحجاب الشرعي.
فقد انتشر ما يسمى بالإسدال والملحفة، وأقبل عليهما الكثيرات، لكن المشكلة الآن في شيء آخر ...
كان هذا الجلباب من عدة سنوات يصنع من قماش ساتر كثيف، ثم بمرور الوقت أصبح رقيقًا ناعمًا، حتى إني رأيت بعيني ملحفة ملتصقة على جسد من ترتديها، وملحفة تشف ما تحتها، ثم .. نقاب أسود يظهر لون الجلد من تحته!!، إلى أن ظهرت ملحفة من قماش "الستان"!!، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهذه الأردية أصبح الإقبال عليها كبيرًا جدًا، حتى إن أحد المصانع، والذي كنت أتعامل معه، كان ينتج الملاحف السميكة، ثم توقف عن إنتاجها، للإقبال على الأخرى، والتى تسمى بالملحفة السعودي!!
وللأسف الشديد اشترت أحد الأخوات ملحفة من أرض الحجاز، فرأيتها مثل ما أصف تمامًا.
أما المشكلة الأكبر، فهي أن كثير من أخواتنا يرتدون تحت هذه الملحفة بنطالاً و "بادي"، وتسير في الطرقات لا تبالي، ولا تعلم أن مجرد مرورها في ضوء الشمس – مثلا – يظهر كل شيء!!
أو ترتدي الأخت ملحفة مفتوحة من الأمام، وتحتها "بادي" ليس له أكمام، ثم إذا تحركت يظهر ذراعيها!!
قال شيخنا أبو عبد الرحمن الألباني – رحمه الله- في كتابه "جلباب المرأة المسلمة "، تعليقًا على حديث أسامة بن زيد رضي الله عنهما: (كساني رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قبطية كثيفة مما أهداها له دحية الكلبي، فكسوتها امرأتي. فقال: [مالك لم تلبس القبطية؟]. قلت: كسوتها امرأتي. فقال: [مرها فلتجعل تحتها غلالة، فإني أخاف أن تصف حجم عظامها].
قال: [[فقد أمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بأن تجعل المرأة تحت القبطية غلالة - وهي شعار يلبس تحت الثوب - ليمنع بها وصف بدنها، والأمر يفيد الوجوب كما تقرر في الأصول، ولذلك قال الشوكاني في شرح هذا الحديث (2/ 97) ما نصه: " والحديث يدل على أنه يجب على المرأة أن تستر بدنها بثوب لا يصفه، وهذا شرط ساتر العورة، وإنما أمر بالثوب تحته لأن القباطي ثياب رقاق لا تستر البشرة عن رؤية الناظر بل تصفها "، وهو كما ترى قد حمل الحديث على الثياب الرقيقة الشفافة التي لا تستر لون البشرة، فهو على هذا يصلح أن يورد في الشرط السابق، ولكن هذا الحمل غير متجه عندي بل هو وارد على الثياب الكثيفة التي تصف حجم الجسم من ليونتها، ولو كانت غير رقيقة وشفافة وذلك واضح من الحديث لأمرين:
الأول: أنه قد صرح فيه بأن القبطية كانت كثيفة أي: ثخينة غليظة، فمثله كيف يصف البشرة ولا يسترها عن رؤية الناظر؟. ولعل الشوكاني رحمه الله ذهل عن هذا القيد (كثيفة) في الحديث ففسر القبطية بما هو الأصل فيها.
الثاني: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد صرح فيه بالمحذور الذي خشيه من هذه القبطية، فقال: (إني أخاف أن تصف حجم عظامها). فهذا نص في أن المحذور إنما هو وصف الحجم لا اللون.
فإن قلت: فإذا كان الأمر كما ذكرت وكانت القبطية ثخينة فما فائدة الغلالة؟
قلت: فائدتها دفع ذلك المحذور، لأن الثوب قد يصف الجسم ولو كان ثخينا إذا كان من طبيعته الليونة والانثناء على الجسد، كبعض الثياب الحريرية والجوخ المعروفة في هذا العصر، فأمر - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالشعار من أجل ذلك، والله تعالى أعلم.]] ا. هـ
ووالله ما حال بنات المسلمين، وما وصلن إليه من التبرج والعُري إلا نتاج تخطيطات أعداء الدين من المفسدين في الأرض، لهدم الإسلام – ولن يستطيعوا بفضل الله -، لكن كما قال الصادق المصدوق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه). قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟. قال: (فمن؟). متفق عليه
وما يحزن القلب أنه كلما تحدثت إلى إحدى الأخوات في الأمر، إذا بها تعترض بأنه المعروض في الأسواق!!، وبأن أكثر الأخوات يرتدين هذا الجلباب ولا يرون به بأسًا، وغير ذلك من الاعتراضات!!
والأغرب أن هناك من تعترض، وتحتج بحرارة الجو!!، أما علمت هذه أن نار جهنم أشد حرًا، أوليس حرها أجدر بالاتقاء؟؟
ولا أنكر أن هناك أيضًا من تتفطن إلى الأمر، وتستمع للنصح، جزاهن الله خيرًا.
لذا .. فإنه لا ينبغي لمن تمسكت بدينها، أن تتبع غير من أمرنا باتباعه، وقد حذرنا ربنا في كتابه فقال: " وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ " الأنعام: 116
فاحذرن أخواتي – بارك الله فيكن - من هذا التقليد الأعمى، وهذه الحجج الواهية، واتقين الله.
وقد قالت أمنا عائشة رضي الله عنها: (لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن المسجد كما منعه نساء بني إسرائيل). [صححه شيخنا الألباني رحمه الله]، فكيف لو رآنا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -!!
هذا .. وأود أن أعرف آرائكن وتعليقاتكن على هذه المشكلة، وكيفية حلها.
وفقني الله وإياكن للحق الذي أراد.
¥