جلست اتابع التلفاز مع ابي ... أخذت الجهاز المتحكم وقلبت بين المحطات ... فوصلت الى برنامج للشيخ محمد حسين يعقوب حفظه الله ونفع به الاسلام والمسلمين ... فاذا به يقول "ها؟ ازيك يا اختي المنتقبة؟ ازاي طلبك للعلم وعبادتك؟ كيف حال قلبك مع الله؟ " يالها من مصادفة!!!
كنت اتوقع ان يصرخ بي ابي لاغير القناة لكنه سكت .. واخذ يسمع ..
واذا بالشيخ يصمت قليلا ويقول:"يا اخي يا من تمنع ابنته من النقاب ... انت بتمنعها ليه؟؟ " ... يااااااااا الله ما اكرمك!!!!!!!!!!!!!! وبدأت ابكي .... وابي جالس يسمع .. والشيخ مستطرد يقول:" لو كان النقاب فرض .. انت قادر توقف قدام ربنا يوم القيامة وتقول له يا رب انا منعت بنتي من النقاب؟ ولو كان سنة انت قد الوقوف امام النبي وتقول له انا حاربت سنتك ... يا اخي! اشكر ربنا .. ده بنتك عايزة الستر والطاعة .. مش احسن لو ربنا ابتلاك ببنت من بتوع الموديلات واللبس القصير و ال ...... ؟ "
بقي ابي منصتا لكلام الشيخ ... ولم يكلم باي شيء .. ثم ذهب للنوم .. بعد ساعة ونصف من الاستماع للشيخ ..
فأخذت ورقة وقلما ... بل قولوا يا اخوتي انني كتبت بدموعي .. بدم قلبي ... رسالة لابي ... أرجوووووووك ارحمني اريد ان البس النقاب ...
اخبرته كم احبه هو وامي .. وكم اريد ارضاءه ... ولكنني اريد ارضاء ربي .. وتطبيق شرعه واوامره ... ناقشت كل الشبهات التي كانت لديهما ... الزواج .. الحواجز الاسرائيلية .. الجامعة .. العمل .. وغيرها الكثير ...
أنهيت الرسالة ووضعتها بقميص أبي ...
ثم انطلقت اليوم التالي الى الجامعة ...
مر الوقت .. ولا رد من ابي ...
خفت كثيرا ...
هل سيرفض مرة أخرى؟
...
بقيت على اعصابي ... حتى اتصل بي وقال: توكلي على الله .. أنا موافق ........
بعدها بيومين ... كان رد امي بالموافقة ...
بارك الله بوالديّ وزادهما ايمانا .. ورزقهما الفردوس الاعلى برفقة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام .. وعفا الله عما كان منهما من زلل ..
وكانت المنة التي من الله بها علي .... والحمد لله رب العالمين ..
القسم الاخر: مواقف على الحواجز الاسرائيلية ...
أحب أن أشارككم هذه القصة التي تتكرر معي دائما ....
أحب ان أشارك هذه القصص مع كل فتاة فلسطينية يمنعها الحاجز من لبس النقاب ..
بل اريد ان اشاركها مع الجميع ... لتعلموا ان الملاذ الوحيد الامن هو مع الله عز وجل ... ليترك الجميع كل مخاوفهم جانبا ... ويطيعوا الله عز وجل ويستسلموا لاوامره ...
كان الحاجز الاسرائيلي هو الشبح المخيف الذي يشير اليه اهلي ليمنعوني من النقاب ... "سوف يؤذيك الجنود " ... "سوف يطلقوا النار عليك ... هم يخافون من المنقبات " .. ""سوف يحتجزوك " ...
وكان السؤال الوحيد الذي يأبون ان يجيبوا عنه هو "أين الله؟ "
الله الذي أمرني بالنقاب .. أليس قادرا ان يحميني من شر هؤلاء ...
واين انتم من "قل لن يصيبنا الا ما كتب الله لنا "؟
لو كتب الله ان أؤذى هذا اليوم في الساعة كذا على الحاجز فسوف أؤذى بنقاب او من غير نقاب ...
وكيف يتركني الله ... وأنا أطبق شرعه بارتداء النقاب ..
دعكم من هذا!! انها حجج واهية ...
أذكر أول مرة مررت بها عن الحاجز ... نعم! كنت خائفة .. ولكنني دعوت كثيرا:"يا رب ... لا تسمح لهم ان يؤذوني .. ليس من أجلي ولكن من أجل النقاب .. يا رب ايذائي على الحاجز يسيء للنقاب ... يا رب احميني " ...
وفعلا ... لم يلتفتوا لي!! كانني لبست طاقية اخفاء .. فلم يسألني احدهم عن هويتي الشخصية!! بل مررت بهدوء!!
أذكر ذلك اليوم .... عندما مررت على نقطة التفتيش ... كان جنديا اسرائيليا وبجانبه مجندة ...
كان يظن ان هذه الفتاة الملتفعة بالسواد ... جاءت من عالم متخلف ... حتى ظن انه لا وسيلة للتخاطب معي الا بلغة الاشارة .. فاشار بيده مشيرا الى ان ارفع النقاب عن وجهي ... كان الكثير من الشباب الفلسطينيين واقفين في طابور طويل طويل للتفتيش ... وكانت مجموعة اخرى منهم محتجزين في مكان اخر بسبب مخالفتهم للطابور او اغضاب الجنود! .. الكل ينظر .. ماذا ستفعل هذه الفتاة ...
فنظرت الى الجندي واجبته بالانجليزية:"لن أرفعه ... أخبر المجندة التي تقف بجانبك أن تاخذني الى غرفة مغلقة حيث تفحص وجهي .. لكن انت لن ترى وجهي "
¥