فانصدم الجندي عندما علم انني اتقن الانجليزية .. وقال:"هل تتكلمين الانجليزية؟؟؟؟!!!!! " .... من شدة تعجبه ترك التفتيش وطلب مني أن أتوقف حتى يسألني بعض اللاسئلة ..
وبدأ الحوار باللغة الانجليزية .. هو يسأل وأنا أجيب .. وجمع من الفلسطينيين والجنود يراقبون ..
- لماذا تلبسين هكذا؟
- أنا مقتنعة بهذا اللباس ...
- أهو دينك الذي يأمرك بذلك؟
- طبعا ... الاسلام يأمرني بذلك ..
- لكن كيف تقتعين بهذا اللباس انظري لنفسك!!
- أنا مؤمنة بما أفعل .. بل وفخورة كذلك ..
- فخورة؟؟؟؟!!!!! كيف؟؟؟!!
- نعم فخورة .. هل تعلم أنني الوحيدة في العائلة التي تلبس هكذا .. لا تعتقد ان العادات او العائلة هي التي فرضته علي .. لا .. لقد جاهدت حتى يسمحوا لي بلبسه ..
- انت الوحيدة؟؟ الوحيدة ... ؟؟ لكن لم؟؟ لم كل هذا؟؟؟
عندها توقفت عن الكلام ... وقلت له بحزم ..
- أتعرف اللؤلؤة التي بالبحر؟؟
- نعم!!
- أتعرف لم هي غالية .. ؟ لأنه من الصعب الحصول عليها .. هي في قاع البحر .. تضمها صدفة ... وهذه صدفتي .. والمسلمة هي اللؤلؤة ...
كان بعد كل اجابة يصمت طويلا ....
بعد هذه الاجابة ... نظر الى جموع الشباب العالقين في البوابات الحديدية .. وصاح بصوت عال: انها فتاة شجاعة ... رائع .. حقا رااائع ..
اخوتي .. اخواتي ... انه لم يكن يتحدث عني ... فأنا اقل من كل هذا ... لكنه كان يتحدث عن النقاب .. الذي منحني تلك الشجاعة لأقول ما قلت ..
نظر الجندي الى المجندة وقال لها:أنت فتشيها ...
ذهبت لتفتشني في غرفة مغلقة .. اعتدت على دخولها!! فقد يبدو الامر مخيفا للبعض .. لكنني اعتدت عليه فهو أمر روتيني جدا .. !!
نظر الشباب العالقون في نقطة التفتيش ... وصاحوا بصوت عال فرحا بأن الجندي لم يرى وجهي بعد ذلك النقاش ...
عندما خرجت من غرفة التفتيش .. أوقفني جندي اخر ظانا انه لم يتم تفتيشي واراد ان ينظر الى هويتي .. فصاح به ذلك الجندي الذي استوقفني: دعها تمر ... لا تنظر الى هويتها!!
والله ... لقد بكيت بعدها ... فخرا بنقابي واسلامي ...
اليوم التالي مررت بذلك الحاجز مرة اخرى ... بعد ان تم تفتيشي ... وانا على وشك الخروج من الحاجز ... فاجأني صوت من خلفي .. واذا به نفس الجندي .. يسألني: أنت التي تحدثت معها سابقا؟؟ انتظري ...
وأخد ينادي الجنود .. ليتجمعوا ويستمعوا الي ... !!
موقف اخر مر بي من حوالي 3 اسابيع ...
كنت قد خرجت من درس "شرح كتاب التوحيد " .. وأتوجه للحاجز ...
خلال الطريق ... كان الجو حارا ... لكن أفكار من نوع اخر أخذتني الى مكان لا اشعر به بكل هذا الحر والضيق ... أخذت مشاهد من عصر النبوة تمر بذاكرتي ...
ذلك اليهودي الذي اعتدى على تلك الصحابية .. بأن ربط طرف ثوبها لتنكشف عورتها ... شغلت فكري حمية ذلك الصحابي الذي انتقم لتلك المسلمة وقتل اليهودي الغادر ...
وثارت شجوني ... ماذا لو جئت الى هنا أيها الصحابي؟ ورأيت السفور الذي نرى ... ؟ لا حول ولا قوة الا بالله ...
ثم بعد هذا أخذت أسترجع ما مر في درس التوحيد .... وشعرت بالعزة ... بأننا من أمة امام الموحدين محمد عليه الصلاة والسلام ...
أفكار كثيرة دارت في مخيلتي .. الى ان قطعها صوت سائقي التاكسي وهم يصيحون ليجذبوا الركاب اليهم!
نعم! الان علي ان انزل لامر عبر نقطة التفتيش!! يا الهي! اخر ما ينقصني هو ان ارى أعداء التوحيد!! الله المستعان!!
كان الجندي واقفا يفتش كل من يمر .. ويطلب فتح الحقائب ... شعرت بالضيق لانني احمل الكثير من الاغراض معي ... وتوقعت ان اتاخر حتى يتم تفتيشي!!
حان دوري .. فاذا بالجندي يتكلم بلغة عبرية ساخرة:كيف سنفتش هذا "الشيء" ...
فهمت ما قاله لانني اتقن لغتهم ...
فأجبته: أولا: يجب ان تعلم أنني لست بشيء ... ثانيا: من يفتشني هن المجندات النساء فقط في غرفة التفتيش ... هكذا تفتشونني .. عرفت كيف؟
فوقف صامتا لا يتكلم .... ثم قال: هل تفهمين لغتي؟؟؟ حسنا!! لن أفتشك .. تستطيعين أن تمري .... حظا سعيدا!!
يا الهي!! ما الذي حصل!!! الله ييسر الأمور دائما!!
بعد ان كان الكثيرون يخوفونني من ان النقاب سوف يسبب لي مشاكل وتأخير على الحاجز .... انقلب الامر ليحدث عكس ذلك ...
¥