وصححه الشيخ الألباني في " صحيح الأدب المفرد " (848).
11. لا مانع من تكنية الصغير، ولو قبل الفطام، أو أول ولادته، ذكراً كان، أو أنثى.
وقد ذكر أهل العلم فوائد متعددة من تكنية الصغير، ومنها: تقوية شخصيته، وإبعاده عن الألقاب السيئة، وأيضاً تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له.
وقد ثبتت تكنية الصغير في السنَّة الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ: " أَبُو عُمَيْرٍ " – أَحْسِبُهُ فَطِيمًا – قَالَ: فَكَانَ إِذَا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ قَالَ: (أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ؟) قَالَ: فَكَانَ يَلْعَبُ بِهِ.
رواه البخاري (5850) ومسلم (2150).
والنُّغَيْرُ: طائر صغير يشبه العصفور، وقيل: هو البلبل.
والحديث بوَّب عليه البخاري رحمه الله بقوله: " باب الكنية للصبي، وقبل أن يولد للرجل ".
قال النووي رحمه الله: " وفى هذا الحديث فوائد كثيرة جدّاً، منها: جواز تكنية من لم يولد له، وتكنية الطفل، وأنه ليس كذباً " انتهى. " شرح مسلم " (14/ 129).
وفي " الموسوعة الفقهية " (35/ 170، 171): " قال العلماء: كانوا يكنون الصبي تفاؤلاً بأنه سيعيش حتى يولد له؛ وللأمن من التلقيب.
قال ابن عابدين: ولو كنى ابنه الصغير بأبي بكر وغيره: كرهه بعضهم، وعامتهم لا يكره؛ لأن الناس يريدون به التفاؤل " انتهى.
وبه يتبين الجواب عن السؤال بعينه، وهو جواز تكنية الأطفال، ولو كانوا رضَّعاً بكنى لائقة، ذكوراً أو إناثاً، ولو كانت بكنى بعض الصحابة والصحابيات، وهو أمر حسن غير منكر.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أم رائد مفرح]ــــــــ[16 - 03 - 10, 02:17 م]ـ
أخيتي ام عبدالرحمن باصريح
عنما سألتني لم أكن متأكدة
من الإجابة و هاهي الإجابة بارك الله فبك
مسائل وفوائد وأحكام في " الكُنى "
عندنا في الهند يكنون البنات الصغار بكنى مثل: (كأم هانئ و أم سلمة)، فهل هذا يصح؟
الحمد لله
أولاً:
من الجيد أن يهتم المسلم بأحكام الشرع، حتى في أدق التفاصيل، والأهم من الاهتمام هو العمل بما يعلمه من تلك الأحكام، وفي باب " الكنى " مسائل يجدر التنبيه عليها، وفي آخرها يكون الجواب على عين السؤال، مع مزيد تفصيل فيه:
1. " الكنية " هي كل ما بدئ بـ " أب " أو " أم "، بخلاف الاسم، وبخلاف اللقب.
2. " الكنية " مما يُمدح به المرء ويُكرَم، بخلاف اللقب الذي يكون المدح والذم.
3. يكنَّى الفاسق، والكافر، والمبتدع، إذا لم يعرفوا إلا بكناهم، أو كان ذلك لمصلحة، أو كان في أسمائهم مخالفات شرعية.
قال تعالى: (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ) المسد/ 1.
قال النووي رحمه الله: " - باب جواز تكنية الكافر، والمبتدع، والفاسق، إذا كان لا يُعرف إلا بها، أو خيف من ذِكره باسمه فتنة - قال الله تعالى: (تبت يدا أبي لهب) واسمه: عبد العزى، قيل: ذُكر بكنيته لأنه يعرف بها، وقيل: كراهةً لاسمه حيث جعل عبداُ للصنم ... قلت [القائل: الإمام النووي رحمه الله]: تكرر في الحديث تكنية أبي طالب، واسمه عبد مناف، وفي الصحيح: (هذا قبر أبي رغال) ونظائر هذا كثيرة، هذا كله إذا وجد الشرط الذي ذكرناه في الترجمة، فإن لم يوجد: لم يزد على الاسم " انتهى.
" الأذكار " (ص 296).
4. لا يلزم من التكنية أن تكون بأسماء الأولاد، بل قد تكون نسبة لجماد، أو حيوان.
ومثال الجماد: كنية " أبو تراب "، ومثال الحيوان: كنية " أبو هرّ " أو " أبو هريرة ".
5. لا يلزم من التكنية بالأسماء أن تكون نسبة لأحد أولاد صاحب الكنية.
ومثاله: " أبو بكر الصدِّيق "، وليس له من أولاده من اسمه " بكر ".
6. لا يلزم من التكنية أن تكون نسبة لأكبر أولاد صاحب الكنية، وإن كان هو الأفضل.
¥