تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

رحم الله سلفنا الصالح ... قالت أم محمد بن كعب القرظى له: "يا بني، لولا أني أعرفك طيباً صغيراً وكبيراً، لقلت: إنك أذنبت ذنباً موبقاً،لما أراك تصنع بنفسك".

قال: "يا أماه، وما يؤمنني أن يكون الله قد اطلع علي وأنا في بعض ذنوبي، فمقتني وقال: اذهب، لا أغفر لك". (سير أعلام النبلاء، 5/ 65 - 66).

أخي الملتزم ... حبيبي في الله ...

فليكن هذا فقط شغلك: رضا الله تعالى، ولو بسخط الناس ... تقول لأهلك وأصدقائك: "ماذا أصنع إذا وقفت بين يدي ربي فقال: كنت تعرف أن هذا الفعل حرام فانتهكه؟ ... ماذا أصنع لو أن الله رآني وأنا مقيم على الذنوب والمعاصي؟ ... ماذا لو طردت من رحمته؟ ... ماذا لو مقتني؟ ... ماذا لو كرهني؟ ... ماذا لو سخط علي؟ ... ماذا عساي أن أفعل وقد قال الله: " ..... وقال رسول الله: " ...... "، وعند ذلك لن تجد أحدا يجادلك أو يناقشك.

زوجتك أو ابنتك، من لحظة أن التزمت تقول لها: "البسي النقاب" ...

تقول لك: "أنا لست مقتنعة"!!

قل لها: "ألبسي أولاً ثم أقنعك".

تقول لك: "نتناقش".

قل لها: "لا توجد مناقشات، ألبسي أولاً وبعدها نتناقش".

فليس من الحكمة أبداً أن تترك زوجتك تمشي متبرجة بعد سنة من التزامك، وتتركها حتى تقتنع!! ..

الحكمة = الالتزام بالسنة ....

"يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، شققن مروطهن فاختمرن بها" [أبو داود، وصححه الألباني].

ولو قامت الدنيا كلها على النقاب ...

ولو قامت الدنيا كلها على النقاب وقد آثاروا فيها الجدال بالفعل، وقالوا: إنه ليس من الإسلام، فأقوالهم جميعاً لا تمثل شيئاً بالنسبة لك، فكلامهم دبر الأذن، وخلف الظهر، وتحت النعل، لأن مثلهم كمثل مئة كناس قاموا ليغبروا وجه الشمس بالتراب!! ... فإن هذا التراب سيرجع على رؤوسهم طيناً، ويبقى وجه الشمس نظيفاً جلياً مشرقاً كما هو؛ معك كلام الله وكلام رسوله ... أدلة واضحة على قولك، فدعك من كلام البشر.

وتسأل ابنتك أو زوجتك كذلك ساعة صلاة العصر: "هل صليت العصر؟ ".

تقول: "لا".

قل: "لماذا؟ ".

تقول: "كنت مشغولة".

قل: "لا يوجد شيء اسمه: كنت مشغولة ... إذا أُذن للعصر فاتركي كل شيء لكي تصلي".

تقول: " ابني كان يبكي".

قل: "دعيه".

تقول: "الغداء سيتأخر".

قل: "دعيه يتأخر، الصلاة أولاً" ... قال تعالى: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى} [سورة طه: 132].

لابد أن تكون هناك مجموعة من الثوابت التي لا تقبل المناقشة ... أنا لا أصافح النساء ... لا أحد يدخل على زوجتي إلا محارمها ... يُكلمك أخوك ليطمئن عليك، ثم يقول لك: "هات زوجتك أكلمها فلا تستح من قول: "لا" بكل صرامة وحزم ...

إذا حان وقت الصلاة وأنت جالس مع أبيك وأخيك وأقاربك، فقل: "هيا نصلي".

سيقولون: "انتظر، فأمامك متسع للصلاة، أو اذهب ونحن سنصلي هنا".

أعرض عن هذه الأقوال، ولا ترد عليها ... وكرر كلمتك أنت: "أقول لكم: قوموا لنصلي ... هيا ... قوموا".

ثم تأخذ كل الرجال معك إلى الصلاة، حتى ولو اتهموك بقلة الأدب والذوق، هذا لا يهمك؛

المهم هو: ماذا أنت عند الله؟

هذه هي القضية ... والتزم غاية الأدب والتوقير والاحترام، ولكن دون تضييع للدين وطاعة الله والرسول.

يجب أن تكون حازماً حساماً قوياً، والقوة الحقة: قوة الإيمان. فأين قوتك في الحق يا مؤمن؟!

وحقيقة الإيمان تلوح بالمواقف، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز» [رواه مسلم].

وإن وجدت في نفسك خوراً وعجزاً، فالزم التضرع والدعاء: أخبر أنس بن مالك رضي الله عنه - وكان خادم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قال: كنت أسمعه كثيراً يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال» [البخاري].

إخوتاه ...

وفي ذات الوقت يكون التعامل بالرفق، قال تعالى: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من يحرم الرفق يحرم الخير» [رواه مسلم] .. فلا خير فيمن لا يرفق بغيره.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الله رفيق يُحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، ومالا يعطي على ما سواه» [رواه مسلم].

قال الغزالي رحمه الله في (الإحياء):

"الرفق محمود، وضده العنف والحدة، والعنف ينتجه الغضب والفظاظة. والرفق واللين ينتجهما حُسن الخلق والسلامة. والرفق ثمرة لا يثمرها إلا حسن الخلق، ولا يحسن الخلق إلا بضبط قوة الغضب وقوة الشهوة، وحفظهما على حد الاعتدال، ولذلك أثنى المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم على الرفق وبالغ فيه".

وانظر إلى هدي نبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأدبه مع قوته ... "فعن عائشة رضي الله عنها أن رهطا من اليهود استأذنوا على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقالوا: "السام عليك"، فقلت: "بل عليكم السام واللعنة"، فقال: «يا عائشة، إن الله رفيق يُحب الرفق في الأمر كله»، قلت: "أولم تسمع ما قالوا؟! "، قال: «قولي: وعليكم» [متفق عليه].

فلا فظاظة ولا غلظة ولا تعنيف، بل الرد بلطف وحكمة، من غير سكوت على باطل، وبدون حدة في التعامل، فما دخل الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه. وليس معنى أن تكون حازماً أن تضرب وتشتم وتسب وتعنف. فقط: عليك أن تستقوي.

لأنك لا حول لك ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى.

أيها الأحبة في الله .. إنه (الدفع) الذي يمحص الله به عباده، فيميز الثابت الأصيل عن المزيف الدخيل، ثم يأتي بعد ذلك نصر الله وتأييده .. فاثبتوا .. ولا تميعوا .. ولا تدافعوا مدافعة ...

محاضرة عن النقاب!!!!!!!!!!! نقلا عن موقع الشيخ محمد حسين يعقوب

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير