تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[يا شيخ! وأنت شباب؟]

ـ[عبد]ــــــــ[14 - 11 - 05, 05:54 ص]ـ

مسألة: مالسبب في كراهة بعضهم إذا قيل له: ياشيخ، على التوقير والإجلال وهو لا يكون شيخا؟ وآخر يتمنى أن يقال له ذلك، وهو شاب طرير؟ بل أنت تجد ذلك في شيخ على الحقيقة يكره ذلك، إلا أن هذا علته ظاهرة، ولكن الشأن في شاب يُشَيّخ تعظيما فيكره، وشاب لا يُشيّخ فيتكلف. وفقد الشباب موجع، ووجه الشيب مفظع؟

فأجاب أبو علي مسكويه: ((إنما يحتلف الناس في ذلك باختلاف نظرهم لأنفسهم، وبحسب ملاحظتهم أغراض مخاطبيهم. وذلك انه ربما أحب الإنسان أن يظهر فضيلته في ابتداء زمانه، واستقبال عمره فإذا قيل له: يا شيخ ظن انه قد سلب تلك الفضيلة والحق بمن حصل تلك الفضيلة في الزمان الطويل، والتجربة الكثيرة.

وربما كره ذلك أيضا لأرب له في الشباب وميل إلى اللعب والهوى اللذين يستقبحان من الشيخ، فإذا قيل له: يا شيخ رأى هذا اللقب كالمانع له والزاجر، وأن مخاطبه ينتظر منه ما ينتظره من المشايخ، ولا يعذره على ركوب ما يهمُّ به ويعزم عليه.

وربما نظر الإنسان إلى مرتبة حصلت له من الوقار الذي لا يحصل إلا من المشايخ، وهو في سن الشباب، فيُسر بالإكرام وسرعة بلوغه مبلغ المحنكين، واهل الدربة.

فبحسب احتلاف النظر تختلف وجوه الرضا بهذا الوصف، والسخط له)) أ. هـ.

(الهوامل والشوامل، ص 241)

ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[18 - 11 - 05, 11:05 م]ـ

جزاكم الله خيرا أخي عبد الله.

ـ[عبد]ــــــــ[20 - 11 - 05, 08:56 ص]ـ

وإياك، وفيك بارك الرحمن.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير