وذلك من باب التيسير، وهناك قاعدة أصولية عن الفقهاء تقول " المشقة تجلب التيسير " فهذا المذي يخرج كثيراً من الإنسان فإذا غسل الثوب منه أصابته المشقة ووقع في الحرج، وكذلك كلنا يحمل أطفاله ويلاعبهم ويداعبهم وكثيراُ ما يبولون على ثيابه فلو كُلِّف بغسل الثوب منه أصابته مشقة والمشقة تجلب التيسير فرخص لنا الشارع في تطهير الثوب من بول الصبي الرضيع الذي لم يعتمد على الطعام بعد بالنضح والرش وكذلك في طهارة الثوب من المذي.
سابعاً: تطهير أسفل النعل:الإنسان يمشي بنعله على الأرض قد يكون في الأرض أذى (قذارة) نجاسة لا يشعر بها .. كيف يطهر الإنسان أسفل نعله إذا أصابته النجاسة؟
عن أبي سعيد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه ولينظر فيهما فإن رأى خبثاً فليمسحه بالأرض ثم ليصلي فيهما "
تعلمون بارك الله فيكم أن مسجد الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان مفروشاً بالحصى ماكان مفروشاً بالحصير ولا بالسجاد فلذلك كانوا يصلون في نعالهم داخل المسجد الآن مساجدنا فرشت على أسوأ فروض بالحصير (وإن كان قد انقرض الحصير) هي الآن مفروشة بالموكيت والسجاد، الآن الإنسان لا يستطيع أن يدخل بنعليه المسجد ليصلي فيهما، والصلاة في النعال سنة ينبغي إحياؤها أحياناً، فإذا صليت خارج المسجد لأي عذر تركت الجماعة من أجله فيا حبذا لو صليت في نعليك إحياءً لهذه السنة، فإذا جاء أحدكم المسجد فليقلب نعليه فلينظر فيهما خبث، فإن وجد فيهما خبثا فليمسحهما بالأرض ثم ليصل فيهما
الراوي: أبو سعيد الخدري المحدث: الألباني - المصدر: أصل صفة الصلاة - الصفحة أو الرقم: 1/ 108
خلاصة الدرجة: صحيح
إذاً النعل يطهر أسفله بالمسح في الأرض فيصير طاهراً وتصلي فيه.
أخيراً: تطهير الأرض:
الأرض إذا وقعت عليها نجاسة كيف نطهرها؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال أن أعرابيا بال في المسجد، فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأهريقوا على بوله ذنوبا من ماء، أو سجلا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين).
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6128
خلاصة الدرجة: [صحيح]
وهل الأرض لا تطهر إلا بإراقة الماء عليها؟
لا ... الأرض تطهر بإراقة الماء عليها وتطهر بالجفاف، فلو وقعت نجاسة على الأرض ثم تركت حتى جفت بالشمس والريح والهواء وذهب عينها وريحها، فحينئذٍ قد طهرت الأرض بالجفاف.
وإنما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإراقة الماء على بول الأعرابي في المسجد استعجالاً لطهارة الأرض فلو تركت حتى جفت وذهب أثر النجاسة طهرت لحديث بن عمر رضي الله عنهما قال " كانت الكلاب تبول، وتقبل وتدبر في المسجد، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلم يكونوا يرشون شيئا من ذلك.
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 174
خلاصة الدرجة: [صحيح]
" كانت الكلاب تدخل في المسجد وتخرج وذلك أنه لم يكن للمسجد أبواب، ولم يكونوا يتتبعون ما يحدث منها أحياناً من بول بالماء كما تتبعوا بول الأعرابي.
إذاً الأرض تطهر بالجفاف: إذا تركت النجاسة حتى جفت وذهب عينها وريحها طهرت الأرض، ولكن إذا أردت أن تستعجل الأرض مخافة أن يطأ عليها غيرك أو و أنت ساهية فإذن تستعجلين طهارتها بإراقة الماء عليها.
وبهذا نكون قد انتهينا من ذكر الأعيان النجسة التي قام الدليل عليها ومن ذكر صفة تطهير الأعيان النجسة أو المتنجسة كما قام بذلك الدليل من الكتاب والسنة.
ـ[ام سفيان الرفاعي]ــــــــ[12 - 11 - 09, 11:57 م]ـ
جزاك الله خيرا اخيه ورزقنا واياك العلم النافع والعمل الصالح
ـ[محبة النقاب]ــــــــ[13 - 11 - 09, 01:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخيه ورزقنا واياك العلم النافع والعمل الصالح
بورك فيك أختي أم سفيان الرفاعي و جزاك الله خيرا
ـ[محبة النقاب]ــــــــ[14 - 11 - 09, 12:13 م]ـ
الدرس الرابع:
سنن الفطرة.
¥