فائدة: قال الحافظ: قال ابن العربي: وإنما نهى عن النتف دون الخضب لأن فيه تغيير الخلقة من أصلها بخلاف الخضب فإنه لا يغير الخلقة على الناظر إليه والله أعلم. اهـ (10/ 502).
8 – تغيير الشيب بالحناء والحمرة والصفرة ونحوها، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن اليهود والنصارى لا يصبغون فخالفوهم" رواه الجماعة، ولحديث أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أحسن ما غيرتم به هذا الشيب الحناء والكتم (نبات يخرج الصبغة أسود مائل الى الحمرة) " رواه الخمسة.
9_ السواك:
وهو ذلك العود من الأراك. مستحب على كل حال: لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (السواك مطهرة للفم مرضاة للرب) [أحمد وغيره وصححه الألباني].
ويتأكد استحبابه:
1 - عند الوضوء: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء)
2 - عند الصلاة: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)
3 - عند قراءة القرآن: عن علي رضي الله عنه قال: أمرنا بالسواك وقال: (إن العبد إذا قام يصلي أتاه ملك فقام خلفه يستمع القرآن ويدنو، فلا يزال يستمع ويدنو حتى يضع فاه على فيه، فلا يقرأ آية إلا كانت في جوف الملك)
4 - عند خول البيت: عن المقدام بن شريح عن أبيه قال: سألتُ عائشة، قلتُ: بأي شيء كان يبدأ النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل بيته؟ قالت: بالسواك.
5 - عند القيام من الليل: عن حذيفة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام ليتجهد يشوص فاه بالسواك).
وقد أضاف بعض أهل العلم إلى ما سبق ذكره من السنن:
_إكرام الشعر إذا وفر وترك بأن يدهن ويسرح، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من كان له شعر فليكرمه " رواه ابوداود، وعن عطاء بن يسار رضي الله عنه قال: "أتي رجل النبي صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس (أي شعث غير مدهون ولا مرجل) واللحية فأشار اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنه يأمره بإصلاح شعره ولحيته، ففعل ثم رجع، فقال صلى الله عليه وسلم:" أليس هذا خيرا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان".
_ التطيب بالمسك وغيره من الطيب الذي يسر النفس ويشرح الصدر وينبه الروح ويبعث في البدن نشاطا وقوة، لحديث أنس رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة" رواه أحمد والنسائي، ولحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من عرض عليه طيب فلا يرده، فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة " رواه مسلم والنسائي وأبوداود.
خاتمة:
لقد جسَّد الرسول صلى الله عليه وسلم منهج التربية الإسلامية السامية في الواقع العملي لحياته من خلال تطبيقه لسُنن الفطرة وتمسكه بها، وتربية أصحابه الكرام عليها رضوان الله تعالى عليهم لتبقى منهجاً تربوياً نبوياً إسلامياً للأُمة حتى قيام الساعة.
و للمحافظة على هذه السنن أثراً تربوياً عظيماً يتمثل في أن التزام المسلم بها وتطبيقه لها في واقع حياته يدل على أمرين هما:
_التصديق بما ورد في سيرة وهدي الرسول ض عن طريق التقليد والإتباع الصادق لهدي التربية النبوية في كافة الأعمال وجميع التصرفات والسلوكيات. وهذا بدوره كفيلٌ بتربية أفراد المجتمع المسلم على السمع والطاعة، والامتثال لأوامر الله تعالى.
_اتخاذ القدوة الحسنة من المعلم الأول والمربي الأعظم صلى الله عليه وسلم كشخصيةٍ فذةٍ متكاملةٍ متوازنة. وتتضح هذه القدوة في الاهتمام بكل ما له علاقةٌ بالجانب الجسمي وما يحتاج إليه من النظافة العامة حينما يتفقد المسلم أظافره فيقلمها، وفمه فينظفه، وأسنانه فيسوِّكها، وشاربه فيقصه، وشعره فيُرجله ويُسرحه، ولحيته فيُعفيها، وإبطيه فينتفهما ... إلخ. وهذا بدوره ينفي الزعم الباطل الذي يقول: إن الإسلام لا يهتم بالناحية الجسمية. (صيد الفوائد بتصرف)
ـ[حفيدة الصحابه طويلبة علم]ــــــــ[15 - 11 - 09, 08:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكِ الله خيرا أختى فى الله
نغع الله بكِ
وجعله الله بميزان حسناتكِ
¥