تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

به.

وقد رواه مسلم والنسائي وابن ماجه من حديث عبد العزيز بن أبي حازم زاد مسلم عن عبيد الله بن مقسم في هذا الحديث أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - كيف يحكى النبي - صلى الله عليه وسلم - قال يأخذ الله- تبارك وتعالى - سمواته وأرضه بيده ويقول: أنا الملك ويقبض أصابعه ويبسطها أنا الملك حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟

لا يبلغ أحدٌ ثناءاً على الله كما أثنى الله على نفسه:

فمن كانت هذه صفته أنى للعباد أن يحيطوا علماً به .. بل لا يعلمون من صفاته إلا ما أعلمهم، وما تستوعبه عقولهم، والله بعد ذلك أكبر وأجل وأعظم من أن يحيط أحد علماً به علي الصفة التي هو عليها - سبحانه وتعالى -، ولذلك كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أثنى على الله بما علمه الله - سبحانه وتعالى - يقول بعد ذلك: [سبحانك لا أحصى ثناءاً عليك أنت كما أثنيت على نفسك].

فإن العباد مهما قالوا من المدح والثناء على الله فإنهم لا يبلغون حقيقة ما يتصف به الله.

ويوم القيامة عندما يقوم الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشفاعة بين يدي ربه- تبارك وتعالى -يلهمه الله من تحميده والثناء عليه شيئاً لم يكن يعلمه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الدنيا.

والخلاصة أن معنى الحمد هو الثناء على الله بما هو أهله، وقد أنزل الله في الكتاب وعلى لسان الرسول من صفاته وأفعاله، ما عرفنا به - سبحانه وتعالى - عن نفسه من أنه الله الرب الرحمن الرحيم الملك القدوس البارئ المصور، من له الأسماء الحسنى والصفات العلى، والمثل الأعلى.

والشهادة لله بما شهد لنفسه، وبما يشهد له به ملائكته ورسله، وأهل العلم من خلقه هو الإيمان، وهو معنى الحمد. قال - تعالى -: {شهد الله أنه لا إله إلا هو، والملائكة وأولوا العلم قائماً بالقسط، لا إله إلا هو العزيز الحكيم}.

هذا فيما يتعلق بالحمد ذكرناه على وجه الإجمال.

التسبيح هو الوجه الآخر للحمد:

وأما التسبيح فإنه الوجه الآخر للحمد، إذ معناه نفس كل صفات النقص عن الله تبارك وتعالى، وتنزيه الله عما لا يليق به - جل وعلا -، وما ليس من صفته وفعله وما يتنزه - سبحانه وتعالى - عنه، فكل صفة ثابتة لله - سبحانه وتعالى - فالله منزه عن ضدها من صفات النقص والعيب، فالله واحد منزه أن يكون له شبيه أو نظير.

كونه الرحمن الرحيم لا ينافي كونه شديد العقاب:

وهو الرحمن الرحيم منزه عن الظلم، وأما كونه - سبحانه وتعالى - شديد العقاب فهو لا ينافي ولا يضاد كونه - سبحانه وتعالى - رحماناً رحيماً، لأن لا يعاقب إلا من هو أهل للعقاب، ويضع - سبحانه وتعالى - رحمته فيمن يستحقها. قال - تعالى -: {نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم، وأن عذابي هو العذاب الأليم}.

فمغفرته - سبحانه وتعالى - للتائبين من عبادته ورحمته لأهل طاعته. قال - تعالى -: {عذابي أصيب به من أشاء، ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون}.

الحي الذي لا يموت والقيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم:

والله - سبحانه وتعالى - هو الحي الذي لا يموت، والقيوم الذي لا تأخذه سنة ولا نوم والعلي العظيم، الذي لا يشفع أحد عنده إلا بإذنه، والغني الذي لا يفتقر إلى سواه، فلا يحتاج إلى أحد من خلقه فليس له من عبادة معين، ولا وزير، ولا وكيل، بل جميع خلقه في حاجة إليه وهو - سبحانه وتعالى - لا يحتاج أحداً من خلقه، وهو - سبحانه وتعالى - الجبار المتكبر الذي ذل له كل خلقه، وقهر كل ما سواه، والذي لا يقهره أحداً، ولا يكرهه أحد، ولا يجبره أحد - تعالى -الله أن يكون له من عباده مكره.

1 - الألوهية أعظم صفات الحمد ونفي أضدادها أعظم معاني التسبيح:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير