تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[مقدمة بين يدي التفسير للشيخ محمد حسان ـ حفظه الله ـ (تفريغ)]

ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[10 - 11 - 09, 01:15 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله الذي هدى بكتابه القلوب و انزله في اوجز لفظ و اعجز اسلوب فاعيت بلاغته البلغاء و اعجزت فصاحته الفصحاء و اسكتت حكمته الحكماء و اذهلت روعته الخطباء.

فالقرآن هو الحُجّة البالغة و الدلالة الدامغة و النعمة الباقية و العصمة الواقية و هو النور المبين و الذكر الحكيم و الصراط المستقيم، وهو شفاء الصدور و الحكم العدل فيما احكم و تشابه من الامور.

و اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، القائل سبحانه: {وَ بِالحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَ بِالحَقِّ نَزَلَ وَ مَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَ نَذِيرًا} الاسراء: 105

و القائل سبحانه: {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّ لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} الكهف: 109

و القائل سبحانه: {وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} لقمان: 27

و اشهد انّ سيّدنا محمدا عبده ورسوله و صفيّه من خلقه و خليله، أدّى الامانة و بلّغ الرسالة و نَصَح للامة و كشف الله به الغمّة و تَرَكَنا كالمَحَجَّة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك. المُخاطب من الله جلّ وعلا في اول آيات انزَلَها على قلبه بقوله سبحانه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ - خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ - اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ - الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ - عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} العلق: 1ـ2ـ3ـ4ـ5

و المخاطب من الله جل وعلا بقوله: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} النحل: 44

و المخاطب من الله جل وعلا بقوله: {طه - مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى - إِلَّا تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى - تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى - الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} طه: 1ـ2ـ3ـ4ـ5

القائل - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في الصّحيحين من حديث ابي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (ما من نبيّ من الانبياء الا أُعطيَ ما مِثلُه آمَن عليه البشر، وكان الذي اوتيته وحيا اوحاه الله اليّ فأرجو ان اكون اكثرَهُم تابعا يوم القيامة)

اللهم صل و سلم و زد وبارك عليه و على آله و اصحابه و احبابه و اتباعه و على كل من اهتدى بهديه و استنّ بسنّته و اقتفى اثره الى يوم الدين.

مكانة علم التفسير:

قال المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في صحيح مسلم و مسند احمد من حديث زيد بن ارقم 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قال زيد: " خطب رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصحابة خطبة يوما من الايام و قال في هذه الخطبة: (ايها الناس انما انا بشر يوشك ان يأتِيَني رسول الله فأُجيب، و إني تارك فيكم ثقلين: كتاب الله فيه الهدى و النور، من استمسك به و اخذ به كان على الهدى و من اخطأه ضل، و اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي، اذكركم الله في اهل بيتي) ".

النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما بعثه الله جل وعلا الا ليبلّغ عن الله و الا ليدُلّ الخلق على الحق بحق و الا ليربط الناس بالعروة الوثقى التي ماجاء بها المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من عند نفسه و انما ارسله الله جل وعلا ليربط بها ايدي الناس ثم ليمضي هو الى ربه جل وعلا وهم بها مستمسكون.

فالمقصود من قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (يوشك ان ياتيني رسول الله فاجيب) اي: ملك الموت

اما الثقلين: فإنّ العرب تقول للنّفيس و الخطير ثقيل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير